قائد الطوفان قائد الطوفان

الأسرى.. من معركة "الأمعاء الخاوية" لحرب "الجينات"

غزة-محمد بلّور-الرسالة نت

وحدها مناعة الدهشة تمنحهم قوة المقاومة متنقلين من معاناة لأخرى صامدين في اعتداءات مصلحة السجون الملونة بالعذاب.

بعد أن اعتادت الحركة الفلسطينية الأسيرة في السجون "الإسرائيلية" ابتلاع النصل والصمود حتى الرمق الأخير في "حرب الأمعاء الخاوية" جاء دور "حرب الجينات" عبر فحص DNA.

وتحاول مصلحة السجون منذ أسبوعين إجبار الأسرى الفلسطينيين على إجراء فحص الحمض النووي "DNA" ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة في السجون.

ويصعّد الأسرى الفلسطينيون في الأسابيع الأخيرة من خطواتهم الاحتجاجية بالإضراب عن الطعام ومقاطعة المحاكم الإدارية ومقاومة إجراءات السجن التعسفية.

ويطالب الأسرى بإنهاء ملف العزل والاعتقال الإداري وإعادة الزيارات وحق التعليم والعلاج ومطالب حياتية أخرى.

وحسب آخر الإحصاءات يبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" 4600 أسير من بينهم 309 أسير إداري و138 طفل و8 أسيرات و27 عضوا في المجلس التشريعي ووزيران.

مواجهات يومية

بات المشهد يتكرر يومياً في كافة السجون فالقصة تبدأ باقتحام السجانون المدججون بالسلاح والهراوات لحجرات الأسرى ثم يحاولون اختطاف الضحايا لأخذ العينات.

يحاول الأسرى مقاومة السجانين رفضاً لتقديم عينات من الشعر واللعاب فينهال السجانون عليهم بالضرب المبرح وتندلع المواجهات في أرجاء السجن.

وكانت آخر الاعتداءات التي شنتها مصلحة السجون "الإسرائيلية" وقعت أمس عندما انهال السجانون بالضرب المبرح على الأسيرين عبّاس السيّد وجمال أبو الهيجا عندما رفضا إجراء فحص "DNA".

وأكدت مدير عام رابطة الأسرى والمحررين توفيق أبو نعيم إن وحدات من السجانين اقتحمت سجن السبع وحاولت إجبار الأسرى على إجراء الفحص .

وقاوم الأسرى السجانين خلال محاولة إجبارهم على تقديم العيّنات ما أدى لاندلاع مواجهات اعتدى فيها السجانون بالضرب على الأسرى ما أدى لإصابة 3 أسرى من بينهم أبو الهيجا والسيّد.

وأشار أن الأسرى سيصعدون من خطواتهم الاحتجاجية لتشمل يوم الثلاثاء القادم حيث من المتوقع أن يخوضوا إضراب عن الطعام إلى جانب عدد من الفعاليات.

كما وقعت مواجهات بين الأسرى والسجانون أدت لإصابة 10 أسرى في سجن جلبوع مساء الجمعة الماضية.

وتحاول مصلحة السجون "الإسرائيلية" افتعال مناوشات مع الأسرى في عدة سجون حيث تجبر بعض الأسرى على الفحص في سجن ما ثم تنتقل لسجن آخر.

تشتيت للأنظار

تلعب مصلحة السجون "الإسرائيلية" عبر فحص DNA في المحظور من ناحية آدمية وقانونية فلا يجيز لها القانون إجبار الأسرى على هذا الفحص.

وبما أن تكلفة هذا الفحص المأخوذ من اللعاب والعينات مرتفعة فثمة سؤال عن دوافع مصلحة السجون من وراء الفحص الذي تمارسه متنقلة بين سجن وآخر.

ويرى الباحث في شئون الأسرى عبد الناصر فروانة أن مصلحة السجون تمارس هذا الفعل في هذا الوقت بالتحديد لعدة أسباب.

وقال إن هدفها الأول هو تشتيت الأنظار عما يجري داخل السجون من تصاعد الاحتجاجات على معضلة الاعتقال الإداري والإحراج الذي وقعت فيه "إسرائيل".

وأضاف: "هم محرجون بعد نجاح إضراب الأسير خضر عدنان وتواصل إضراب هناء شلبي وانتقال الاحتجاجات والإضراب عن الطعام لمعظم السجون فيريدون إشغال الأسرى بمشكلة أخرى".

السريّة الطبيّة

ولا يحق لمصلحة السجون من ناحية قانونية إجراء الفحص فذلك من صميم الخصوصية الطبية لأي أسير ويحتاج لموافقة مسبقة.

وأكد فروانة أن إجراء الفحص يؤكد أن "إسرائيل" تعتبر الأسرى جنائيين ولا تعاملهم كأسرى حرب.

وتابع: "الأخطر من ذلك أن هناك احتمال بأن تستخدم "إسرائيل" أجساد الأسرى كحقول تجارب وقد يجر ذلك لسرقة بعض الأعضاء إن استشهد أحدهم".

ولازالت "إسرائيل" تحتجز جثمان الأسير الشهيد أنيس دولة الذي استشهد في سجونها قبل 30 سنة وترفض تسليم جثته لأسباب مجهولة.

أما المحامي فارس أبو الحسن من مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان فأكد أن إخضاع الأسرى لفحص الحمض النووي يعتبر تدخلاً في خصوصيتهم رغم أن الاحتلال يدعي الحفاظ على السريّة الطبية.

وأضاف:" هناك مفارقة متناقضة فمصلحة السجون تطلب منا كمحامين إثبات من الأسير يتنازل فيها عن السريّة الطبية حتى يسمحوا لنا بمتابعة ملفه بينما هم يجرون فحص DNA عنوةً ".

وقال إن الأسرى حاولوا مقاومة الفحص الإجباري ما أدى لاندلاع مناوشات تلاها مداهمة لحجرات الأسرى.

ويعد إجبار الأسرى على فحص الحمض النووي أمر قديم تجدد سنة 2011 عندما أجبر الاحتلال المتهمين بتنفيذ عملية مستوطنة "إيتمار" على الفحص كما تكرر الأمر مع أسرى من قرية "عورتا".

كما مارست مصلحة السجون فحص الحمض النووي مع بعض الأسرى المحررين بحجة خوفها من عودتهم للمقاومة.

وترقد الحركة الأسيرة في أكثر من 17 سجن ومعتقل "إسرائيلي" فوق برميل من البارود من الممكن أن ينفجر في أي لحظة.

 

 

""

 

""

 


البث المباشر