عواصم - الرسالة نت
فيما شهدت أسعار الأسهم الأمريكية والأوروبية والذهب انتعاشا ملحوظا على مدار اليومين الماضيين، عقب تصريحات بن برنانكى رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، عن ان سياسة التيسير النقدى ستستمر لبعض الوقت لدعم التعافي الاقتصادي الهش، عاود الدولار الانخفاض أمام العملات الأخرى، بعد فترة من القوة لم تدم طويلا على إثر بيانات اقتصادية إيجابية، واستبعاد المسئولين الأمريكيين خلال الفترة القليلة الماضية استمرار تلك السياسة.
وقد تعافى مؤشر ستاندرد اند بورز 500 للأسهم الأمريكية من أسوأ أسبوع له هذا العام ليسجل أمس الأول أعلى مستوياته في أربعة أعوام مرتفعا بنسبة 1.4%، بعد أن لمح رئيس مجلس الاحتياطى الاتحادى (البنك المركزي الأمريكي) بن برنانكى إلى مواصلة السياسة النقدية الميسرة لخفض نسبة البطالة فى البلاد. كما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعى لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 1.23%. كما صعد ناسداك بنسبة 1.78%.
وواصلت أسعار الذهب أيضا أمس ارتفاعها لليوم الثانى على التوالى، ووصل سعر أوقية الذهب فى بورصة لندن إلى 1694 دولارا مقابل 1680.25 دولار فى الجلسة السابقة، تأثرا بهذه التصريحات، وقال جاى فوستر المحلل فى بروين دولفين لرويترز «انها تصريحات تصب بدرجة أكبر فى اتجاه التيسير النقدى من برنانكى مما سيعطى دفعة للاسهم»، مضيفا أن «امكانية تيسير السياسة النقدية سيساعد سوق الإسكان فى الولايات المتحدة، حيث سيؤثر على تمويل الشركات وسيحسن شروط القروض العقارية».
وفى مقابل ذلك انخفض الدولار أمس الأول إلى 82.77 ين من نحو 82.88 ين قبل التصريحات، كما ارتفع الجنيه الاسترلينى إلى أعلى مستوياته فى أكثر من أربعة أشهر مقابل الدولار الذى واصل تراجعه أمس، بدعم عمليات شراء من مستثمر سيادى آسيوى ومع تأثر العملة الأمريكية سلبا بتصريحات برنانكى.
وكانت البيانات الأمريكية الاقتصادية الإيجابية خلال الأسابيع الماضية قد قدمت دعما للدولار، كان أبرزها ارتفاع عدد الوظائف المتوافرة فى شهر فبراير الماضى عن المتوقع، وهو ما يعنى مواصلة توفير الوظائف على مدار ستة أشهر متتالية.
وقد عدل بن برنانكى من وصفه للنمو المتوقع فى العام الحالى، وقال انه سيكون متوسطا، بعد تصريحاته فى مطلع العام بأنه سيكون ضعيفا، وكان الأهم من ذلك أنباء مسربة لوسائل الإعلام نقلا عن مسئولين أمريكيين تفيد بأن الاقتصاد الأمريكى وصل إلى مستوى من القوة التى تمكن البلاد من تجنب ضخ أموال تحفيز جديدة فى الأسواق.
وأثارت تصريحات برنانكى نقد بعض خبراء الاقتصاد، وقال أحدهم على موقع فاينانشال برس إن برنانكى لم يتعلم من أخطائه السابقة، حيث أدت خطط التحفيز إلى ارتفاع التضخم، ومزيد من الركود الاقتصادى، وهذا يهدد قوة الدولار التى اكتسبها خلال الفترة الماضية.