قائد الطوفان قائد الطوفان

مختصون : الجدار يشكل تجاوزات قانونية وأضرار بيئية

غزة-الرسالة نت

أكد مشاركون في ندوة علمية متخصصة، على رفض بناء الجدار الفولاذي لما يحمل من تجاوزات سياسية وقانونية ومن الأضرار البيئية والمائية ومخاطر على الصحة .

وطالبوا الرئيس المصري محمد حسني مبارك بالتدخل لإيقاف بناء هذا الجدار رحمة بالمحاصرين في غزة، داعين منظمة المؤتمر الإسلامي وأمين عام الأمم المتحدة السيد بان كي مون إلى التدخل الفوري والسريع للوقوف على خطورة هذا الجدار ومنع استمرار بنائه.

جاء ذلك خلال الندوة العلمية المتخصصة التي عقدتها وزارة الزراعة الخميس24-12-2009، بعنوان "الأبعاد البيئية والمائية للجدار الفولاذي"، وذلك بمشاركة سلطة المياه الفلسطينية وسلطة جود البيئة.

وفي كلمته الافتتاحية قال وزير الزراعة الدكتور محمد رمضان الأغا:" أن استمرار مشروع بناء الجدار الفولاذي في الجانب المصري من الحدود يعتبر خطراً من الأخطار البيئية الكبرى التي تهدد قطاع غزة ".

وعدد الأغا الأسباب، بأن هذا الجدار الفولاذي وما يصاحبه من إنشاءات مائية تهدف إلى غمر التربة على عمق 30 مترا سيؤدي إلى مجموعة كبيرة من الكوارث البيئية والمائية التي سيدفع ثمنها غالياً كل من قطاع غزة شمالاً والمناطق المصرية المحاذية للحدود جنوباً .

وأشار أن المياه التي ستضخ في هذه الأعماق مجلوبة من مياه البحر في منطقة رفح وهذا يحمل بعدين خطيرين، من جهة انه سيلوث المياه الجوفية بمياه البحر المالحة التي ستندفع إلى الخزان الجوفي الأكثر عذوبة في قطاع غزة وتدمره تماماً، و من جهة أخرى يحمل معه كميات كبيرة من المواد الملوثة .

وأكد الأغا، أن العمل في هذا الجدار وأنابيب المياه المصاحبة له لم يتم الاتفاق عليها مع الشقيقة مصر سواء بالتواصل المباشر أو غير المباشر أو بالتنسيق العلمي المشترك، لافتاً أن المشاريع الهندسية العملاقة ذات الأثر البيئي الخطير أو المتوقع خطرها عادة ما يتم لها دراسة تقييم للأثر البيئي، وقال :"ونحن لم تصلنا أي دراسات أو وثائق أو معلومات أو مخططات حول هذا المشروع برمته" .

ودعا وزير الزراعة كافة الشخصيات الدينية والمؤسسات البحثية والعلمية والحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني في مصر الشقيقة وفي العالم العربي والإسلامي والعالم الحر إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لمنع هذه الكارثة التي تعتبر الخطر البيئي الأكبر بعد حرب الفرقان والذي تعرض له الشعب الفلسطيني، حسب تعبيره.

 من جهته تحدث  م. مازن البنا من  سلطة المياه، عن تأثير جدار مصر الفولاذ ى على مصادر المياه الجوفية، مؤكداً أن إنشاء جدار فولاذي في باطن الأرض من قبل الحكومة المصرية على طول الحدود مع قطاع غزة من شأنه أن يؤثر سلباً وبشكل كبير على مصادر المياه الجوفية في تلك المنطقة .

ولفت أنه من المتوقع أن تتدهور نوعية هذه المياه بعد إنشاء هذا الجدار لاحتمالية تسرب ملوثات من سطح الأرض إلى باطنها وبالتالي إلى المياه الجوفية نتيجة حدوث خلخلة في طبقات التربة غير المشبعة كنتيجة مباشرة لعمليات الحفر الخاصة بهذا الجدار أو إحلال التربة الأصلية المتماسكة ذات النفاذية المنخفضة بتربة رملية غير متماسكة ذات نفاذية عالية  .

وأشار أن الخزان الجوفي الساحلي يعتبر من الخزانات الجوفية الأكثر حساسية  للتلوث في العالم وذلك لقرب مستويات المياه الجوفية فيه من سطح الأرض بالإضافة إلى طبيعة ونوعية التربة الرملية غير المشبعة عالية النفاذية في كثير من الأماكن، وقال:"لهذا نجد أن تركيز مركب النترات في هذا الخزان مرتفعة نسبياً نتيجة تسرب المياه العادمة إلى باطن الأرض و خاصة في المناطق المأهولة بالسكان".

وأشار البنا أن الجدار سيتم إنشائه بالقرب من المناطق المأهولة  كما أن هناك احتمالية كبيرة لحدوث تآكل وتصدع في هيكل هذا الجدار على المدى البعيد نتيجة لوجوده في بيئة رطبة و خاصة في موسم الأمطار، منوهاً إلى احتمالية انتقال بعض العناصر الثقيلة والنادرة المكونة لهذا الجدار ووصولها إلى هذه المياه وبالتالي تلويثها .

وأضاف البنا:"إن إنشاء هذا الجدار على شكل قواديح أو خوابير فولاذية مفرغة من الداخل من المرجح أن يتم تعبئتها بمياه البحر أو مياه ذات نوعية رديئة والتي من شأنها أن تتسرب في باطن الأرض لتصل إلى مستويات المياه الجوفية وتعمل على تلويثها".

وأكد أن ما أسماه الخندق الفولاذي المائي في باطن الأرض بين مصر وقطاع غزة بحجة مكافحة تجارة الأنفاق و منع التهريب سيكون له آثاراً كارثية و مدمرة على الخزان الجوفي، حيث من المتوقع أن يودى ذلك إلى إغلاق العشرات بل المئات من أبار المياه بجميع أنواعها في كلا الجانبين من الحدود نتيجة تلويثها، مبيناً أن هذا من شأنه أن يؤثر سلباً على حياة كل من الفلسطينيين والمصريين بيئياً واقتصادياً واجتماعياً.

وحول الآثار البيئية للجدار الفولاذي المزمع أكد م. بهاء الدين الأغا، أن هذا الجدار سيكون له أثر خطير على عناصر البيئة الطبيعية في كلا الجانبين الفلسطيني والمصري وبالخصوص على عنصري المياه الجوفية والتربة، وقال:"أن إنشاء الجدار يتسبب في تقطيع واقتلاع عدد كبير من الأشجار التي سوف يمر إنشاء الجدار بهاو هي الأشجار المزروعة على مساحة بطول 10 كيلومتر و بعرض 40 إلى 70 متر ، حيث  تكون لازمة لأعمال إنشاء الجدار، وتحرك الآليات المرافقة، ويقدر أن عدد هذه الأشجار سوف يزيد عن 20,000 شجرة".

وأضاف:"ذلك يفقد المنطقة عددا ضخما من الأشجار، أكثرها من أشجار الزيتون، وهذه الأشجار لها أهمية اقتصادية واجتماعية معروفة و مهمة للسكان، إضافة إلى أهميتها البيئية التي تتمثل في الحفاظ على التنوع الحيوي بنوعيه النباتي والحيواني، والخفض من الغازات المسببة لظاهرة تغير المناخ، و خصوصاً غاز ثاني أكسيد الكربون".

 

 

البث المباشر