الضفة الغربية - الرسالة نت
سلبت حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" أرض أبو حسام التميمي من قرية النبي صالح، شمال غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية, لصالح "المستوطنين".
ويناضل أصحاب تلك الأرض منذ عقود لصد الغول "الاستيطاني"، الذي يبتلع أراضيهم الدونم تلو الآخر.
وقال أبو حسام عن تاريخ أرضه: "كان والدي منذ عام 1936 من المناضلين ضد الاحتلال وهذه الأرض رويت بعرقنا أنا وأجدادي، نفلحها ونزرعها ونعمرها، وها أنا اليوم غريب عنها، ممنوع من دخولها, أعجز عن وصف شعوري بالقهر على هذه الأرض".
في العام 1976، حاول "المستوطنون" الاستيلاء على أرض "أبو حسام"، فرفع دعوى عليهم لتكون النتيجة إصدار المحكمة العليا "الإسرائيلية" قرارًا بإجلاء "المستوطنين" من الأرض. مستدركاً: "لكن في العام 77، عاد حزب الليكود إلى الحكم، وعندها عاد التطرف وصودرت الأرض مرة أخرى لصالح المستوطنين، ومنذ ذلك الحين ونحن نحارب لاستعادتها".
وأضاف "أبو حسام"، وقد بدى عليه الحزن الشديد: "هذه الأرض جزء منا، عندما نفقدها كأننا فقدنا جزءًا من جسدنا، كل صباح أقف وأنظر إليها فيعتصرني الألم، خصوصاً عندما رأيت المستوطنين وهم يقتلعون زيتوني، وكنت قد زرعت بها 150 شجرة زيتون، والآن يعيثون فيها فساداً ويغيرون معالمها وأنا أقف بعيداً عاجزاً عن الوصول إليهم".
ورغم هذا الحزن، فإن عزيمة "أبو حسام" قوية، فهو يؤمن بأن الحق سيعود لأصحابه مهما طال الزمان، هكذا يربي أبناءه.
وتابع: "في كل عام، أخرج مع أولادي وسائر الفلسطينيين بيوم 30 مارس لإحياء ذكرى يوم الأرض، التي بدأت مع قيام الاحتلال بتنفيذ مخطط تهويد الجليل والمثلث في الأراضي المحتلة عام 1948".
الناشطة في المقاومة الشعبية، ناريمان التميمي قالت إن "النساء والرجال في خندق واحد وفي خط الدفاع الأول عن أرض فلسطين حتى تحريرها".
وتضيف زوجة المناضل باسم التميمي، الذي يحاكم أمام القضاء "الإسرائيلي" بتهمة قيادة المظاهرات أن "من ارتوى بماء فلسطين وشاهد أرضها وخضرتها لا يمكنه أبداً أن يفرط في شبر منها، ورغم تصاعد الهجمة الاستيطانية ضدنا ومصادرة أرضنا، إلا أننا بدأنا بالمقاومة السلمية والشعبية، وهي مستمرة، رغم قمع الاحتلال حتى تحرير أرضنا".
أما عبد الله أبو رحمة، منسق المقاومة الشعبية والسلمية في قرية نعلين المجاورة، فيقول إنه "رغم محاولات الاحتلال الدائمة لطمس الهوية الفلسطينية والمراهنة على الأجيال القادمة بأنها ستنسى الأرض، خابت آماله، لأن الشعب الفلسطيني متجدد، وكل جيل يأتي يظهر تمسكاً أكثر بأرضه وثوابته".
وأحيا الشعب الفلسطيني الذكرى الـ"36" ليوم الأرض بمسيرات وفعاليات عمت مختلف الأراضي الفلسطينية، يوم الجمعة الماضي في كل من غزة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948 وفي الخارج أيضاً.
وفي هذه الذكرى، يقول خليل التفكجي، المختص في شؤون الاستيطان، ومدير مركز الخرائط في جمعية بيت الشرق بالقدس المحتلة، إن "إسرائيل، منذ احتلالها عام 48، لم تتوقف عن الاستيلاء على الأرض".
ويؤكد "إسرائيل لا تريد إقامة دولة فلسطينية، وعلى هذا الأساس، تمضي في بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلة".
وعن الأراضي المصادرة حتى الآن، يوضح التفكجي أن "الفلسطينيين لا يملكون فعليا سوى 4% فقط من أراضيهم، وأن "الإسرائيليين" في الضفة الغربية يسيطرون على 60% منها، وفي القدس، لم يبق للفلسطينيين إلا 13% فقط من مساحتها الكلية، التي تبلغ 72 كم مربع".