قائمة الموقع

الشيخ جراح.. تأجيل المصادرة لا يعني إلغاءها

2021-05-13T18:34:00+03:00
ارشيفية
الرسالة نت-رشا فرحات

أعلنت المحكمة العليا الإسرائيلية عن تأجيل جلسة الاستماع التي كانت مقررة الإثنين الماضي بشأن طرد عائلات مقدسية من حي الشيخ جراح، وصرحت في بيان لها أنها ستحدد موعدا جديدا خلال ثلاثين يوما.

وجاء التأجيل بناء على طلب من المدعي الإسرائيلي العام أفيخاي ماندلبليت بشأن خطط استيطانية تستهدف طرد فلسطينيي الشيخ جراح من منازلهم في القدس الشرقية المحتلة لصالح مستوطنين (إسرائيليين).

وجاء في بيان للمحكمة إن المدعي العام طلب التأجيل لأسبوعين على الأقل ريثما يدرس إمكانية المشاركة في الدعوى.

جاء هذا القرار بعد ما شهده حي الشيخ جراح من تضامن على مستوى عالمي وتأجج للأوضاع، ورفض العائلات الفلسطينية الرضوخ لقرارات المحكمة الإسرائيلية التي قضت في وقت سابق بإخلاء 28 عائلة من العقارات الفلسطينية في الحي الذي أقامته الأردن لإيواء الفلسطينيين الذين هجروا في العام 1948 ولديهم عقود تثبت ذلك.

ويرى السكان المهددون بالطرد من بيوتهم في الشيخ جراح أن هذا القرار لا يعني الإلغاء، بل هو تأجيل مؤقت لتهدئة الأوضاع، معبرين عن خوفهم أن تطرد القوات الإسرائيلية سكان الحي في حال صمت العالم وتراجعت الحملة التضامنية مع الشيخ جراح.

ولا يختلف رأي الكاتب والمختص بالشأن المقدسي زياد ابحيص عن سكان الحي حيث قال إن تأجيل جلسة استماع محكمة الاحتلال "العليا" في قضية الشيخ جراح تقدم مهم لأنه جاء تحت الضغط، وتحت الخوف من جبهة موحدة امتدّت من الشارع في القدس إلى المقـاومـة في غزة وحتى التضامن العربي والدولي الواسع.

ولفت ابحيص أن على المتضامنين أن يتذكروا جيداً أن الهدف لم يكن تأجيل المحكمة، فالاحتلال ينظر للتأجيل كفرصة لمعاودة الهجوم على الحي وأهله في ظروف أفضل، والهدف الحقيقي هو طي صفحة إخلاء الشيخ جراح إلى الأبد، وتثبيت أهله وهويته، وإعادة عائلات الكرد والغاوي وحنون التي هُجرت من بيوتها بالقوة عامي 2008-2009.

ودعا ابحيص من خلال صفحته على فيس بوك إلى استمرار الزخم في الشارع، ومواصلة الضغط على الحكومات وبالذات الأردن والسلطة الفلسطينية لدفعهما لأخذ القضية إلى حيث يجب أن تذهب إلى محكمة الجنايات الدولية وبشكل حقيقي وليس بمجرد تغريدات فقط.

وقد كان قرار المحكمة متوقعا بالنسبة لأهالي الشيخ جراح فهو يتزامن مع تصاعد وتيرة الأحداث في المسجد الأقصى بعد عزم المستوطنين أداء الطقوس الاحتفالية بمناسبة ما يسمى يوم القدس.

ولا زال هناك تخوفات مما سيحدث خلال الثلاثين يوما المقبلة، ويقول رئيس لجنة حي الشيخ جراح عارف حماد معلقا عما حدث: التضامن السلمي سيظل في الشيخ جراح وسيتابع ما بدأه، والمتضامنون من الأهالي يريدون حقهم، ومن طردوا من بيوتهم في السنوات السابقة يريدون أيضا حقهم، لافتا إلى أنهم قد أعطوا المحكمة فرصة ولا يسعون إلى تصعيد الأوضاع كي لا تشكل خطورة على شباب وسكان الشيخ جراح.

ودعت منى الكرد الناشطة والمقيمة في الشيخ جراح والتي صادر الاحتلال نصف منزلها، الفلسطينيين في كل مكان في الضفة والقدس والداخل المحتل إلى التضامن والتجمع في الشيخ جراح، لافتة إلى أن قرار المحكمة هو تأجيل ولا يعني الغاء مصادرة الأراضي، فعائلات حنون والكرد وغيرها صودرت منازلهم افتراء ودون أي أوراق تثبت ملكية الاحتلال لأي شبر.

وتذكر الكرد أن هناك قضايا أخرى في المحاكم لثماني عائلات فلسطينية صودرت بيوتها خلال السنوات السابقة، وهذا التجميد هو الهاء، وليس الغاء لقرار مصادرة الأراضي. 

ويشهد حي الشيخ جراح منذ أكثر من أسبوعين مواجهات وحملات تضامنية إعلامية كبرى على شبكات التواصل، وذلك بعد مصادرة الاحتلال المنازل الفلسطينية، بإشراف من منظمة استيطانية يهودية تعمل على مصادرة كل بيوت الشيخ جراح لأهداف استيطانية.

اخبار ذات صلة