قائمة الموقع

تصرفات الأطفال السيئة بين خفة الدم وقلة الأدب

2009-08-19T08:32:00+03:00

الرسالة نت / أمينة زيارة

يتفاجئ الوالدان بإطلاق صغارهم ألفاظاً بذيئة على مسمع منهما، فبعضهم يصفق طرباً لطفله الذي لتوه خرج عن صمته وتكلم، وآخرون يعقد الاستغراب والمفاجأة ألسنتهم لما سمعوه من صغيرهم، إلا أن الطفل يبقى صفحة بيضاء لا يشوبها شائب فهو يستقى ألفاظه وتصرفاته من البيئة المحيطة به ، فهل هناك علاقة بين قلة الأدب وخفة الدم لدى الأطفال، "الرسالة" طرقت البيوت الغزية واستمعت إلى تجاربهم.

خفة دم أم قلة أدب

الطفل "محمد" البالغ عامين شدد عليه والده في المزاح حتى صرخ في وجه وكال عليه بكلمات بذيئة حفظها من شقيقه الكبير الذي اعتاد أن يلقيها على مسامعه، ومن ثم بدأ بالبصق ووالده يصفق فرحاً لطفله الصغير الذي يعرف الشتائم، ويصرح "للرسالة": ما يقوله هذا الطفل ليس قلة أدب كما يعتقد البعض فهذا الطفل برئ لا يعرف معناً لهذه الكلمة، مضيفاً: اعتبرها خفة دم تنطبق على جميع الأطفال في سنه، ويستدرك: لكن الكلمة الأولى لها فرحتها والثانية تمر بصورة طبيعية لكن في المرة الثالثة يجب أن يكون للوالدين دور فعال في توقيف الطفل عن هذه السلوكيات والأفعال السيئة والتركيز على التربية الإسلامية الصحيحة. 

أما "نادية، فهي طالبة جامعية معلوم عنها أنها تحب ملاطفة الأطفال في جميع الاعمار فتحدثنا عم تجربتها مع شتائم الأطفال قائلة: زرت مرة صديقة لي وكان لها أخ صغير لا يتجاوز السادسة من عمره، فأشرت إليه فأبتسم لي ابتسامة الأطفال البريئة فناديته وقبلته وسألته عن اسمه كحالنا جميعاً مع الأطفال، ثم قدمت له حلوى ممن كنت احملها في حقيبتي، وتواصل مبتسمة: ندمت على ذلك فقد تحول ذلك الطفل البريء فجأة إلى قط مفترس، فأصبح يجري من حولي ويرمي علي ما يأتي تحت يديه مما خف حمله وأوجع ألمه، مضيفة: المصيبة أن شقيقته التي هي صديقتي تضحك وتقول ما قدرها الله عليه (عيب حبيبي) وهي مبتسمة (عيب يا عمتو) دون أي إحساس بموقفي، متسائلة: هل أفعال هذا الطفل هي من باب خفة دم التي قد يُعجب بها بعض الآباء والأمهات ويصفقوا لها ولا يلقوا لها بالاً، أم تدخل في خانة قلة الأدب.

خفة دم وبراءة أطفال

فيما تشاركنا الحاجة الخمسينية "أم زكريا" وهي مدرسة الحديث، مؤكدة أن ما يقوم بها الأطفال من سلوكيات وألفاظ غير مفهومة من الطفل ما دون ثلاث سنوات، أنها من باب خفة الدم وبراءة أطفال خاصة أن هذا الطفل لم يبدأ الكلام في سنه، فتخرج منه بعض الألفاظ غير المفهومة كناية عن شتائم وسباب أو الإشارة بالفم ليس من باب قلة الأدب وعدم احترام الكبير كما يقول البعض، مشيرة إلى أن ما يقوم به الطفل دون وعي وعن غير عمد فقط للتعبير عن تذمره من سلوك أو إذا شعر بمضايقة أحد.

وتنوه: هذا الطفل يكتسب هذه الألفاظ من خلال أشقائه أو أبناء الجيران وقد يُتهم الأجداد بأنهم من يعلمون الأطفال هذه الألفاظ لأنهم يكيلون عليهم بالدلال الزائد والمحبة الكبيرة، والأجداد من هذه السلوكيات والأفعال براء، وهي شكوى اغلب الأمهات بأن الجدة بالذات هي من تربي الطفل على تلك الأمور وتصفق له على التلفظ بها.

تربية نبوية

و في هذا الصدد يقول د. جاسم المطوع الأخصائي التربوي من خلال الاتصال به عبر الانترنت عن تربية الطفل في الإسلام قائلاً: لقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بتربية الطفل على الأسس الصحيحة التي تكفل نشأته في بيئة مهيأة تحضيراً لانطلاقته كعنصر فعال في المجتمع المسلم، فنجد النبي عليه السلام يؤسس لتلك البيئة حتى قبل وجود الأطفال من خلال تأكيده على ضرورة اتخاذ قرار اختيار الزوجة الصالحة {فاظفر بذات الدين تربت يداك} فهو قرار تربوي في الأساس، لأن صلاح المرأة سينعكس على تربية الأبناء بشكل مباشر، ثم بعد ذلك عندما سترزق هذه الأسرة بمولود أمرهم النبي صلوات الله وسلامه عليه بتنشئته على التوحيد والإيمان بالله فقد قال عليه الصلاة والسلام: {كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه} وكذلك نصيحته عليه السلام للوالدين بالتزام القدوة الوالدية أمام الأبناء لما له من كبير الأثر في نشأة الأبناء نشأةً صالحة فقد قال: {رحم الله امرأً أعان ولده على بره}

أسس التربية الإسلامية

وعن أسس التربية الإسلامية الخالصة يؤكد د. المطوع: يجب أن يُحسن الوالدان اختيار اسم الولد ذكراً كان أو أنثى فكما قيل لكل امرئٍ من اسمه نصيب، أن تتم عملية رضاعة الطفل بشكل طبيعي قدر الإمكان فإن للرضاعة الطبيعية أكبر الأثر في حسن التربية والتنشئة، غرس معاني الإيمان في الطفل وتغذيته بالقيم والأخلاق الفاضلة منذ نعومة أظفاره، نتعامل مع أخطاء الطفل بالطرق الإيجابية دائماً، فإذا ما أخطأ الطفل لا نقطع علاقتنا به ولا نضربه وإنما ينبغي أن نحرص على معالجة المشكلة بالحوار أولاً وثانياً وثالثاً ولابد في نهاية المطاف أن نصل إلى نتيجة إيجابية.

متابعة الطفل

وينصح الوالدان قائلاً: إن التربية عملية شاقة وطويلة وبالتالي العملية لن تتوقف عند التذمر أو إعلان الاستسلام، فإن كل لحظة يقضيها الوالدان مع أولادهما تشكِّل استثماراً ناجحاً في الدنيا والآخرة وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم {من كان له ثلاث بنات يؤدبهن، ويرحمهن، ويكفلهن، ويزوجهن، وجبت له الجنة البتة} قيل: يا رسول الله ، فان كانتا اثنتين ؟قال: {وان كانتا اثنتين} قال – أي الراوي - : فرأى بعض القوم أن لو قالوا: واحدة، لقال: واحدة.

 

اخبار ذات صلة