الضفة الغربية - الرسالة نت
انتفضت الضفة الغربية في يوم الأسير الفلسطيني نصرة للأسرى في أول أيام إضرابهم المفتوح عن الطعام.
وشهدت محافظات الضفة فعاليات ومسيرات جماهيرية دعت لها مختلف الفصائل الفلسطينية، بينما علق الدوام في المدارس لإتاحة المجال أمام الطلبة بالمشاركة بالفعاليات الشعبية.
ففي مدينة نابلس انطلقت مسيرة جماهيرية من المجمع الشرقي باتجاه دوار الشهداء وسط المدينة، حيث أقيم مهرجان تضامني مع الأسرى، رفعت خلاله الشعارات والهتافات المطالبة بالإفراج عن الاسرى في سجون الاحتلال الصهيوني.
وفي كلمة له قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس إن الأسرى يخوضون انتفاضة الأمعاء الخاوية دفاعا عن كرامتهم الوطنية والإنسانية، ورفضا لسياسة الاعتقال الإداري، والإجراءات العنصرية التي تمارسها إدارة مصلحة السجون بحقهم.
وأكد فارس على أهمية وضرورة التضامن الشعبي مع الأسرى حيث يشكل ذلك قوة معنوية للأسرى انفسهم، ويجبر الاحتلال على التفكير في تغيير نمط معاملته للاسرى.
مواجهة عوفر
وفي محيط سجن عوفر غربي مدينة رام الله، شهدت المنطقة مواجهات عنيفه بين جنود الاحتلال وعشرات المواطنين والمتضامنين الذين شاركوا بوقفة تضامن واحتجاج على ممارسات الاحتلال حق الأسرى.
وفي خطوة لتفريق هذه الفعالية أعلن الاحتلال محيط السجن منطقة عسكرية مغلقة، فيما باشر جنوده بإطلاق قنابل الغاز والقابل الصوتية إلى جانب استخدام الرصاص المطاطي والمياه العادمة، مما اسفر عن وقوع عدد من الاصابات بحالات اختناق.
ووسط مدينة رام الله شارك المئات من المواطنين في مهرجان يوم الأسير، بحضور العديد من الشخصيات الرسمية والشعبية، وألقيت الكلمات الخطابية التي تدعو لتفعيل العمل الجماهيري تزامنا مع إضراب الأسرى.
واستنكرت عدد من الشخصيات المشاركة في المهرجان توجه سلام فياض للقاء نتنياهو، مؤكدين على أن هذه الزيارة تعد طعنة لأسرانا وتجاهلا لمعاناتهم وتضحياتهم.
أما في مدينة جنين التي شهدت عدة فعاليات تضامنية مع الاسرى الفلسطينيين، فقد بدأت بالتحضير لاستقبال الأسير خضر عدنان الذي خاض اضرابا عن الطعام على مدار 66 يوما وأجبر الاحتلال على انهاء اعتقاله الاداري، حيث من المتوقع ان يتم الافراج عنه خلال ساعات اليوم الثلاثاء.
وأكدت عائلة الأسير عدنان، إنه تم الانتهاء من كافة ترتيبات استقباله في منزله في بلدة عرابة حيث سيكون الاستقبال على شكل احتفال بمشاركة ممثلين عن القوى الوطنية والاسلامية ومؤسسات المجتمع المدني بالاضافة إلى المواطنين من اهالي البلدة والمحافظة.
وفي مدينة الخليل نظم احتفال جماهيري وسط المدينة لإحياء يوم الأسير ومناصرة الأسرى في إضرابهم، حيث شارك المئات في الاعتصام، كما شاركت فيه حركة حماس ورفعت خلاله الرايات الخضراء، وعلت الهتافات المطالبة بالوحدة الوطنية والعمل بشكل موحد لنصرة الأسرى في إضرابهم.
مطالب شعبية
من جانبهم عبر عدد من المواطنين الفلسطينيين التقتهم "الرسالة نت" بضرورة العمل في صف واحد للإفراج عن جميع الاسرى الفلسطيني بشتى الوسائل المتاحه، مستهجنين من تقاعس السلطة الفلسطينية في هذا الاطار.
وقالت المواطنة "أم إبراهيم" التي كانت تشارك بالاعتصام في مدينة نابلس :"كلنا اليوم مطالبون بتحرير أسرانا بغض النظر عن الوسيلة، لكن المهم هو ان نفرج عنهم ولا نبقى نتحدث بشعارات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع".
وتضيف بالقول :"هناك أسرى داخل السجون أمضوا عشرات السنين وهؤلاء واب علينا ان نفك أسرهم فهم ضحوا من أجلنا ومن اجل قضيتنا وبالتالي يجب ان لا نخذلهم، وهذه المطالب يجب ان تكون حاضرة أمام المسؤولين الفلسطينيين".
من جانبه، شدد الطالب الجامعي عيسى محمد على ضرورة ان تمنح المقاومة متسعاً من الحرية بهدف تركيز عملها للإفراج عن الاسرى في سجون الاحتلال. وقال :"شكلت صفقة التبادل الأخيرة بين المقاومة والاحتلال نقطة مفصلية بتاريخ الاسرى، وأظهرت ان المقاومة تستطيع ان تمنح الحرية لمئات الاسرى، لذا يجب ان نمنح المقاومة مزيدا من الحرية ونتوقف عن ملاحقة المقاومين".
واستغرب من "ترويج السلطة لأفكار التعاطي مع المفاوضات كسبيل للإفراج عن الاسرى" وأوضح قائلا :"الغريب ان المفاوضات عبر كل السنوات الماضية لم تضع قضية الاسرى في مكانها الصحيح، وبقيت هذه القضية تخضع لميزان حسن النوايا من قبل الاحتلال، ونحن لا نريد ان يمن علينا الاحتلال بهذه القضية بل ما نريده ان نفرج عن أسرانا وفقا لمعايرنا نحن".
وفي الوقت الذي يحيي فيه الاسرى الفلسطينيين وعائلاتهم يوم الأسير الفلسطيني، تأمل أمهات الاسرى أن تكون هذه مشاركتها الأخيرة لإحياء هذا اليوم وذلك بعد الافراج عن كافة الاسرى في سجون الاحتلال.