غزة- الرسالة نت
أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان تقريراً بعنوان مدنيون بلا حماية، يؤرخ من خلاله يوميات العدوان الإسرائيلي، الذي شنته قوات الاحتلال على نحو مفاجئ. ويترافق صدور التقرير مع الذكرى السنوية الأولى للعدوان الذي شنته قوات الاحتلال على غزة بتاريخ 27/12/2009.
واستمر العدوان غير المسبوق في قسوته ودمويته، والذي أطلقت عليه قوات الاحتلال اسم (عملية الرصاص المصبوب) لمدة (23) يوماً حيث أوقفت قوات الاحتلال عملياتها عند تمام الساعة الثانية من فجر يوم الأحد الموافق 18/01/2009، إلا أنها لم تلتزم بالوقف التام، حتى أن دبابتها انسحبت من منطقة الشوكة شرقي رفح بعد أربع أيام من التاريخ المعلن.
وذكر التقرير ببداية العدوان، حيث بدأ بحملة جوية مكثفة عند حوالي الساعة 11:30 من صباح يوم السبت 27 ديسمبر 2008، شاركت فيها (80) طائرة حربية استهدفت غالبية مراكز الشرطة والأجهزة الأمنية وأهداف أخرى في أنحاء قطاع غزة كافة. وسقط في اليوم الأول للعدوان (322) شهيداً، من بينهم (129) من أفراد الشرطة والأمن، قتلوا داخل مقراتهم وبعضهم كان في طابور عسكري بساحة التدريب في مدينة عرفات للشرطة، كما قتل مدير عام الشرطة في قطاع غزة اللواء توفيق جبر.
واستعرض التقرير حصيلة أعداد الضحايا والخسائر، التي لحقت بالسكان وممتلكاتهم حسب العناوين، حيث أشار إلى أن عدد الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان أو متأثرين بجراح أصيبوا بها خلاله بلغ (1411) شهيداً، من بينهم (355) ممن هم دون الثامنة عشر من العمر، و(110) سيدات، و(240) من أفراد المقاومة، وعدد المنازل السكنية المدمرة بلغ (11135)، والمنشآت العامة (581)، والمنشآت الصناعية (209)، والمنشآت التجارية (724)، والمركبات (650)، فيما بلغت مساحة الأراضي الزراعية المتضررة (6271.746).
كما القي التقرير الضوء على النماذج الأكثر قسوة من جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين في قطاع غزة، من خلال شهادات الضحايا وشهود العيان, حيث رصد معظم الهجمات التي أسفرت عن وقوع ضحايا, بالإضافة إلي تواصل الهجمات الإسرائيلية المكثفة، التي شاركت فيها القوات والأسلحة المختلفة حيث شاركت الطائرات الحربية بأنواعها المختلفة (نفاثة – عمودية – مراقبة) واستخدم الطيران الحربي أنواع مختلفة من القذائف الصاروخية. وكذلك القوات البرية التي شاركت فيها الدبابات بأنواعها وناقلات الجند ومدفعية الميدان المتمركزة على حدود الفصل، هذا عدا عن سلاح البحرية الذي شاركت فيه أنواع مختلفة من الزوارق والبوارج الحربية.
وأوضح التقرير أن القوات الاسرائيلية تعمدت استهداف المدنيين أثناء تواجدهم داخل منازلهم السكنية، أو قربها, وتهجيرهم قسرياً عن منازلهم تحت وطأة القصف، واستهدافهم أثناء محاولتهم الفرار من مناطقهم السكنية، بعدما شرعت في عملية التوغل البري التي بدأت بتسلل القوات الخاصة الراجلة ليل السبت الأحد الموافق الثالث من كانون الثاني (يناير) 2009.
وعرض التقرير شهادات تظهر ملاحقة قوات الاحتلال المهجَّرين ممن أجبرتهم آلتها الحربية وجرائمها على مغادرة منازلهم واللجوء إلى مراكز إيواء داخل مراكز الإيواء نفسها وفي محيطها، فقصفت ثلاثة من مراكز الإيواء التي افتتحتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بالرغم من أن هذه المراكز هي مدارس تتبع للمنظمة الدولية وسبق للأخيرة أن زودت قوات الاحتلال بإحداثيات تحدد مواقع منشآتها. وهي منشآت ترفع علم الأمم المتحدة وترسم العلم نفسه بحجم كبير على أسطح مبانيها.