القدس – الرسالة نت
وجه الاسير القيادي في حركة حماس ابراهيم حامد رسالة رقم "2" من داخل سجن لجماهير شعبنا وامتنا، مؤكدا ان تضامن الشعب معهم في معركتهم بالامعاء الخاوية هو الوجه الاخر للمعركة، وطالب بحشد الهمم مع الاسرى المضربين وبفعاليات تضامنية منظمة.
وقال في رسالته بالنص: "
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة رقم 2 من القيادي إبراهيم حامد
يا جماهير شعبنا وأمتنا.. تحية طيبة وبعد:
"نشكر لكم وقفتكم وتضامنكم ومحبتكم التي تتواكب مع إضرابنا، وإننا لنعلم علم اليقين أن تضامنكم معنا إنما هو تضامنكم مع أنفسكم. فنحن قطعة منكم، إذا ابتُليت وشُتِمت تداعى لها سائر الجسد بالسهر والحمى. وإننا في معركتنا هذه نخوضها من جبهتنا داخل معازلنا، وغرفنا التي حُذفنا فيها منذ سنين طويلة خارج الزمن. إن مساهمتكم من خارج السجون في مناصرتنا لهي الوجه الآخر لمعركتنا. وإننا نرجو أن نكون قد أعدنا الاعتبار للفعل النضالي الذي تضرر كثيرًا في السنين الأخيرة. ونحن الحركةَ الأسيرةَ طالما كانت مهمتنا الأولى هي ضرب المثل والنموذج المتقدم بالتضحية والفداء، وضخ المعنويات ورفع منسوبها لدى أمتنا وشعبنا. إننا في هذه المعركة التي قد تطول ننتظر منكم المساهمة النضالية الفاعلة والمؤثرة، والتي يمكن أن تلعب دورًا في تقصير أمد المعاناة وتحقيق النصر".
وإننا هنا نطالب قطاعات شعبنا وأمتنا بما نراه فيها من النقاط التالية:
1. نناشد جميع الفعاليات الوطنية والتنظيمية والشعبية والنقابية والطلابية، إلى أخذ دورها في التعبير الجماعي النضالي المتضامن مع خطواتنا، وإننا نطالب أن يتم النزول إلى الساحات العامة بأعداد متعاظمة، بالآلاف، ولإيصال الرسالة المطلوبة محليًا ودوليًا لدى مراكز صنع القرار لدى العدو.
2. نناشد الحركة الطلابية بجميع كتلها ومجالس طلبتها إلى استعادة دورها النضالي، الذي طالما عرفت به في العقود الماضية، وكان يعتبر باروميتر الحياة السياسية في الأراضي المحتلة، ولطالما كانت الحركة الطلابية هي الشق الثاني للحركة الأسيرة، التي كانت تخط متن النص السياسي حتى انتفاضة 1987م. وإننا نعول على ما تمثله الحركة الطلابية كتجمع منظم يمكن أن تخرج بعشرات الآلاف في أيام التضامن المجيدة معًا. ونرجوا أن تكون انتفاضة السجون هي مساهمة الفلسطينيين في الربيع العربي، ويجب أن يترجم ذلك بالخروج بأعداد غفيرة إلى الشوارع العامة.
3. ندعو جميع "الغانديين" الفلسطينيين الذين أُشبعوا طيلة السنين الماضية مؤتمرات وتنظيرات ونظريات حول أهمية المقاومة السلمية، فهذا بإرادة هذه المقاومة، وهذا زمن اختيارهم، وهنا تأتي قيمة كل الكلام الطويل، الذي مُثِّل في السنوات السابقة. ونرجوا أن تتمكنوا من حشد الجماهير الفلسطينية في الميادين العامة، للتضامن مع ما يمكن أن يُعتبر ضمير الفلسطينيين الحي، والمعذب في السجون حيث تقبع هنا نخبة من خيرة المناضلين والتضحويين، وخاصة أنهم من أصحاب الملفات النضالية الثقيلة، ونرجو أن لا يتم خذلاننا هذه المرة.
4. نناشد المؤسسات الرسمية وخاصة الأجهزة المعنية بالإشراف على ترتيب المسيرات والتظاهرات، إلى تسهيل جميع الإجراءات، وإزالة جميع العقبات أمام التعبيرات النضالية العارمة، ونهيب في هذه المؤسسات أن تأخذ دورها النضالي، خاصة وأننا نمر بمرحلة تحرير وطني، تتطلب حشد جميع الجهود من أجل إنجاح خطواتها.
5. ندعو إلى مسيرة مليونية، خاصة وأنها متزامنة ليس فقط مع إضراب السجون، بل وإنما ذكرى يوم النكبة، وندعو كافة ممثلي الرأي العام والمسؤولين الرسميين والشعبيين إلى الانخراط في مثل هذه المسيرة المليونية، ونقترحها أن تكون يوم 11/5/2012م، ضمن فعاليات يوم النكبة، وللتأكيد على سلمية هذه المسيرة يمكن الدعوة إلى ارتداء اللباس الأبيض، ونأمل أن تجتاز هذه المسيرة شتى الحواجز والأسوار للوصول إلى القدس.
6. وفي حال مُنع الناس من الوصول إلى القدس، بالإمكان إقامة الصلوات على الحواجز بعشرات أو مئات الآلاف. ونعتقد أن هذا الاقتراح ربما كان خياليا قبل سنوات، ولكنه في ظل الربيع العربي، ربما يكون في متناول اليد، والمسألة فقط تحتاج إلى قرار سياسي شجاع، خاصة بعد وصول جهود السلام إلى أسوار مسدودة، ونناشد هنا الأخ أبو مازن إلى إطلاق العنان للفعل السلمي المقاوم، وليس أمام الجميع غير ذلك، وهذه فرصة تتداعى لها جميع العناصر لإنضاجها.
7. نناشد جميع الفعاليات في الضفة الغربية "وبالذات في الضفة الغربية" لأن الأسرى يتحدرون من الضفة الغربية في غالبهم، ولطالما كانت الضفة متأخرة في مناسبات عديدة من إعلان التضامن في المناسبات الوطنية الكبرى في السنين الأخيرة، ونرجو هذه المرة أن يختلف الأمر خاصة وأن موضوع الأسرى هو موضوع إجماع وطني شامل.
8. نناشد إخواننا من جميع الفعاليات الوطنية وقيادة، وممثلي القوة والجماهير العربية، في مناطق 48 بأخذ دورهم الريادي بهذه المناسبة، وأن لدورهم مفعولاً مهمًا وقوة، وخاصة وأنهم في عمقنا الفلسطيني، وكم تأثرنا كثيرًا ونحن نسمع عن الاعتصام، الذي جرى في حيفا عروس قدسنا الحزينة. ونأمل أن تنضم جميع الفعاليات، خاصة أن الجميع الآن يرتب لفعاليات يوم النكبة الحاشدة، التي نقترحها أن تتزامن هذه المرة مع الفعاليات النضالية مع إضراب الأسرى. ونقترح نصب خيم تضامن والدعوة إلى حشود كبيرة بالآلاف أمام مقرات السجون الإسرائيلية. كما نناشد الفعاليات الطلابية العربية، في الجامعات الإسرائيلية، بأخذ دورها النضالي في التضامن معنا. ونناشد إخواننا في الحركة الإسلامية وجميع القوى الوطنية إلى وضع برنامج فعاليات مؤثرة للتضامن مع إضراب الأسرى.
9. بالنسبة لجميع المتضامنين في بلاد العرب والمسلمين، والذين تصلنا عواطفهم ودعواتهم ودموعهم، نشكر لهم كل ذلك ونتمنى أن يتحول ذلك إلى فعل نضالي مؤثر، وندعوها إلى ما يلي:
أ. الثقة بفعل الذات، وهذا الدرس الأساسي الذي كان لأبناء جيلنا الذي طالما أُطلق عليه بالأدبيات السياسية في الثلث الأخير، من القرن الماضي، "جيل أطفال الحجارة"، إن أمثولتَنا كانت ولا تزال الاعتماد على ما يمكن أن تجترحه الإرادة الصرفة من فعل. لقد كان لنا زميل على مقاعد الدراسة اسمه يحيى عياش، حفر في الصخر، وأنتج للفلسطينيين سلاح مقاومتهم المؤثر. هذا لم يذهب إلى مكان خارج فلسطين، ولم يفكر في قاعدة هنا أو هناك، ولم يتلق أي مؤهل تقني سوى أنه قرر وأراد، وكان بحق درة تاج نموذجية الثوري المقاوم. وقد كان مكتشف البارود الفعلي، ليس بالمعنى المجازي بل بالمعنى المادي المحسوس والمباشر. نقول لشباب العرب الذين خرجوا من سطوة الاستبداد، والآن يتنسمون الحرية في تونس الحرة وفي مصر الحرة، وبقية الشعوب التي تسير على الطريق، إننا ننتظر فيكم إرادتكم الصرفة، وما يمكن أن تجترحه عقولكم وإمكانيتكم التي هي أوسع بكثير من إمكانياتنا نحن القابعين تحت الاحتلال.
ب. نرجو من جميع الشباب العربي خاصة المتحزبين والمنبثقين، من حركات سياسية، إلى رفع قضية فلسطين في قلب برامج حركاتهم السياسية......
يقول المحامي: هنا سمعت صفارة الإنذار معلنة حالة الطوارئ، ثم حضر السجان بسرعة وأوقف اللقاء، وأخرج أبا علي، وطلب أن نجهز أنفسنا للخروج من السجن".