طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

خيمة التضامن بنابلس.. حكايات أمهات تملؤها الدموع

اهالي الاسرى في خيمة التضامن
اهالي الاسرى في خيمة التضامن

نابلس – الرسالة نت

منذ ساعات الصباح الباكر تتوجه والدة الأسير حسن الصفدي -من مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة- إلى "خيمة الأسرى" التي أقيمت على دوار الشهداء وسط المدينة؛ في محاولة لحشد الدعم لابنها المضرب عن الطعام منذ أكثر من ستين يوما.

وتقول والدة الأسير الصفدي لـ"الرسالة": "منذ اليوم الأول لنصب الخيمة نحرص على الحضور محاولين نصرته ومؤازرته ولو معنويا".

وأشارت إلى أنها اضطرت لفك إضرابها عن الطعام الذي استمر لمدة ثمانية أيام تضامنا مع ابنها بعد أن أرسل لها رسالة يقول فيها إنه سيضرب عن شرب الماء إذا واصلت والدته الإضراب.

ويعاني الصفدي آلاما حادة في الكلى والرأس، وخسر من وزنه ما يقارب 40 كغم، ولكنه مصر على مواصلة الإضراب، فقد قال للقاضي (الإسرائيلي) الذي طالبه بفك إضرابه: "إما الحرية أو الشهادة".

وبينما كانت الوالدة تتحدث لـ"الرسالة" عن معاناة ابنها تعالت أنشودة للأسرى تقول: "من جوا الزنزانة سمعتك يا يما تناديني.. يا مهجة فؤادي يما يا حبة عيني".. فاختنقت الكلمات وذرفت الدموع، وفضّلت الصمت.

تمسك بالأمل

وداخل خيمة الاعتصام تجلس "أم جهاد رماحة" تحتضن صورة فلذة كبدها الأسير جهاد ذي (31 عاما) المضرب عن الطعام منذ 19 يوما، والمحكوم بـ12 عاما قضى منها ثماني سنوات.

وأشارت أم جهاد لـ"الرسالة" إلى أنها أضربت هي الأخرى عن الطعام بعد أن علمت بإضراب جهاد، مؤكدة أن الإضراب أقل ما يمكن أن تقدمه لدعم ابنها والأسرى الذين ضحوا بشبابهم "من أجل أن نحيا بكرامة".

عائلة الأسير عمر أبو شلال (54 عاما) -من مخيم العين في نابلس- المضرب عن الطعام منذ 62 يوما تحرص أيضا على الوجود يوميا في خيمة الاعتصام.

وتقول شقيقته لـ"الرسالة": "رغم أن أخي يرقد في مستشفى الرملة لانخفاض السكر والدم وعدم انتظام دقات قلبه عدا الهزال العام في جسده فإنه ما زال مصرا على الاستمرار في إضرابه".

قصور في التفاعل

وخلال تنقل "الرسالة" لتلمس مشاعر أمهات الأسرى داخل الخيمة وجدت أن الغالبية من النسوة وأمهات الأسرى يطالبن بتوسيع المشاركة الشعبية لنصرة الأسرى في معركتهم وتكثيفها.

ميس الشافعي (25 عاما) إحدى المتضامنات مع الأسرى في الخيمة تقول من جانبها لـ"الرسالة": "قضية الأسرى لا تخص هؤلاء الأمهات فقط بل هي قضية فلسطين كلها"، متسائلة: "ماذا ينتظر العالم بعد أن دخل أكثر من 2500 أسير مشاريع الشهادة؟".

أما النائب منى منصور-إحدى المشاركات في الخيمة- فأكدت بدورها ضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام في قضية إضراب الأسرى.

وقالت لـ"الرسالة": "على وسائل الإعلام مضاعفة جهدها في تغطية الإضراب وحشد الرأي العام ودفع المواطنين للمشاركة في فعاليات التضامن مع الأسرى".

يشار إلى أن أكثر من 3000 أسير فلسطيني من أصل 4700 يخوضون إضرابا جماعيا منذ أكثر من 16 يوما في حين يضرب ثمانية آخرون منذ أكثر من شهرين للمطالبة بحقوقهم ووقف انتهاكات الاحتلال ضدهم.

البث المباشر