قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: العودة بدلا من النكبة

مصطفى الصواف

دعونا العام الماضي 2011 الجميع بضرورة استبدال احتفاليات وفعاليات الخامس عشر من أيار من (ذكرى النكبة) إلى ذكرى العودة ، لأن النكبة تعني الاستسلام لكيد العدو واستمرار لذرف الدموع والبكائيات وتقتل الأمل في العودة، واعتبرنا أن العام الماضي يجب أن يدشن ليوم العودة القريب وعليه يجب تغيير المصطلح بما يحقق الأمل والعمل من أجل العودة إلى فلسطين، عودة الأرض والشعب والتي لم تعد بعيدة، " وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا" .

سألني أحد الصحفيين ما سر تمسك الفلسطيني في الداخل والشتات بالمفتاح واعتباره رمزا للعودة، اجتهدت وقلت بأن هذه دليل واضح على تمسك الفلسطيني بحق العودة المرتبط بالتمسك بالأرض، فالأرض هي أساس العودة ، والبيت هو جزء من الأرض والمفتاح هو تعبير عن البيت والأرض والاحتفاظ به هو كناية عن الاحتفاظ بالأرض والبيت والتمسك بحق العودة ، هذا الحق الذي لا يملك أحد التنازل عنه لأنه ملك لصاحبة شخصيا وملك للشعب بشكل عام ولا يسقط بالتقادم.

المفتاح سيبقى رمزية العودة إلى الأرض والبيت وهو جزء من ميراث الشعب الفلسطيني يودع أمانة في رقاب الأجيال ويسلم من جيل إلى جيل كما يسلم الميراث ولكنه يختلف في خاصية واحدة أنه غير قابل للقسمة أو التوزيع ولا يحق للورثة بيع حصصهم من هذا الموروث مهما كانت الأسباب والدوافع ومهما علا شان الإغراءات في هذا المجال.

المفتاح هو المعول هو السيف الذي سيقف في وجه كل المخططات الهادفة إلى النيل من حق العودة الثابت، وسيبقى المفتاح مشرعا في وجه كل من يفكر بغير العودة إلى الأرض، وسيبقى عنوانا وهدفا يسعى إليه الفلسطينيون حتى تحقيقه مهما بلغت التضحيات، فلا شيء أغلى من الروح، والأرض هي الروح، فإذا نزعت الروح من الجسد فلا حياة وإن بقي هذا الجسد فيه نبض؛ إلا أنه خال من الحياة بلا قيمة أو معنى.

ولعل ما لفت انتباهي في فعاليات ذكرى العودة لهذا العام تلك الخارطة الأكبر لفلسطين والتي أشرف على تنفيذها ابن قرية سمسم، السيد حمد والتي أراد من خلال تصميمها ليس فقط هو الشهرة أو تسجيل اسمه في موسوعة جينتس ، فهذا هدف جزئي ولكن حسب فهمي أن هناك رسالة كانت أهم من وراء هذا العمل الرائع وهو الرسائل التي حملها هذا العمل الفني بأن الحدود لتلك الخارطة لمن لا يرى ولمن يرى هي حدود فلسطين، فبعد هذه السنوات الطوال من التهجير القسري لم ينس ابن سمسم خارطة فلسطين شكلا ورسما، والرسم الذي نفذه لا يحتاج إلى عدسات مكبرة فهو واضح وضوح الشمس أن فلسطين هي فلسطين بحدودها الجغرافية والسياسية وبمكوناتها الطبيعية بسهولها وجبالها ووديانها وجيرانها وهي ملك خالص للشعب الفلسطيني.

هو أراد أن يرسل رسالة أن فلسطين غير قابلة للقسمة، محفورة في الذاكرة والوجدان لا يمحوها زمن ولا جبروت القوة الغاشمة ولا اتفاقيات الذل والعار التي لا علاقة للشعب الفلسطيني بها، هذا الشعب الذي لا يعترف بتلك الحدود التي صنعتها اتفاقيات وقعت من خلف ظهره، وهو لازال متمسكا بفلسطين بكل جغرافيتها من رأس الناقورة شمالا إلى أم الرشراش جنوبا ومن بحرها الأبيض المتوسط إلى نهرها نهر الأردن بلا تفريط أو تنازل وهو يرى يوم العودة قريب.

لذلك المطلوب من حكومتنا في قطاع غزة تبني هذا المشروع والعمل على نشر الخارطة في كل الأماكن الرسمية والشعبية وأولها المدارس الحكومة والوزارات بالطريقة التي تبرز هذه الخارطة وتؤكد على ثابت من ثوابت الشعب الفلسطيني،والعمل على تشجيع مثل هذه الأفكار وتقديم الدعم لها او تبني مشاريعها الخادمة للقضية والثوابت ، وكذلك نشر هذه الخارطة في مدارس الوكالة التي حاولت يوما تقزيم خارطة فلسطين ونشر خارطة وفق الفهم الصهيوني أو فهم صناع الاتفاقيات المرفوضة شكلا ومضمونا. 

البث المباشر