قائمة الموقع

المتضامن حمودة.. إصرار على العودة رغم الصعوبات

2012-05-21T16:12:25+03:00
المسن خليل حمودة
غزة- الرسالة نت-

يشد ناظريك المتضامن المسن خليل حمودة بتجاعيد وجهه بعد أن بلغ من الكبر عتيا وهو يتقدم صفوف المتضامنين الذين حطوا رحالهم في غزة على متن "قافلة شريان الحياة" الأردنية.

بدا المسن حمودة (83 عاماً) منهكاً عندما وطأت أقدامه القطاع, لكن شوقه للشعب الفلسطيني وتراب غزة جعله يصارع هذا الشعور.

وكانت القافلة الأردنية قد وصلت إلى القطاع يوم السبت المنصرم, بمشاركة  84 متضامناً يمثلون كافه أطياف المجتمع المدني والنقابي الأردني من بينهم أطباء ومهندسون ومحامون وإعلاميون.

حكاية الهجرة

ذاكرة المسن حمودة تزخر بالمواقف والأحداث التاريخية فهو شاهد حي على ما اقترفته العصابات "الإسرائيلية" من مجازر في مدينته اللد وباقي المدن والقرى الفلسطينية.

وهاجر حمودة الذي يكبر "النكبة" بتسعة عشر عاماً للأردن عام 1948 عندما احتلت "إسرائيل" اللد فحصل على الجنسية الأردنية وعاش فيها.

"

حمودة" شاهد حي على ما اقترفته العصابات "الإسرائيلية" من مجازر في مدينته اللد

"

الصمت سمة لا تفارق الرجل الذي اشتعل رأسه شيباً, لكن شريط الذاكرة الأليم جعله يروي لـ"الرسالة نت" وقائع قاسية كان شاهداً عليها.

ويقول المسن حمودة ان لحظة مباغتت الاحتلال "الإسرائيلي" لأهل قريته أحدثت فزعاً كبيراً لأن الطائرات "الإسرائيلية" قصفت الأبرياء دون رحمة.

وأوضح أن بعض الفلسطينيين ممن وقفوا للدفاع عن اللد تعرضوا للإبادة الجماعية بعد أن احتموا بمسجد المدينة لكن بناءه الوهن حال دون حجب نيران العصابات "الإسرائيلية" باتجاههم.

وكان الهجوم "الإسرائيلي" على اللد والرملة قد بدأ صباح التاسع من يوليو عام 1948, وبلغ حينها عدد ضحايا المجازر 426 شهيداً منهم 176 في مسجد المدينة بحسب المسن حمودة.

وأكد المسن حمودة أن نكبة الشعب الفلسطيني هي نتاج "مؤامرة" شاركت فيها دول كثيرة, مشدداً على أن الفلسطينيين حينها لم يملكوا السلاح, بينما سعى الجيش العربي الذي وصل فلسطين لإفراغ المدن الفلسطينية بدلاً من تثبيت أهلها.

وتابع: "الأمل كبير باقتراب العودة لفلسطين مع ازدياد الوعي لدى الشعوب ومعرفها الحقيقية بقيمة أرض الرباط ومقدساتها".

ويرافق المسن حمودة في زيارته لغزة إبنه الأكبر "محمود" ليعينه على التجول في القطاع وتحقيق أحلامه بالزيارة.

عشق غزة

ظروف الحصار والعدوان على غزة عوامل زادت "أبو محمود" حباً في القطاع ودفعته لزيارته والتضامن مع أهله.

وأشار إلى أن قلبه يحترق كلما أقدم الاحتلال على التصعيد في غزة, موضحاً أنه يشعر بالألم كلما وقعت قذيفة أو صاروخ على المدنيين الفلسطينيين كما يشعر به كل طفل وكهل فلسطيني.

"

الأمل كبير باقتراب العودة لفلسطين مع ازدياد الوعي لدى الشعوب

"

تمنى الرباط

أرض الرباط والجهاد كما يسميها خلال حديثه لمراسل "الرسالة نت" لها مذاق طيب لدى الرجل.

وأقسم "أبو محمود" على أنه لن يغادر غزة إلا بعد أن يرابط فيها, وقال :" قضيت ليلة كاملة مرابطاً على تخوم القطاع لأنال أجر المرابطين في سبيل الله وتمنيت الشهادة".

لا شك أن غزة باتت محط أنظار أحرار العالم في ظل صمودها الأسطوري بوجه طوفان الاحتلال, الذي بات ينحسر ايذانا بزوال "إسرائيل".

اخبار ذات صلة