غزة/لميس الهمص
وقف الحاج أبو أيمن أمام أحد باعة الطماطم ليسأل ساخرا بكم سعر كيلو التفاح اليوم ، فنظر البائع باستغراب تجاهه وقال "هيك سعر السوق".
ويرى أبو أيمن أن الارتفاع الكبير والمفاجئ في أسعار معظم الخضروات والسلع الغذائية جعله وغيره من المواطنين عاجزين عن شراء ما تحتاجه الأسر من متطلبات شهر رمضان ، واضطر للاكتفاء بالضروريات فقط ، وأحيانا يشتري كميات قليلة من بعض السلع أملا بأن تعود أسعارها للانخفاض.
سخط واضح
علامات السخط كانت بادية على معظم من ارتاد الأسواق، وخاصة ذوي الدخل المحدود والعائلات الكبيرة، ودارت شكاوى دار حول الأسعار التي شهدت قفزة كبيرة مع قرب حلول شهر رمضان.
المواطن أبو أمجد ذكر "للرسالة" أنه ومع قدوم لشهر رمضان في كل عام تشهد الأسعار ارتفاعا سواء كان في سعر الخضروات والسلع الاستهلاكية وحتى اللحوم الحمراء والبيضاء، مبينا أن ثمن كيلو الطماطم يصل إلى 5 شواكل بينما كان ثمن "البوكسة" في وقت سابق لا يتجاوز العشرة شواكل فقط ، كما أن سعر البصل وصل الأسبوع الماضي إلى خمسة شواكل للكيلو الواحد قبل أن يسمح بدخوله من معابر الاحتلال ، فيما يصل ثمن كيلو الليمون لعشرة شواكل .
وأشار إلى أن الأسعار تعد مرتفعة جدا لاسيما أن تسبة الفقر في القطاع تصل لـ80% فالكثير يكتوفون "بالمشاهدة " والعودة لمنازلهم بأيدي فارغة.
من جانبه أرجع بائع الخضروات محمد أسامة سبب الغلاء الحالي إلى قانون العرض والطلب، موضحا أن زيادة الطلب وقلة العرض تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، ونوه إلى عادات المواطنين في استهلاك كميات أكبر من الخضروات وباقي أنواع السلع خلال شهر رمضان.
وأكد أسامة أن المزارعين ونظرا لعدم وجود تصدير ، يزرعون الخضروات بكميات قليلة لتلبية حاجة السوق، لكن حجم الطلب الزائد على الخضار هذا العام كان كبيرا، متوقعا أن تعود الأسعار للانخفاض التدريجي خلال الأيام القلية القادمة.
مطالبة بخفض الأسعار
وزارة الزراعة على لسان وكيلها المساعد م.حسن أبو عيطة ذكرت أن العرض والطلب يحكم ثمن الخضروات ، فنظرا لنهاية موسم الزراعة تقل بذلك المنتجات الزراعية مما يزيد من أسعارها ، مبينا أن مشروع سلة الخضار الذي نفذ من قبل بعض الجمعيات من خلال جمع الخضار من المزارعين وتوزيعه على الأسر الفقيرة أدى لقلة المعروض مما أدى لارتفاع ثمنه.
ولفت أبو عيطة إلى أن سياسة وزارة الزراعة تقوم على دعم المنتج المحلي وإيجاد توازن ما بين التاجر والمزارع والمستهلك لكن عندما وجدت قلة في المنتج المحلي كما حدث في البصل الأسبوع الماضي سمحت باستيراده لوقف ارتفاع أسعاره وإدخال كميات كافية.
وأشار أبو عيطه أنه يحق لأي مواطن الشكوى عن أي تاجر يحتكر السلع ويرفع أسعارها لتقوم وزارة الزراعة بواجبها الرقابي عليها.
من جهتها ناشدت الغرفة التجارية لمحافظات غزة كافة التجار بضرورة الالتزام والتقيد بأسعار السلع ومراعاة ظروف المواطنين الصعبة نتيجة الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عامين والحرب الأخيرة.
وقال القائم بأعمال رئيس الغرفة وأمين سر المجلس التنسيقي محمود اليازجي :" للعام الثالث على التوالي يستقبل المواطنون في محافظات غزة شهر رمضان الكريم في ظل الحصار ومعاناة المواطنين من الفقر والبطالة ومن تداعيات الحرب الأخيرة على غزة.
وطالب اليازجي التجار بضرورة مراعاة العبء المالي الملقى على عاتق المواطنين خلال الفترة الحالية حيث يتصادف حلول شهر رمضان المبارك والعام الدراسي الجديد في نفس التوقيت .
ودعا اليازجي المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي إلى الخروج عن صمتهما و تحمل واجباتهم القانونية و الإنسانية نحو السكان المدنيين في قطاع غزة وتوفير احتياجاتهم الأساسية وتحريرهم من أكبر سجن في التاريخ من حيث المساحة و عدد السجناء .
وشدد اليازجي على ضرورة العمل الفوري والسريع لإيجاد آلية لإدخال البضائع العالقة في مخازن الموانئ الإسرائيلية ومخازن خاصة في الضفة الغربية و(إسرائيل) كذلك إيجاد آلية سريعة لخروج البضائع القابلة للتصدير من قطاع غزة وذلك لتخفيف الخسائر الفادحة عن المستوردين و المصدرين.
رقابه اللحوم
وزارة الاقتصاد الوطني عبرت عن حرصها على متابعة أسعار اللحوم وآلية بيعها في الأسواق، خاصة بعد أن قررت سلطات الاحتلال السماح بإدخال 3000 رأس عجل إلى قطاع غزة.
وقال مدير مكتب وزير الاقتصاد حاتم عويضة :"إن الوزارة بدأت أمس بعملية المتابعة في الأسواق، وذلك من أجل التخفيف من معاناة المواطنين نتيجة الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من ثلاث سنوات".
وأشار عويضة في تصريح صحفي إلى أن وزارته ستوجه خلال اليومين القادمين دعوة لتجار الماشية والأبقار من أجل الاتفاق على تحديد تسعيرة معينة لبيع اللحوم في الأسواق كحد أدنى وحسب نوعية اللحوم.
وكانت سلطات الاحتلال قررت الأحد السماح بإدخال ثلاثة آلاف رأس عجل إلى قطاع غزة على دفعات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
وأضاف عويضة:"بعد أن يتم الاتفاق ستتولى دائرة حماية المستهلك بكافة طواقهما العاملة في الأسواق متابعة ما تم الاتفاق عليه بين الوزارة والتجار".
وقال:" إن سلطات الاحتلال أعلنت أمس أنها ستسمح بإدخال ما بين 80- 90 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم محملة بالمساعدات والمواد الأساسية للقطاعين الزراعي والتجاري، بينهم 15 شاحنة محملة بـ 300 رأس من العجول".