في نهاية يومنا الاول لقافلة انصار ( 2 ) دخلنا الى قطاع غزة وقت غروب الشمس , متوجهين مباشرة الى الفندق , وكان على مستوى كبير من النظافه والمستوى الراقي , تناولنا وجبة العشاء , وكان كرم الضيافه وحفاوة الاستقبال واضحين على محيى الغزيين , وبما اننا وصلنا متعبين ومنهكين من عنت السفر , والساعة قد تجاوزت التاسعه مساءا فقد اوينا الى فراشنا مباشره , وهكذا يكون قد اسدل الستار على اليوم الاول من رحلتنا الميمونه.
في صبيحة اليوم الثاني الموافق 18/5 وكان يوم الجمعه توجهنا مباشرة لزيارة اهم المعالم التي طالها العدوان الهمجي الصهيوني على قطاع غزه , حيث كانت اولى الزيارات الى مجمع الاندلس الذي يتكون من اكثر من خمسة عشر طابقا , وهو عبارة عن شقق سكنيه تزيد عن مائة شقه , منها ماهو مسكون ومنه ما هو تحت الانشاء , وكان الاحتلال الهمجي قد دمر واجهة كامله من واجهاته المتعدده , ليختبر نوعا جديدا من قاذفاته الهمجيه بحيث يقطتع جزءا يحدده هو من هذا المجمع , ولحسن الحظ فقد اخلي جميع السكان القاطنين في جزء من هذا المجمع قبل يومين من الضربه الجويه ولم يصب احد بأذى الا عدد بسيط من المقاومين الذين كانوا قريبين من المجمع , وقد رأينا الحقد الصهيوني كيف تجلى بوضوح في حرق الاخضر واليابس وفي ضرب الشجر والحجر .
بعدها نوجهنا لزيارة قبور الشهداء حيث قرأنا الفاتحه على روح شيخ المجاهدين الشهيد باذن الله الشيخ احمد ياسين رحمه الله والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي والشيخ سعيد صيام والمجاهد صلاح شحاده واسماعيل ابو شنب والعديد من الشهداء رحمهم الله جميعا والحقنا بهم على نفس الدرب غير مفرطين ولا مضيعين , وقد اخبرنا بعض المرافقين كيف قصفت طائرات العدو هذه المقبره , وكيف تناثرت اشلاء واجساد الشهداء في منظر يتنافى مع كل معاني الانسانيه , وكيف ان هذا العدو يحقد حتى على الاموات وانه منزوع الرحمه ومعدوم الانسانيه .
ثم بعد هذه الزياره توجهنا لزيارة مقر الشرطه الفلسطينيه حيث كانت الضربه الاولى والذي ارتقى فيها اكثرمن ثلاثمائة شهيد من افراد الشرطة والذين كانوا في حفل تخريج فوج جديد من هذه الثلة الصابره المصابره , وشاهدنا بام اعيننا قاذفات ال اف 16 والتي احتفظ بها المقاومون والتي يصل طول البعض منها الى ثلاثة امتار لتكون شاهدا على عنصرية هذا العدو الشرس, واخبرنا احد الضباط وهو الناجي الوحيد الذي نجا من تلك الضربه المفاجئه كيف ان اشلاء الشهداء قد اختلطت ببعضها البعض وكيف ان قطع المجاهدين واطرافهم قد التصقت بالشجر والحجر واستمرت عملية جمع هذه الاشلاء عدة ايام , نسأل الله العظيم ان يتقبلهم عنده شهداء وان يحشرنا نحن واياهم مع سيد الانبياء , اللهم آمين .
وبعد هذه الزيارة لمبنى الشرطة او ما كان يعرف ب ( مبنى الجوازات )توجهنا مباشرة الى المسجد الغربي والملاصق لبيت رئيس الوزراء الشرعي الفلسطيني : دولة الاستاذ اسماعيل هنيه حفظه الله من كل سوء , وما ان دخلنا المسجد حتى لقينا الاخ ابوالعبد وجمع من المصلين , والتحمت الارواح والاجساد وكان اللقاء بعد طول انتظار , وانهمك المشاركون في القافلة بالسلام على الاخ ابوالعبد حيث ابتسامته المعهوده والصادقه دون تكلف او تملق , وكان معنا وفد آخر من علماء لبنان وعلى رأسهم الشيخ امين الكردي (امين الفتوى في دار الافتاء اللبناني ) وهو الذي خطب فينا وامنا في صلاة الجمعه .
بعدها توجهنا الى منزل الاستاذ اسماعيل هنيه لتناول طعام الغداء حيث الكرم العربي الاصيل , وحيث الكنافة الرملاويه المعجونه بما لذ وطاب من المكسرات , واستمر هذا اللقاء عدة ساعات كانت من اجمل لحظات العمر حيث عزة واباء المجاهد , وحكمة القيادة الرشيده , واستمعنا الى القائد الملهم ابوالعبد في تفصيل لواقع القطاع وما يواجهه من مؤمرات دوليه ومحليه يشارك فيها العدو والقريب من حصار ظالم وفاجر لمجرد ان هذا الشعب قد اختار قيادته وكيف ان هذا الشعب يدفع ضريبة هذا الاختيار الموفق , وكيف ان هذا العالم الظالم الذي ينادي بالديمقراطيه قد تنكب لهذه الديمقراطيه عنما افرزت ثلة من الشرفاء والمخلصين القابضين على جمر المقاومه , وقد اطمئننا من الاخ ابوالعبد على ان معنوياتهم عاليه وان الجباه لن تركع او تسجد الا لله تبارك وتعالى , وانهم متفائلون بتوفيق الله ونصره لهم , وان شعارهم (لن نعترف باسرائيل ) قد تطور الى ( لا مستقبل لهذا الكيان المغتصب على هذه الارض المقدسه ) وانه الى زوال ان شاء الله وانه في عام 2022 على ابعد الحدود لن نجد مغتصبا يهوديا على هذه البقاع الغاليه من اراضي المسلمين .
واختتم اللقاء بانشودة (غرباء) بصوت الاخ القائد ابوالعبد , حيث لم نشعر بالوقت كيف مر ولا بالدقائق كيف انقضت , وبعدها عدنا الى الفندق منهين يومنا الثاني على ارض غزة الصمود , غزة المحرره , غزة العزة , يملأنا روح التفاؤل والاستبشار بغد افضل ان شاء الله ..... وللحديث بقيـــــــــــــــــــــــة .