واخيراً.. ناصر البوز شهيداً

ناصر البوز، مؤسس وقائد مجموعة "الفهد الاسود"
ناصر البوز، مؤسس وقائد مجموعة "الفهد الاسود"

غزة-الرسالة نت

فوجيء أشقاء ناصر البوز، مؤسس وقائد مجموعة "الفهد الاسود" التابعة لحركة "فتح" في مدينة نابلس ابّان الانتفاضة الاولى، بورود اسم ناصر ضمن قائمة جثث الشهداء الذين تنوي (اسرائيل) تسليمهم للسلطة الفلسطينية، وهم الذين كانوا يعتقدون انه ربما لا يزال على قيد الحياة.

وكانت آثار البوز قد اختفت في شهر أب عام 1989 في ذروة الانتفاضة الاولى، ومنذ ذلك الوقت انقطعت أخباره، ولم تعرف العائلة ان كان حياً او شهيداً او اسيراً.

وقال شقيقه صبحي البوز (39 عاما): "كان الخبر صدمة لنا، وقضى على آخر أمل لدينا بالعثور عليه حياً".

ويضيف صبحي، الذي يدير مشغلا للخياطة في مدينة نابلس: "علمنا في البداية بورود اسم شقيقي بين أسماء الجثث من خلال وسائل الاعلام والانترنت، ثم أبلغتنا السلطة الفلسطينية بذلك رسمياً من خلال محافظة نابلس".

وسلمت (إسرائيل) صباح الخميس جثامين عشرات الفلسطينيين الذين تحتفظ بهم في مقابر الارقام للجانب الفلسطيني.

وتعود الجثث لشهداء فلسطينيين، قسم منهم نفذوا عمليات تفجيرية داخل (اسرائيل) خلال انتفاضة الاقصى، وآخرون قضوا خلال الانتفاضة الاولى، او خلال تسللهم عبر الحدود لتنفيذ عمليات فدائية ضد اهداف اسرائيلية.

وبذل اشقاء البوز، جهودا حثيثة خلال أكثر من عقدين من الزمن، لمعرفة مصير شقيقهم ناصر دون جدوى، فقد أنكرت (اسرائيل) معرفتها أي شيء عنه، كما لم تتاح اي معلومات عنه لدى السلطة الفلسطينية، او مؤسسات حقوق الانسان".

وأضاف صبحي: "عندما قامت السلطة الفلسطينية، التقينا بالرئيس عرفات في غزة ثم في نابلس، وطرحنا عليه موضوع اختفاء ناصر، الذي كنا على علم ان القيادة الفلسطينية طلبت منه الخروج من الوطن، عندما كان المطلوب الاول للاحتلال، وكان الرئيس في كل مرة يعدنا خيرا، ولكننا لم نتلق اية معلومة حول مصيره".

ولناصر 6 أشقاء في نابلس وكلهم تزوجوا وانجبوا، وتوفي والدهم قبل 16 سنة، ثم والدتهم قبل 5 سنوات، ولا احد حتى الأمس، كان يعرف شيئا عن مصير ناصر الذي يفترض اليوم انه في السابعة والاربعين من عمره.

"توفيت والدتي وهي تحلم برجوع ناصر واحتضانه بين ذراعيها".. يقول صبحي والحزن العميق باد على وجهه.

ويعود صبحي بالذاكرة الى ما قبل 23 عاما، ويقول: "كان ناصر المطلوب الاول للاحتلال وذلك بتهمة تأسيس مجموعات الفهد الاسود، وتصفية عملاء للاحتلال، وكثيرا ما داهم الجيش (الاسرائيلي) منزلنا في البلدة القديمة بحثا عنه".

واغلق الجيش الاسرائيلي، منزل عائلة ناصر البوز في البلدة القديمة عام 88، واضطرت العائلة للإقامة في شقة تابعة للجنة الزكاة في المدينة، ولكن العائلة اعادت افتتاح المنزل بعد جلاء الاحتلال عن مدينة نابلس عام 94.

ويتابع : " كنا على علم ان القيادة الفلسطينية في الخارج طلبت من ناصر المغادرة الى خارج الوطن، ولكننا لم نعرف أي شيء عن التفاصيل، وقد جاء ناصر وودعنا وذهب، ومنذ تلك اللحظة انقطعت اخباره، ولم نعرف ان كان قد نجح في مغادرة الوطن او اسر او استشهد، الى ان تم ابلاغنا بالامس انه من بين الشهداء".

ويقول صبحي بانهم سيقيمون له جنازة تليق به، وسيوارونه الثرى الى جوار قبري والدته ووالده في المقبرة الشرقية في المدينة، "وسيكون بمقدورنا من اليوم فصاعدا زيارة قبره وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة".

ويضيف: "مع معرفتنا لمصير ناصر، يبقى السؤال المطروح، ما الذي حصل معه، وكيف استشهد ولماذا تكتم الاحتلال عن ذلك كل هذه السنوات؟".

البث المباشر