قائمة الموقع

دماء الطفلة بعلوشة مازالت تسيل في معرض "الفاخورة"

2009-12-31T10:35:00+02:00
معرض الفاخورة

غزة/ كمال عليان

قد يكون الفارق بين أن تبقى أسيرا في قفص اليأس مدى الحياة، وأن تعود للحياة الطبيعية مع أناس يأخذون بيديك نحو الصمود والتحدي، هو ذاك الممر الذي يفضي إلى معرض الفاخورة للصور، حيث يحاول القائمون عليه إعادة معاني الإصرار على الحياة من جديد في عقول طلاب مدرسة الفاخورة، وذوي أهالي الشهداء ممن ظنوا أنهم سيبقون حبيسي ذكرياتهم المؤلمة.. ليثبتوا للعالم أنهم عصاة على الانكسار.

المكان منطقة الفاخورة- التي وقعت فيها مجزرة وحشية أدت لاستشهاد 50 شهيدا-، الزمان مجزرة الأمس كأنها اليوم، الأبطال هم أطفال استشهدوا بين كتبهم ودفاترهم، ونساء دفنت مع أطفالهن تحت ركام البيت، وشيوخ قد مثل بأشلائهم.

معرض الفاخورة للصور  يضم العديد من صور المجزرة تحيطها بقايا صواريخ صهيونية سقطت على رؤوس المواطنين الآمنين في بيوتهم، والمشاركون هم عشرات من الطلاب وأهالي المنطقة الشمالية. "الرسالة" ترصد مشاهد حية من قلب المعرض وذلك في التقرير التالي:

الأول من نوعه

في إحدى زوايا المعرض يعكف أحد المشرفين على المعرض يوسف عقل على شرح صورة الشهيدة الطفلة دينا بعلوشة (4سنوات) وهي مدفونة بين ركام بيتهم لا ترى منها إلا رأسها الذي امتلأ بالدماء بينما يحاول أهلها إخراجها بصعوبة.

ويشرح العديد من الصور وأحداثها ومكان وقوعها، بينما يقوم آخر برسم بعض الرسومات والجداريات المعبرة عن مدى صمود الشعب الفلسطيني وعصيانه على الانكسار، في حين أن العديد من الزوار والطلاب يتناقشون في أحداث الصور ومكان وقوعها.

المشرف العام على المعرض إياد البزم قال: " إن الهدف من المعرض هو الوفاء لشهداء وجرحى معركة الفرقان ولإنعاش الذكرى الفلسطينية حتى تبقى صورة المحتل باقية في أذهنهم"، موضحا أنه تم احتيار المكان _ الفاخورة_ بعناية تامة لأنها مكان مجزرة بشعة راح ضحيتها أكثر من خمسين شهيدا.

وأضاف في حديث لـ"الرسالة": " يضم المعرض العديد من صور الحرب الصهيونية بشكل عام على قطاع غزة"، مشيرا إلى التغطية الإعلامية الكبيرة التي تواجدت على مدار أيام المعرض .

وأفاد البزم أن المعرض هو الأول من نوعه، الذي يفضح جرائم العدو الصهيوني، لافتا إلى أنه استمر لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم الأحد إلى الثلاثاء الماضيين.

وفيما يتعلق بنجاح هذا المعرض أشار المشرف العام على المعرض إلى أنه لم يكن يتوقع أن يكون النجاح بهذا القدر، مبينا أن المعرض أمه الآلاف من أبناء الشعب بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الحكومية والقيادية البارزة.

مشاركات واسعة

وتخلل المعرض عدة زيارات ميدانية من قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس ولعل أبرزها هي زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وسامي أبو زهري الناطق باسم الحركة. يوسف عقل أحد المشرفين قال: " يستمر المعرض على مدار ثلاثة أيام ويتضمن العديد من الأنشطة والفعاليات والأناشيد الوطنية والإسلامية (...) وحرصنا على إقامة المعرض  في ساحة الفاخورة حتى تبقى شاهدة على مجازر الاحتلال ".

وأشار إلى مشاركة عدد من الأكاديميين والطلاب وقيادة الحركة في المعرض، منوها إلى تصور جديد يتم دراسته لتنفيذ معرض صور دائم تؤمه الوفود الأوروبية التي تزور القطاع بالإضافة إلى وسائل الإعلام.

لن نغفر

وفي إحدى زوايا المعرض يقف الطالب إبراهيم عبد العال ( 15 عاما)، الذي فقد يده خلال الحرب الإسرائيلية على غزة نهاية العام الماضي ويتمعن الصور بشدة قال :" لن نغفر ولن ننسى هذه الصور ومدى همجية الاحتلال وستبقى منقوشة في أذهاننا"، موضحا أن هذا المعرض فرصة لزيادة الصمود عن الشعب الفلسطيني وخصوصا من أصيب أو عاش ظروفا صعبة أثناء الحرب.

من جانبه أشار الطالب محمد حميد ( 14 عاما)، أحد المشاركين في المعرض إلى أن هذه الصور ستبقى عار على جبين المحتل وجرائم تلاحقه أينما ذهب، شاكرا حركة حماس على هذه الفعاليات التي من شأنها زيادة صمود الشعب والطلاب خصوصا، داعيا الله لها التوفيق والسداد.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00