من المؤكد أن الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني تشاءم كثيرا، مثلى تماماً، عندما كشف مسؤولون فلسطينيون ومصريون عن ظهور عقبتين جديدتين في لقاء حركتي (حماس) و(فتح) في القاهرة قبل أيام، والذي خصص لمناقشة آلية اختيار المرشحين لمناصب في حكومة الكفاءات الوطنية.
وفي الوقت الذي تصر فيه حماس على أن يتم التوافق على جميع أعضاء الحكومة المقبلة، وألا تضم أي وزير شغل منصباً في حكومات سلام فياض،-وهو ما تم الاتفاق عليه مسبقا- نجد أن رئيس السلطة محمود عباس يرى أن من حقه اختيار وزيري المالية والداخلية، فيما يختار الوزراء الباقين بالتشاور، ومن هنا بدأ الخلاف من جديد.
أعتقد أننا متفقون على أنه ليس من المهم أن يبدأ الحوار أصلا، ولكن المهم هو أن ينتهى هذا الحوار إلى نتائج تخدم مصلحة الشعب وإنهاء الانقسام.
المشهد قبل بدء حوار القاهرة أنذر بأن خلافات قد تطرأ حول كثير من التفاصيل، بدء من أسماء المرشحين من الحركتين، مرورا بسياسة الحكومة المقبلة، وليس انتهاء بمستقبل المفاوضات والتنسيق الأمني بالضفة المحتلة، وربما إن استمر الحال على هذا النحو قد تتسع الحلقة المفرغة التي ندور حولها.
اقتراحي أن تتحدد أولوية هذا الحوار بإنهاء أزمة الثقة بين الطرفين، وأظن أن مصر وقطر –رعاة المصالحة- قادرون على وضع خريطة طريق نحو هذه الغاية لتبديد أجواء التشكيك وطمأنة القلوب.
أما إذا دخل الحوار –من جديد- في دوامات الدائرة المفرغة دون تبديد أزمة الثقة فأبشركم، أو أنذركم بأن أزمة أكبر قد تنفجر خصوصا أن الشعب الفلسطيني قد مل كثيرا من الانقسام.