تأتي ذكر نكسة العام 1967 على المقاتل عزت معمر وأقرانه مختلفة هذا العام مع نجاح عدد من الثورات العربية في إقصاء أنظمتها الدكتاتورية والعمل على بناء ديمقراطي يضع حداً للاحتلال (الإسرائيلي) للأراضي الفلسطينية.
وكان معمر في العشرينات من عمره عندما اندلعت حرب الأيام الستة وفق التسمية (الإسرائيلية) و"النكسة" بحسب العرب، التي احتلت الدولة العبرية خلالها ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية بعد هزيمة الجيش المصري والأردني والسوري وجيش الشقيري قبل (45 عاما).
خاض معمر الذي كان يعمل في الزراعة ضمن صفوف جيش التحرير الفلسطيني (جيش الشقيري) معارك دامية على جبهة قطاع غزة التي دمرت معظم بنيتها التحتية خلال الحرب (الإسرائيلية) التي استهدفت سكانه في شتاء العام 2008-2009.
وطغى كثير من الأمل على حديث معمر الذي يستذكر هذا العام أحداث النكسة على وقع النجاحات التي حققتها عدد من الشعوب العربية وأفضت إلى أسقطات الزعامات والدكتاتوريات التي تولت مقاليد الحكم بعد سنوات من تلك النكسة.
ويقول معمر (67 عاماً) مستذكراً الروح التي كانت تسود بين صفوف جيش الشقيري والعربي: "الهزيمة لم تكن في حسبان أحد لأننا كنا نعتقد بأننا أقوياء ولا أحد يستطيع هزيمتنا".
لكن يستدرك قائلاً: "عندما بدأت الحرب وسقطت الأقنعة اكتشفنا أن هزيمة الجيش الإسرائيلي صعبة المنال لأن الخونة سلموا رقابنا إلى اليهود وباعوا الأرض بثمن بخس".
وتشير روايات لمقاتلين سابقين إلى أن الهزيمة التي لحقت بالعرب خلال تلك الحرب سببها الخيانة من قبل ضباط مصريين سلموا خرائط ومعلومات عن استعدادات الجيش المصري لجيش الاحتلال.
ومعمر كان جندياً في فصيل المشاة في ذلك الوقت يخدم في موقع يطل على بحر غزة. وهذا المكان يعرفه الفلسطينيون الآن باسم الكتيبة وكان عبارة عن سافية رمال صفراء.
وكان معمر يروى ذكرياته عن تلك الحرب لـ"الرسالة نت "وهو متكأ في فناء منزله بحي الجنينة شرق مدينة رفح الملاصقة للحدود مع مصر.
ويضيف بحسرة "كانت حرب قاسية ومؤلمة وعناية الله حالت دون سقوط مزيد من القتلى في صفوف الفلسطينيين سواء العسكريين أو المدنيين".
وسبق تلك الحرب ثلاثة أسابيع من التوتر المتصاعد بين مصر و(إسرائيل).
وبحسب ما هو موثق على صدر الصفحة الأولى لجريدة "الأهرام" المصرية في ذلك الوقت فإن الرئيس المصري جمال عبد الناصر أمر رداً على الغارات (الإسرائيلية)، بطرد قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام والمكلفة بتأمين ومراقبة وقف إطلاق النار لعام 1956من شبه جزيرة سيناء، ثم حشد القوات المصرية وأغلق خليج العقبة أمام (إسرائيل).
"تمر ذكرى "النكسة" هذا العام والفلسطينيين يسعون بشكل لافت إلى إنهاء انقسامهم المستمر منذ خمس سنوات.
"
وهذا الأمر كان بمثابة إنذار لـ(إسرائيل) وموعداً للجندي معمر وأقارنه من أجل استعادة أرضهم المسلوبة بحسب ما قال.
ويقول مدرس التاريخ المتقاعد حلمي منصور معلقاً على سؤال لـ"الرسالة نت "حول ذكرياته عن تلك الحرب: "كان الحلم بالنصر كبير لكن النتيجة كانت قاتلة".
والمدرس منصور من مخيم رفح كان عائداً من جمهورية مصر العربية بعد أنهى تعليمه الجامعي وكانت فكرة القومية العربية تملاً جواره.
وفي الخامس من حزيران/يونيو 196، شنت (إسرائيل) ضربة جوية وقائية على القواعد الجوية المصرية وفق ما هو موثق في كتب التاريخ التي تدرس في المدارس المصرية.
لكن الجندي معمر خاض معارك دامية في اليوم الخامس للحرب بعدما تقدمت القوات البرية (الاسرائيلية) باتجاه غزة من البحر والشرق.
وكان الجيش المصري منتشراً في شبة جزيرة سيناء وجيش الشقيري في قطاع غزة وفق معمر الذي قال إن "ما دار خلال تلك الحرب تسبب في فقدان مزيد من الأرض وليس استردادها".
وختم معمر يقول إنها "نكسة لكن يجب أن ننهض ونحولها إلى انتصار واعتقد أن ما جرى في الدول العربي ويجرى الآن بداية الطريق لتحقيق الانتصار".
وتمر ذكرى "النكسة" هذا العام والفلسطينيين يسعون بشكل لافت إلى إنهاء انقسامهم المستمر منذ خمس سنوات.