قائمة الموقع

مقال: مغزى التقييم الأمني (الإسرائيلي) للتطورات في الضفة والقطاع

2012-06-07T08:13:41+03:00

بصورة مفاجئة، وبدون مقدمات، حذر رئيس جهاز "الشاباك" (الإسرائيلي)، "يورام كوهين"، أن يؤدي عدم قيام "(إسرائيل) بنشاطات هجومية لإحباط العمليات المُعادية المنطلقة من قطاع غزة، إلى مواجهة في المستقبل ذات نطاق أوسع وحجم أكبر، خاصة وأن السنة الأخيرة تشهد توجها متصاعدا نحو تنفيذ عمليات بدون استخدام وسائل قتالية نارية.

وأضاف: هناك حالة من زيادة التسلح في القطاع، ويوجد لدى الشاباك مئات الأهداف النوعية في كافة أنحاء القطاع استنادا لمعلومات استخبارية نوعية، وعندما يحين الوقت سيكون بالإمكان قصفها جوا وبراً، ما يعني أن غزة تشكل تحديا عملانيا واستخباريا جديا، خاصة منذ خروج الجيش منها.

ملخص حديث "كوهين" مؤداه أن قطاع غزة بات يشكل "مخزناً" عملاقاً للوسائل القتالية، وبحوزة حركة حماس نحو 8 آلاف صاروخ يتراوح مداها بين 4-40 كيلومترا، وهناك أنباء عن صواريخ يزيد مداها عن ذلك، ويتوفر لديها 15 ألف ناشط عسكري.

كما أن بعض القدرات العملانية لحركة حماس أفضل بكثير من تلك الموجودة لدى حزب الله، في حين يوجد لدى حركة الجهاد الإسلامي 5 آلاف مقاتل، وأن ليبيا غدت تشكل بوابة جديدة إلى جهنم، لدورها في تهريب كميات كبيرة من صواريخ الكتف والصواريخ إلى قطاع غزة، مما أدى لوجود فائض من الوسائل القتالية المتطورة بكميات أدت لانخفاض أسعارها.

العمليات الهجومية

ماذا يعني ذلك من الناحية العملياتية؟ القارئ لما وراء السطور التي ذكرها مسئول أمني بحجم "كوهين"، يخرج بخلاصة مفادها أن قدرات الإنتاج العسكرية تتطور في قطاع غزة، وتشمل إنتاج الصواريخ وتطويرها لكي يصل مداها إلى منطقة المركز في "(إسرائيل)، وتحديداً (تل أبيب) وغوش دان.

وبالتالي، فإن هدف قوى المقاومة الفلسطينية ليس احتلال "(إسرائيل)، بل خلق قدرات ردع ضدها، ولذلك فإن غياب العمليات والنشاطات الهادفة لإحباط العمليات المسلحة في غزة، ستجبر "(إسرائيل) في النهاية على التعامل مع منظومات معادية في غزة ذات حجم كبير وانتشار واسع، ولذلك فإن التردد لا يتعلق بما نعمل ضدها أم لا، بل بطبيعة رد فعل الطرف الآخر، والخشية من حشر المواطنين داخل الملاجئ.

فضلا عن ذلك، فإن التردد (الإسرائيلي) في توجيه ضربات هجومية يأتي متزامناً مع التصاعد المستمر في قدرات حماس العسكرية، كونها المنظمة المهيمنة، بادعاء أن 50% من العمل المسلح في الضفة الغربية هو نتيجة نشاطها، بعد اعتقال 28 مجموعة خططت لتنفيذ عمليات اختطاف، بينها 18 تابعة لها، فيما شهد العام الأخير اعتقال 2000 فلسطيني، وصفهم بـ"الناشطين"، بينهم 100-200 معتقل إداري.

كما أن هناك إشارات متزايدة تفيد بوجود نشاطات وتجمعات فلسطينية مسلحة للعمل ضد "(إسرائيل)، وهنا يجدر الحديث عن كشف الأجهزة الأمنية (الإسرائيلية) النقاب عن اعتقال 23 مجموعة مسلحة في الضفة الغربية خططت لتنفيذ عمليات في الآونة الأخيرة، معظمها تشكل بنية تحتية لحركة حماس التي ارتفعت وتيرة محاولاتها لتنفيذ عمليات باستخدام الأسلحة.

إلى جانب ذلك، يتزايد الحديث (الإسرائيلي) في الآونة الأخيرة عن عودة بعض من الأسرى المطلق سراحهم في إطار صفقة التبادل إلى نشاطهم السابق في الأجنحة العسكرية للمقاومة، لكن الحديث يدور الآن عن عدد محدود جدا.

في ذات السياق، يمكن الإشارة إلى حالة الرضا (الإسرائيلي) من التعاون مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، باعتبار التنسيق الأمني معها "جيد ومفيد"، لكنه يتأثر بالأجواء في الشارع والإعلام والرأي العام والوضع الاقتصادي.

ورغم أن عناصر السلطة الفلسطينية يعملون ضد "شبكات العمل المسلح"، ويقومون بالتهدئة والتحذير، وفي حال إطلاق إنذار معين من قبل "(إسرائيل)، فإنهم يتصرفون، لأن الأمر يخدم مصالحهم أيضا.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00