تشن (إسرائيل) حاليًا حربا ضروسا، تشريعيا وتنفيذيا وإعلاميا, ضد المهاجرين الأفارقة، بدعوى تهديدهم لكيان "الدولة اليهودية " ومستقبلها.
ويتولى كِبر هذه الهجمة الأحزاب اليمينية مستخدمة من الكنيست منصة للانطلاق، ما أسفر عن اندلاع أعمال عنف ضد المهاجرين الأفارقة في (تل أبيب) صاحبتها العديد من عمليات النهب والسرقة, بعد تنظيم إسرائيليين تظاهرة صاخبة ضد ما أسموه "عجز السلطات عن معالجة ظاهرة المتسللين الأفارقة".
من جانبه؛ أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي, بنيامين نتنياهو, أوامر لوزرائه بتسريع الجهود من أجل "الترحيل الناعم" لنحو 25 ألف مهاجر إفريقي غير شرعي ينتمون إلى جنوب السودان وساحل العاج وغانا وإثيوبيا, حسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن (إسرائيل) لا ترى أن ترحيل المهاجرين الأفارقة يتعارض مع القانون الدولي.
وقال نتنياهو "سياستي بشأن المتسللين الأجانب واضحة وتتمثل في منع دخولهم عبر السياج بينما يتم في نفس الوقت طرد كل المتسللين من إسرائيل".
وأضاف: "سوف نبدأ بطرد المتسللين القادمين من جنوب السودان بعد موافقة المحاكم ثم نتحرك ضد المجموعات الأخرى, فهذا لن يحدث في ضربة واحدة لكننا نستطيع طردهم وسوف نطردهم".
أما وزير الداخلية, إيلي يشاي فقد هاجم المهاجرين الأفارقة اللاجئين في (إسرائيل), ووصف وجودهم تهديدا "للدولة اليهودية" ومستقبلها, مؤكدا "أنه لا يوجد سوى حلا واحدا وهو طردهم من سواء برضاهم أو بالقوة، لأنه لا يمكن السكوت على تحويل جنوب مدينة تل أبيب إلى مكب للنفايات. على حد قوله.
وزعم أن العديد من الإسرائيليات يتعرضن لعمليات الاغتصاب من قبل مهاجرين أفارقة.
جدير بالإشارة إلى أن المهاجرين الأفارقة الذين يتمركزون في جنوب (تل أبيب) يعانون من معاملة سيئة للغاية من قبل الإسرائيليين, وبخاصة الأحزاب اليمينية ونوابها في الكنيست الإسرائيلي, حيث نظموا في الشهر الماضي تظاهرة ألف شخص في حي هاتيكفاه في الجنوب للمطالبة بطرد المهاجرين الأفارقة.
وقال أحد أعضاء الكنيست خلال التظاهرة "لن نسمح لظاهرة المتسللين الأفارقة بأن تنمو مثل سرطان بداخلنا".
وكان إي يشاي قد لاقى تأييدا من المتظاهرين، الذي تعهد في كلمة له في الكنيست أمس بأنه إذا ووجدت له جميع الأدوات المطلوبة لطرد الأفارقة فإنه سيتمكن بوصفه وزيرا للداخلية من طرد جميع المهاجرين الأفارقة خلال سنة أو أقل".
وشارك في التظاهرة عدد من أعضاء أحزاب موجودة في الكنيست مثل حزب الليكود الحاكم، وحزب كاديما، وغيرهم والذين طالبوا كذلك بطرد الفلسطينيين من البلاد.
وقالت صحيفة هاآرتس في افتتاحيتها "في إسرائيل هذه الأيام تجري حملة تحريض خطيرة, حيث يحاول مخاطبو الجمهور استخلاص مكسب سياسي من ضائقة المواطنين وعلى حساب السكان الضعفاء ولعديمي الوسيلة, بل ومطاردة نشطاء منظمات حقوق الإنسان".
كما قال رئيس بلدية إيلات "مائير يتسحاق هليفي إن "ظاهرة المتسللين هي خطر استراتيجي وديموجرافي على الدولة" وطالب الحكومة بالعمل على طردهم.
بينما انتقدت يديعوت أحرنوت سلبية السياسيين تجاه قضية اللاجئين حيث قالت "كما هو الحال في باقي الأمور, يتحمل الضعفاء الظلم" في إشارة إلى آلاف اللاجئين الأفارقة التي قد تصل أعدادهم إلى أكثر من 40 ألف حسب التقديرات الرسمية.