من محاسن القدر أن يتزامن صدور تقرير "إسرائيلي" حول مجزرة سفينة مرمرة, في وقت يتواجد فيه الشاب التركي إسماعيل سنغر في قطاع غزة ضمن وفد قافلة أميال من الابتسامات 13 .
الشاب سنغر هو ابن الشهيد التركي جنغز سنغر (47 عاما) قتل إلى جانب 8 أتراك آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي على متن سفينة مرمرة التي انطلقت من موانئ مدينة ليماسول في جنوب قبرص في 29 مايو 2010 للتخفيف من الحصار المفروض على قطاع غزة.
وجود الشاب إسماعيل في قطاع غزة كان لذات المهمة التي حاول والده القيام بها وهي التخفيف من حصار غزة , إلا أن رصاص الاحتلال كان أقرب إليه من هدفه.
بدا ذو اللحية الطويلة متأثرا بظروف الحصار التي يمر بها قطاع غزة , ويستذكر في كل منطقة تحط عليها قدماه صورة والده.
يقول سنغر "منذ عامين , أبي قتل على سفينة مرمرة هو و8 آخرين , وهم بإذن الله شهداء , وهذا يدلل على أن (إسرائيل) دولة إرهابية" .
ويؤكد لـ"الرسالة نت" أن التقرير الإسرائيلي حول إدانة رئيس وزراء الاحتلال ووزير الجيش لا يعنيه بشيء.
ويوضح بأن عائلات شهداء مرمرة رفعوا قضايا ودعاوى في محاكم أوروبية لمحاكمة المجرمين الإسرائيليين على جريمتهم بحق ركاب مرمرة .
ويشير إلى أن (إسرائيل) عرضت عليهم دفع تعويضات تقدر بـ6 مليون دولار مقابل سحب الدعوى من المحاكم , إلا أن العائلات رفضت العرض الإسرائيلي.
ويشدد على أن مطالب عائلات شهداء مرمرة تتمثل في محاكمة المجرمين المسئولين عن المجزرة , ورفع الحصار وتخفيفه على قطاع غزة.
وقد نشر مراقب دولة الاحتلال ميخا ليندنشتراوس تقريرا حول سفينة مرمرة , حمل فيه كل من رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو ووزير الحرب ايهود براك المسؤولية عما جرى .
وقال التقرير "إن عملية اتخاذ القرارات التي قادها نتنياهو قبل الاستيلاء على سفينة مرمرة التركية عام 2010 كانت مشوبة بعيوب جوهرية".
ويعبر سنغر عن سعادته لوجوده في فلسطين وغزة , ويقول "كانت أمنية أبي أن يصل غزة , لكن رصاص الإسرائيليين منعه من ذلك, وأنا أردت أن أشارك والدي أمنيته بزيارة غزة".
ويضيف "جئت لفلسطين , للتعبير عن رفضي لسياسات الاحتلال بحق الفلسطينيين, وللمطالبة بحرية فلسطين, ورفع الحصار عن أهلها" .
ويشير إلى أن أهل فلسطين يعانون من عدة مشاكل أبرزها سيطرة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية, معربا عن أمله في أن ينتهي الاحتلال, وينعم الفلسطينيون بحرية كاملة على أراضيهم التي سلبها الاحتلال منهم .
ويدعو سنغر العرب والمسلمين لمقاطعة (إسرائيل) اقتصاديا, لأنها تستخدم هذه الأموال لقتل الأطفال الفلسطينيين .