قائمة الموقع

في خزاعة..الشبان يقاومون الاحتلال بـ"الكرة "

2012-06-18T10:44:53+03:00
صورة من المباراة
خان يونس - محمد أبو حية

يقارع الشبان الفلسطينيون الاحتلال (الإسرائيلي) بإمكاناتهم، فيجيرون قدراتهم لإحباط الجهود الرامية لالتهام أرضهم تحت ذرائع واهية.

أكثر من 30 شابا فلسطينيا عمدوا إلى تعبيد أرض حدودية شرق بلدة "خزاعة" -جنوب قطاع غزة- حاول الاحتلال ضمّها للمنطقة "العازلة" ليقيموا عليها ملعبا لكرة القدم.

الجدار الإلكتروني والأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة.. جزء مما فرضته قوات الاحتلال من أدواتأ تجثم على صدر بلدتهم وتمنعهم من الاستمتاع بـ"الساحرة المستديرة" في ملعب أنشأوه رغم أنف الاحتلال.

وقد فرضت (إسرائيل) منطقة "عازلة" على حدود قطاع غزة عام 2006 مانعة الفلسطينيين من الاقتراب إليها بحجة عدم تهديد أمنها.

بعزيمة وتحد

ويروي الشاب مراد النجار لـ"الرسالة نت " كيف استطاع مع أقرانه تحويل "كرة القدم" من لعبة للتسلية والترفيه إلى معركة للتصدي لمخططات الاحتلال، فقال إن تعلق الشبان بكرة القدم في "خزاعة" دفعهم للبحث عن بديل عن العب في الشوارع العامة لتجنب حركة المركبات والمارة التي تطفئ سخونة المباراة.

وأضاف: "لم نجد بديلًا سوى اللعب قرب الحدود على مرأى الاحتلال ومسمعه لأن طبيعة بلدتنا زراعية ولا يوجد فيها ملاعب بعد أن سلبت أرضنا".

"

فرضت (إسرائيل) منطقة "عازلة" على حدود قطاع غزة عام 2006 مانعة الفلسطينيين من الاقتراب إليها بحجة عدم تهديد أمنها

"

ويعتبر اللعب في تلك المنطقة خطرًا كبيرًا، ولكن سياسية خنق الفلسطينيين التي يتبعها الاحتلال فتحت الآفاق أمام الشبان لصناعة المستحيل من أجل التكيف مع المعاناة.

وعلى بعد 150 مترا من الأبراج العسكرية أنشأ الشبان الملعب وقسموا أنفسهم إلى فرق في انتظار صفارة اللعبة.

لا تراجع

علاء أحمد -أحد اللاعبين- قال إن الاحتلال يطلق النار عليهم بصورة متكررة لتفريقهم كي يبسط سيطرته على المكان، ولكنهم بمجرد وقف إطلاق النار يعودون للعب بحماسة.

ويحتمي الشبان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20-30 عاما في كروم الزيتون المحاذية لملعبهم من الجهة الغربية ويراقبون تصرفات الاحتلال العدوانية من كثب.

وأكد علاء أن أحد اللاعبين أصيب مؤخرًا عندما أطلق قناص (إسرائيلي) النار عليهم مباشرة لإيقاف اللعبة بالقوة حتى يغادروا المكان عند حلول المساء، لافتا إلى أن الاحتلال يسعى لقتل الإنسان الفلسطيني، "ومسحه من ذاكرة العالم بحصاره البري والبحري والجوي المستمر منذ ستة أعوام".

قنص الكرة

وفي أوج المنازلة الرياضية صرخ علاء على رفاقه للاحتماء بعيدا عن الملعب عندما اعتلى أحد الجيبات العسكرية تلة مقابلة للملعب، ولكن أحدا لم يتحرك واستمر اللعب.

"

على بعد 150 مترا من الأبراج العسكرية أنشأ الشبان الملعب وقسموا أنفسهم إلى فرق في انتظار صفارة اللعبة.

"

علاء بدأ يرصد بعينيه الواسعتين تحركات الاحتلال على الحدود, مؤكدا أن المباراة تنتهي دائما بعيار ناري يطلقه قناص صوب الكرة.

وأشار إلى أن الاحتلال أطلق النار قبل أيام على الكرة وهم يلعبون بها عندما أحرز أحدهم هدفا، "فذهب "حارس المرمى" ليحضرها لكن الطلقة جاءت على بعد متر واحد منه فقط".

وتنتشر على حدود "خزاعة" الأبراج العسكرية الإسمنتية التي توكل الحراسة فيها للجنود بالإضافة إلى الأبراج الإلكترونية التي ترصد أي تحرك عبر عدسات كبيرة, وقد تطلق النار في أي لحظة.

الفر والكر.. سمة للعب أمام ترسانة الاحتلال العسكرية على الحدود الشرقية للقطاع, فيقود عبد العزيز حسن "المناورة" مع الاحتلال لقدرته على تقدير الموقف ومتى ستكون العودة للملعب بعد أي استهداف بالرصاص.

وأشار عبد العزيز بسبابته صوب أحد الجيبات العسكرية التي تتجول شرق "خزاعة" قائلا إن الجيب يحمل على سطحه كاميرا مراقبة، "وقد يطلق النار علينا في أي وقت".

وأنهى بعض الشبان الذين يلعبون على الحدود دراستهم الجامعية فيما يعمل البعض الآخر في مجالات الزراعة والبناء وغيرها.

ملعب متواضع

لون بشرة اللاعبين يميل للتربة في "خزاعة"، فلا مكان للاحتماء من أشعة الشمس الحارقة في الملعب مترامي الأطراف في حين لا يوجد للمرمى سوى حد أرضي فقط.

ويتصبب العرق من جبين براء إبراهيم "27 عاما" وهو يركض خلف الكرة عاري القدمين لتواضع دخله وعدم تمكنه من شراء الحذاء الخاص باللعب والملابس الرياضية.

وجهز إبراهيم نفسه للعب بعد أن طوى صفحة عمل شاق لجمع المعادن –الحديد والألمونيوم والنحاس- من أجل بيعها حتى يعاد تدويرها ويعيل أسرته الصغيرة ووالديه.

أما زياد النجار صاحب البشرة القمحية فـ"يلهب" المباراة بتعليقه عليها من داخل كبينة "التكتوك" الذي زود بمكبر صوت لتغطية المكان الواسع.

ويعشق زياد التعليق على المباريات معتبرا نفسه عنصرا مهما وأساسيا في تثبيت الشبان الذين يتحدون قرار الاحتلال ويلعبون في منطقة حرمها على الفلسطينيين وأسماها "عازلة".

ويقلد العشريني نجمي التعليق على مباريات كرة القدم التونسيين "رؤوف خليف وعصام الشوالي"، ويأمل في تحقيق حلمه بالنجومية ليحلق بصوته بعيدًا عن القضبان والأسلاك التي غرسها الاحتلال في خاصرة بلدته "خزاعة"، وليوصل معاناة شعبه للعالم بأسره عبر "كرة القدم".

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00