قائد الطوفان قائد الطوفان

عباس يستعين بمُعلم خصوصي يتْكلم روسي !

محمود عباس
محمود عباس

الرسالة نت – أحمد الكومي

تأفف الجميع وسار الضجر مسرى الدم في عروق الفلسطيينيين، عندما أذاعت الرئاسة الفلسطينية نبأ الدعوة لمؤتمر سلام دولي يُعقد في العاصمة الروسية موسكو.

كلمة "سلام" تداولتها سطور السلطة 20 عاماً ولم يفلح قادتها في وضع نقطة النهاية لهذه "القصة المملة".

السلطة بسعيها "المستميت" لإحياء عملية السلام واستغلالها تواجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويكأنها طالب يستعين بمدرس خصوصي لتحقيق نجاح "يحفظ ماء الوجه".

وبزيارة بوتين، يقرأ المحللون في عيون قادة السلطة مسعى جديد للاستعانة بوساطة بديلة لنظيرتها الأمريكية التي أثبتت انحيازها لـ(إسرائيل).

ويزور بوتين الأراضي المحتلة في جولة "شرق أوسطية" لتمتين العلاقات الدولية وبحث التعاون المشترك.

عباس استغل المقام وجدد تمسكه بنهج المفاوضات مع (إسرائيل) للوصول إلى حل مقنع في عملية السلام المتعثرة.

وقد استعان أبو مازن هذه المرة "بمدرس خصوصي يتكلم اللغة الروسية" علَّه يجد مبتغاه "المستحيل" من وجه نظر الغالبية العظمى من الفلسطينيين، الذين وجدوا الحل وانتهجوه في قطاع غزة "المقاومة المسلحة".

عباس يصر على أن السلام يأتي عبر المفاوضات فقط، ويؤكد استعداد القيادة لملاقاة (الإسرائيليين) فور وقف الاستيطان بالأراضي المحتلة.

"

مقبول: زيارة بوتين تأتي في ظل انسداد الأفق السياسي وانغلاق أي إمكانية لانطلاق مفاوضات جديدة

"

زيارة هامة

ويدعم "أمين مقبول" أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، توجهات السلطة نحو إحياء عملية السلام، ويرى في زيارة بوتين "أهمية كبيرة" تعوِّض عن الوساطة الأمريكية التي لم تخف انحيازها ودعمها لـ(إسرائيل).

ويقول "إن زيارة بوتين تأتي في ظل انسداد الأفق السياسي وانغلاق أي إمكانية لانطلاق مفاوضات جديدة".

وقد وصل بوتين الاثنين الى المنطقة في جولة استهلها بزيارة (اسرائيل) ثم زار الثلاثاء الاراضي الفلسطينية بدءاً بكنيسة المهد في مدينة بيت لحم التي استقبله فيها عباس.

وأضاف مقبول: "الولايات المتحدة لا زالات تنفرد بملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأعتقد أن زيارة بوتين والتدخل الروسي قد تكسر هذا الاحتكار".

ويوافقه الرأي جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، الذي اعترف بالدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط.

وقال: "لا أحد ينكر أن الدور الروسي متقدم على غيره من الدول الأوروبية وأمريكا، الذي دائماً ما كان يدعم القضية الفلسطينية"

ورأي مزهر ضرورة إحياء الدور الروسي فيما يتعلق بعملية السلام؛ من أجل وقف الانحياز الأمريكي لـ(إسرائيل).

وتابع: "روسيا دورها هام ومطلوب هذه اللحظة، ونأمل منها موقفاً أكثر حزماً على الكيان لوقف الاستيطان".

ونوه مزهر لسعي روسياً لأن يكون لها دور في المنطقة، مؤكداً أنها ترفض الانفراد الأمريكي بها، باعتبار الشرق الأوسط ذو استراتيجية هامة.

واستدرك: "لا نخفي أن تدخلات روسيا تؤكد أن لها مصالح في المنطقة وتريد أن تعيد الاعتبار لها، لكن من الجيد أن نستفيد منها في عملية السلام".

وختم قائلاً: "بتقديري يمكن أن نعول على الموقف الروسي، لذلك يجب أن نعزز العلاقات مع موسكو".

"

مزهر: روسيا دورها هام ومطلوب هذه اللحظة، ونأمل منها موقفاً أكثر حزماً على الكيان لوقف الاستيطان

"

موسكو وحماس

وعاد مقبول ليؤكد أن زيارة الرئيس الروسي من شأنها إحياء عملية السلام، عبر تجديد الدعوة لمؤتمر سلام دولي يعقد في موسكو.

ويشير إلى أن هذه الدعوة كانت موسكو قد أطلقتها العام الماضي، وكررها عباس أملاً في تحقيق نجاح "ولو يسير".

وأضاف أمين سر المجلس الثوري لفتح: "روسيا عضو في اللجنة الرباعية وعضو في مجلس الأمن ولها دور إقليمي ودولي واسع، يهيأها لإحياء عملية السلام".

ونوه إلى إمكانية أن يكون لروسيا دور على الصعيد الوطني الفلسطيني، قائلاً: "موسكو لها علاقات وطيدة مع حماس، وبالتالي يمكن الدفع بملف المصالحة وانهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوحدة الوطنية".

"

عبدو: الزيارة ليست لأهداف سياسية، إنما للتعبير عن الاستراتيجية الروسية في المنطقة

"

استراتيجية روسية

المخالف لآراء من سبق "حسن عبدو" الكاتب والمحلل السياسي، قال إن زيارة بوتين تحمل أبعاداً استراتيجية تتعلق باستفراد أمريكا بالشرق الأوسط.

وأوضح أن الزيارة تتطابق وأقوال الكاتب الأمريكي المشهور (ريتشارد هاس) الذي قال "إن عمر الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط قد انتهى، خاصة في عملية السلام".

وذكر بأن زيارة الرئيس الروسي تأتي لتحقيق أهداف اقتصادية ومصالح خاصة بالدرجة الأولى.

وأضاف: "الزيارة ليست لأهداف سياسية، إنما للتعبير عن الاستراتيجية الروسية في المنطقة".

وتوقع أن تصطدم مساعي السلطة الحريصة على السلام مع (إسرائيل) بجدار جديد، مستدركاً: "سيكون لروسيا دور ملموس؛ لكن لن تكون ضاغطة على الاحتلال".

وبعيداً عن آراء المخالفين لوجهات النظر السابقة –وهم كثر- نأمل أن يوفق المعلم الخصوصي "بوتين" في مهمته، وإن كانت النتيجة معروفة مسبقاً "عباس راسب"، واللاهثون وراء "وهْم السلام" سيرفعون بلا شك طلب "غير مكتمل" للقيادة، والشعب عليه أن يدفع الرسوم.

البث المباشر