قائمة الموقع

وظائف ومنح عبر الإنترنت..هل تسعى نحو فرصة؟

2012-07-11T11:40:52+03:00
الرسالة نت - هاني إبراهيم

"ألو: فيتامين واو عالخط".. يبدو أن المثل الأخير أصبح ينطبق تماما على حال الشباب الفلسطينيين في رحلة البحث اليومية عن فرصة تنقذ الخريج من بطالته وتفتح لآخرين فرص التعلم في الخارج.

وفيتامين واو مصطلح اشتهر بالحرف الأول من كلمة "واسطة" التي يعتبرها كثيرون سببا في توظيف خريجين غير أكفاء على حساب غيرهم من ذوي المعدلات المرتفعة والخبرة الطويلة.

الشاب (محمد س.) بلغ من العمر 29 عاما دون أن يجد وظيفة تؤمن له حياة كريمة بناء على شهادته في تخصص الجغرافيا التي حصل فيها على معدل ممتاز، فعمل في مجال "الدهانات" منذ تخرجه وهو في الثانية والعشرين حتى لاحت له فرصة العام الماضي بالدراسات العليا فترك البحث عن وظيفة بغزة وسعى نحو الدراسة من جديد.

" الخريج الجديد يواجه صعوبة كبيرة في العثور على وظيفة أو منحة دراسية أو تدريب "

ويكمل محمد حاليا دراسته في إحدى الدول الأوربية بعدما استدلّ على ما أسماها "فرصة العمر" عبر إحدى مواقع الإنترنت التي تبث من غزة وتقدم خدمات الإعلان عن جميع الفرص: "منح وجوائز ووظائف".

وإحدى هذه المواقع التي صادفت بحث "الرسالة نت" مدونة فرص الإلكترونية التي أنشأها المهندس علاء الملفوح -من سكان مخيم جباليا- مطلع عام 2011م.

ويقول الملفوح لـ"الرسالة نت " موضحا فكرة مدونته: "فرص مدونة خدماتية غير ربحية ولا تمولها أي جهة"، معللا إنشاء "فرص": "الخريج الجديد يواجه صعوبة كبيرة في العثور على وظيفة أو منحة دراسية أو تدريب بفعل عدم وجود مصدر موحد لهذه الفرص، فهناك مواقع متخصصة بالوظائف وأخرى بالمنح؛ لذلك كانت الفكرة عمل موقع موحد لجميع الفرص الشبابية موثوقة المصدر حتى يجد الخريج مبتغاه بكل سهولة عبر الإنترنت".

ولم يكن الثلاثيني محمد الوحيد الذي اكتشف فرصته عبر مثل هذه المواقع والمدونات فكثير من الطلاب الغزيين يدأبون يوميا على فتح تلك الصفحات الإلكترونية ومتابعتها.

ويذكر مؤسس "مدونة فرص" عند هذه النقطة أن هناك اهتماما كبيرا ومتابعة من الشباب الفلسطينيين وحتى العرب لمدونته، قائلا: "يزيد عدد الزوار اليومي للمدونة عن 2000 زائر كما يبلغ عدد المشتركين في صفحة المدونة على (الفيس بوك) -حتى كتابة التقرير- 6100 مشترك تصلهم جميع تحديثات فرص التي قد تصل في اليوم الواحد إلى 7 أو 8 تحديثات".

وإن كانت فرص أول (مدونة) إلكترونية فلسطينية شبابية تطرح جميع الإعلانات الموثوقة التي تخص الشباب من وظائف ومنح ومؤتمرات ودورات تدريبية في غزة فإن هناك صفحات أخرى على الشبكة العنكبوتية تجذب متابعة المتصفحين الشباب ومنها موقع "منحة" الذي يبث من الضفة المحتلة.

"

هناك موقعا فلسطينيا متخصصا بفرص التوظيف فقط ويدعى" جوبس"

"

و"منحة" موقع خدماتي أنشئ في شهر آذار من عام 2010 على يد مهندسيْن من مدينة نابلس بالضفة، ولكنه -وفق القائمين عليه- يغطي المنح الدراسية لجميع الطلاب القاطنين في الجزأين الجغرافيين (قطاع غزة والضفة الغربية)، وهو الأمر نفسه الذي تقدمه مدونة فرص الغزية.

ويقول أحد مؤسسي "منحة" المهندس جعفر حجير -والمؤسس الثاني هو: م. إبراهيم دويكات- لـ"الرسالة": "الفكرة الأساسية للموقع جاءت على إثر بحث المؤسسيْن -يقصد نفسه ودويكات- عن منح دراسية لمتابعة دراساتهما العليا بعد تخرجهما من جامعة النجاح الوطنية، وحينئذ صدمنا بالعدد الهائل من المنح المتوافرة على الإنترنت التي يمكن للطلاب والباحثين العرب الحصول عليها، ومن هنا كانت البداية".

أما دويكات فيبيّن قائلا: "الموقع مشروع خاص للقائمين عليه ولا يحظى بأي دعم أو تبعية لأي جهة أو مؤسسة"، مضيفا: "يركز (منحة) حاليا على تقديم خدمة نوعية مقتصرة على المنح الدراسية لجمهورها من الطلاب والباحثين مع إمكانية استغلال هذه الخدمات في المستقبل لتحقيق ربح مادي محدود لاحقا؛ فنحن نؤمن أن النجاح وخدمة الآخرين لا يتعارضان مع تحقيق الربح".

ويظهر حجير نوعا من التميز لـ"منحة" حين يشير إلى أنهم الموقع الوحيد الذي يقدم خدمة نشر المنح الدراسية باللغة العربية فقط، "وهي نقطة التميز التي تم بناء الموقع عليها للابتعاد عن التقليد الأعمى ونسخ المحتوى من مواقع أخرى، "لأن كثيرين من طلابنا العرب يواجهون مشكلة في اللغة الإنجليزية وفي فهم مصطلحات التعليم العالي باللغة الإنجليزية"، متابعا: "إضافة إلى قضية الترجمة فالموقع يسعى لزيادة المحتوى العربي القيّم على الإنترنت".

تصفح أسهل من الجرائد

الطلاب الذين استفادوا من بعض الفرص التي تطرحها مثل هذه المواقع الخدماتية بيّنوا لـ"الرسالة" أن تصفحهم اليومي لتلك المواقع جعل من الواجب عليها أن تقدم أفضل ما لديها من جهد إضافة إلى المتابعة الدائمة والحثيثة لكل منحة أو فرصة عمل جديدة.

ويرون كذلك أن هذا يساعدهم على التواصل مع باقي زملائهم لإبلاغهم بجديد الفرص دون انتظار إعلانات الصحف التي قد تغيب عن ناظرهم لأيام إلى جانب ما يوضحه المهندس الملفوح من إنشاء موقعه -فرص- قائمة بريدية تزود مشتركيها بالتحديثات أولا بأول، "فضلا عن المشتركين عبر المواقع الاجتماعية (الفيس مثالا) الذين تصلهم التحديثات تلقائيا".

ولا يقف الأمر عند تلك القائمة البريدية بل إن هناك بعض الإعلانات التي لا يكون واضحا فيها بعض المفاهيم مثل رسالة التغطية التي يوضح الملفوح أنها إفادة أو رسالة يقدمها المتقدم إلى الجهة المانحة، "فأسعى بدوري لتوضيح ما يريده الشباب في التعليقات أسفل الإعلان"، كما يقول.

بيد أن الملفوح وحجير ودويكات يجمعون على أن جهودهم في صفحاتهم على الإنترنت -مدونة فرص وموقع منحة- تبقى ضمن إطار الجهد الشخصي الخيري الذي يعتمد على تطوعهم وبعض المشاركين المساعدين.

ولم يكن إنشاء تلك المواقع ناتجا من فراغ كما يقولون، بل بناء على تجارب صعبة في إيجاد فرصة في الحياة مر بها المؤسسون الثلاثة للموقعين المذكورين سالفا جعلتهم يطبقون المثل القائل: "الحاجة أم الاختراع".

ورغم ذلك فإن طموحات الملفوح كبيرة وتصل حدّ قوله: "أتمنى أن تجري توسعة مشروع المدونة بحيث تكون موقعا أكبر يحمل خدمات إضافية، وذلك يكون بالتعاون مع المؤسسات والشركات والجامعات لتكون فرصة -أو غيرها- مشروعا وطنيا على مستوى فلسطين".

"

المنح الدراسية في العالم لا تقدم كنوع من المعونة بل تكون وسيلة تستخدمها الجامعات العالمية لجذب طلاب

"

يشار إلى هناك موقعا فلسطينيا متخصصا بفرص التوظيف فقط ويدعى" جوبس"، ويقدم مجموعة كاملة من حلول التوظيف الشاملة وأدوات التخطيط المهني باللغتين العربية والإنجليزية لأكثر من 140 شركة و8500 باحث مسجلين في الموقع من الضفة والقطاع والقدس وحتى الشتات الفلسطيني.

واجب دعم هذه المشاريع

الطالب (أحمد ب.) عبر بدوره عن امتنانه الكبير لكلا الموقعين لأنه وجد عبرهما ثلاث فرص استفاد من واحدة منها بعد أن تقدم للثلاثة، قائلا لـ"الرسالة": "نسيت مع الفرحة أن أشكر القائمين على مثل هذه المواقع، ولكنني أعتقد أنهم لا يحتاجون الشكر بقدر ما يحتاجون المساعدة في إنجاح مشاريعهم ودعمها (...) أطالب وزارتي الشباب والرياضة والتعليم في رام الله وغزة بدعم مثل هذه المشاريع التي تساهم في حل مشكلات شباب كثيرين.

ويعود حجير ليؤكد أن شكر أي طالب استفاد من موقعه يعتبر قد وصل إليهم حتى لو لم يكن مكتوبا، مستطردا: "تواصلت جامعتان من الولايات المتحدة وتركيا مع إدارة الموقع لنشر منح دراسية فيه لأن عددا من الحاصلين على منح من هاتين الجامعتين في العام السابق تعرفوا عليها عبر موقعنا".

وأكمل المهندس حديثه: "بناء على ذلك يمكننا توقع أن عددا أكبر من الزوار قد حصل على منحة دراسية عبر موقعنا"، مستدركا: "سياسة الموقع في عدم التدخل في العلاقة بين الطالب والجهة المانحة تعوق التعرف على هذه الحالات".

أما الملفوح فيقول إنه قد وصلته عدة رسائل شكر من شباب فلسطينيين وعرب من دول مختلفة، ولكنه يحث الذين يبحثون عن وظيفة منذ سنوات ألا يكتفوا فقط بالبحث، "بل يجب عليهم أن يطوروا مهاراتهم خلال فترة البحث وأن يحاولوا التطوع في أي مؤسسة ولو مجانا"، مكملا: "جهز سيرتك الذاتية بصورة مميزة وأرسلها لأي جهة عمل تطلب وظيفة في مجال تخصصك أو حتى قريبة منه ولا تيأس من وجود الواسطة في بعض الوظائف؛ فحتما ستكون أنت الشخص المميز المناسب لإحدى الوظائف في يوم ما".

مشكلة أخرى

حجير أظهر لـ"الرسالة نت" أن طاقم موقعه (منحة) اكتشف عبر التفاعل مع جمهوره في الشبكات الاجتماعية أن الحصول على المنحة الدراسية ليس المشكلة الوحيدة، "فتوفر المنح الدراسية يحل جزءا من المشكلة وليس كلها، لذلك أطلق الموقع قسما جديدا تحت اسم "حكايتي" يستضيف فيه الموقع طلابا وعلماء عربا تمكنوا من الحصول على فرصة الدراسة في الخارج ليرووا حكاياتهم ويشاركوا تجاربهم مع الأجيال الجديدة التي سوف تستفيد منها".

ويختم حجير قائلا: "المنح الدراسية في العالم لا تقدم كنوع من أنواع المعونة بل تكون وسيلة تستخدمها الجامعات العالمية لجذب طلاب وباحثين مميزين للعمل على مشاريع بحثية، وبالنتيجة على الطالب تجهيز نفسه للمنافسة على المنح الدراسية (...) ننصحكم بتحضير المتطلبات التي اعتدنا أن تشترط في المنح الدراسية عموما مثل اجتياز اختبارات اللغة الإنجليزية، وتحضير الشهادات والحصول على شهادات توصية من أساتذة سابقين؛ فغالبا لا تكون فترة التقديم للمنح الدراسية كافية لتجهيز هذه المتطلبات".

اخبار ذات صلة