قائمة الموقع

مقال: النظافة عنوان للحضارة

2012-07-23T07:14:32+03:00

كل عام وأنتم بخير، وكل عام وأنتم إلى الله أقرب، بمناسبة شهر رمضان الفضيل ونرجو الله أن يجمعنا في رحاب المسجد الأقصى في مثل هذه الأيام وقد تحرر من دنس الاحتلال، كما نبارك للأهل والأحبة من أبناء الوطن في الداخل والشتات بمناسبة نجاح أبنائنا في الثانوية العامة متمنين لهم دوام التفوق والنجاح، كما نبارك إلى أبنائنا الخريجين من الجامعات الفلسطينية داعين الله أن يحقق أمانيهم ويوفقهم لما يحب ويرضى.

نحن بحاجة إلى إعادة النظر في مفاهيم هي جزء من أخلاقنا هجرناها مع الزمن وباتت لا تمثل لنا قيمة نحرص عليها رغم أنها عنوان لحضارتنا ودليل على رقينا ألا وهي ثقافة النظافة، والتي تشكل لنا عنوانا كبيرا بحاجة إلى أن نحرص على رفعه قولا وعملا لأنها تعبير عن حالنا وأحوالنا، وهي مهمة ليست سهلة؛ ولكنها ليست مستحيلة، ويمكن أن تتحقق فينا جميعا دون جهد كبير أو غرامة مالية وفي نفس الوقت تضفي علينا جمال منظر وتعطي لغيرنا دليل عافية وتؤكد على أننا مجتمع حضاري نظيف في داخله كما هو نظيف في خارجه.

ثقافة النظافة في حقيقة الأمر غائبة عنا هذه الأيام ودليل ذلك شوارعنا وحاراتنا والتي تعبر عن طبيعة ومكانة النظافة في بيوتنا ، أرجو أن تسامحوني على هذه القسوة، لأن من لا يحافظ على شارعه أو حارته أو الأماكن العامة ويعمل على نظافتها لهو دليل على أن النظافة في داخل بيته بحاجة إلى وقفة، لأن من يرمي القمامة كيفما كان دون مبالاة أين يلقي بها، هو يفعل ذلك حتى في بيته، يشرب كأس الشاي أو فنجان القهوة ثم يلقي فيها أعقاب السجائر مثلا، أو يستخدم المناديل الورقية ويلقيها في غير مكانها وعلى ذلك يكون القياس.

كما تعلمون أن بلدية غزة تقوم بتطوير شارع الرشيد والذي بات معلما من معالم مدينتنا ومظهرا من مظاهر الحضارة والرقي حتى بات يقترب من أن يكون تحفة في الجمال وبات يشار له بالبنان، إلى جانب أنه يشكل متنفسا للمواطنين كونه شارع يقع على شاطئ البحر، تمت هندسة أرصفته لتكون "كورنيشا" للمصطافين يهربون إليه من حر الصيف ويسهرون على أرصفته العريضة الجميلة حتى ساعات متأخرة من الليل يتناولون ما طاب لهم من الطعام والشراب في جو بديع وهواء عليل وإضاءة فيها من الرومانسية ما يكفي لتأجيج المشاعر وترطيب النفوس، ولكن هذا الجمال بات ملوثا بفعل أيدينا ولغياب ثقافة النظافة، هذا نلحظه يوميا خاصة أننا سكان تلك المنطقة، حيث بقايا الطعام والشراب وأكياس النايلون منتشرة على الرصيف الغربي المقابل لشاطئ البحر الأمر الذي يغضب ويؤذي المشاعر وكان بالإمكان أن يكون شكل الرصيف غير ذلك وهذا يعتمد علينا نحن.

أليس هذا الرصيف هو ملك لنا جميعا؟، ألسنا المستفيدين منه؟، ألا يشكل هذا المكان الجميل جزءا من بيتنا لحظة جلوسنا عليه؟، هل يعقل أننا نفعل ذلك في بيوتنا؟، أنا اعتقد أن ترك المكان بهذا الشكل يؤشر إلى أننا بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل في كيفية المحافظة على نظافة المكان حتى نتركه لمن سيأتي بعدنا نظيفا لا أن نحوله إلى مكب للنفايات حتى مع وجود عمال النظافة.

المحافظة على النظافة أمر ليس صعبا، لدينا كثير من الأكياس والتي تحمل ما طاب ولذ من الطعام والشراب، هل من الصعب تخصيص واحد أو أكثر منها لنجعله مكانا للنفايات وعند الانتهاء من الجلوس والاستمتاع نحمل هذه الأكياس إلى السيارة إذا لم يتوفر مكان مخصص لها وعند اقرب مجمع للنفايات نضعها، هل سيكلفنا عمل كهذا كثيرا من الجهد؟، هل سيأخذ كثيرا من الوقت؟، لماذا لا ندرب أنفسنا على هذا السلوك ونحافظ على بيئتنا ومكان استجمامنا نظيفا لنا ونتركه نظيفا لغيرنا.

النظافة جزء من حياتنا بل هي جزء من ديننا الحنيف ، لماذا لا نحرص على ترسيخها في سلوكنا، أتمنى أن نثقف أنفسنا على مفهوم أن النظافة هي عنوان للحضارة والرقي نطبقه على أنفسنا وننفذه عمليا على ارض الواقع وفي كل مكان حتى تكون بلدنا نظيفة.

اخبار ذات صلة