يرقص الألم فوق جراح الزوجين إسلام حامد وريمان الصالحي فقد تغلّب عليهما سجن السلطة بأريحا في مشهد مؤلم لازال عرضه مستمراً .
منذ خمسة شهور يقبع إسلام حامد 27 سنة من سلواد قضاء رام الله في حجرة انفرادية بسجن السلطة الفلسطينية بمدينة أريحا معزولاً عن العالم الخارجي .
يمضي حكما بالسجن 3 سنوات بتهمة مناهضة السلطة رغم حصوله على قرار بالإفراج من المحكمة العليا برام الله .
تزوج إسلام حامد بالآنسة ريمان الصالحي ولم يمكث معها سوى أربعة شهور قبل أن تبدأ رحلته الثالثة في الاعتقال سنة 2011 .
اعتقل خمس سنوات للمرة الأولى لدى الاحتلال حين كان في السابعة عشر من عمره وعندما نال حريته اعتقل سنة 2008 سنتين أخريين .
بدأ اعتقاله مطلع السنة الماضية وقد تولى قضيته عدد من النواب ومحامي لكن أجهزة السلطة ترفض الإفراج عنه متجاهله القوانين كافة.
سجن أريحا
كلكم يعرف كيف هي أريحا في قيظ الصيف فما بالك إن كان الأمر في زنزانة انفرادية ضيقّة كما يعيش المعتقل حامد ! .
اعتقل حامد قبل سنتين بتهمة تنفيذ عملية إطلاق نار على الاحتلال أدت لإصابة اثنين من مستوطنيه ومن يومها يتعرض للتعذيب والاعتقال في سجون السلطة .
تقول زوجته:"هو معتقل في سجن أريحا من شهر ابريل وقد أضرب قبل شهور مع عدة معتقلين ليومين ووعدوه أن يحسنوا حياته" .
وتزور أسرة حامد ابنها نهاية كل أسبوع وتطالب بإنهاء ملف اعتقاله لكن أجهزة السلطة ترفض وتتجاهل مطالبها .
في سجن أريحا عاش حامد في قبر حقيقي برفقة 4 معتقلين من الخليل في حجرة ضيقة وحارة جدا ومنذ شهر نقل إلى حجرة انفرادية.
وتتابع :" يعيش الآن بسجن أريحا منفردا واضرب مؤخرا ليومين ونحن نطالب بنقله لرام الله وتحسين وضعه لكنهم نقلوه فقط لحجرة أخرى لينهي إضرابه ! " .
عاش شهرا في حجرة بمركز بيتونيا كانت مرحاضاً سابقاً وهناك أضرب عن الطعام لستة أيام ما أدى لتردي حالته الصحية وارتفاع في ضغط الدم ما اضطر السلطة لنقله للمستشفى .
4 شهور زواج
كاد الحلم بعش زوجية هاديء أن يرى النور لولا ذلك الاعتقال المفاجئ المبرر بالتساوق مع الاحتلال كما يرى الكثير من أقارب حامد.
لم تكتمل فرحة "إسلام وريمان" كزوجين فقد عاشا 4 شهور فقط قبل أن تبدأ رحلة اعتقاله وتعذيبه في سجون السلطة .
وعاش حامد السنة الماضية في حجرة تحت الأرض بسجن رام الله تفتقد للتهوية وتغزوها الرطوبة ومياه الصرف الصحي قبل أن ينقل لمركز شرطة بيتونيا .
تتجرع ريمان ألم فراق إسلام يوماً بيوم لكنها تقول إن طيفه يغادر البيت وأنها تشعر بوجوده لجوارها رغم بعد جسده عنها .
وتأمل ريمان أن ينال إسلام حريته لأنه بريء، وتابعت: "تواصلنا مع كافة الشخصيات وأنا الآن أنتظره وأقول له دير بالك على حالك " .
تدرس ريمان تخصص التربية الإسلامية وهي من سكان سلواد قضاء رام الله وتواظب على زيارته نهاية كل أسبوع هي وعدد من أسرته .
أمه لا تعرفه!
نسيت والدة إسلام تفاصيل حياته فقد أمضى 10 سنوات من عمره بعيداً عن عينيها في سجون الاحتلال والسلطة.
تقول الأم التي تحمل الجنسية البرازيلية إنها تشعر بألم شديد لما آلت له أحول الزوجين الحديثين "إسلام وريمان" .
وتؤكد أن الأجهزة الأمنية تعده بتحسين ظروفه تلافياً لتهديده بالإضراب عن الطعام الذي جرّبه من قبل فبدا الأمر محرجاً للسلطة .
وتتابع الأم:"اعتقل لدى الاحتلال وعمره 17 سنة خمس سنوات ثم خرج واعتقل سنتين ولم أعش معه فترة شبابه ولم أرعاه منذ كان صغير" .
تتمنى لو تتمكن من رفع دعوى على حكومة (إسرائيل) لأنها حرمتها من ابنها الذي كان في الصف الحادي عشر.
وتتابع:" لا أستطيع أن اصف لك شعوري فأنا أشفق عليه وعلى زوجته وهو لم يعش مع إخوته فلدي 3 أولاد وبنت".
وتعرضت أسرة حامد عدة مرات للتنكيل والاستجواب على يد الاحتلال ومنع والده وإخوته من زيارة إسلام بحجة المنع الأمني وقرابته من الأسير إبراهيم حامد .
ويعد إسلام واحدا من عشرات المعتقلين السياسيين الذين تعتقلهم أجهزة السلطة الفلسطينية بالضفة المحتلة وترفض الإفراج عنهم بذرائع مختلفة .