مقال: تحول سيناء إلى ساحة خلفية للعمليات المعادية لـ(إسرائيل)

     قال رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الصهيوني "أفيف كوخافي" إنّ أكثر من 10 مخططات مسلحة معادية في سيناء أحبطت خلال الأشهر الأخيرة، وإن الهيئة تتابع حاليا مزيدا من هذه المخططات بما فيها استعدادات لإطلاق صواريخ أو تنفيذ عمليات.

     محافل عسكرية صهيونية قالت من جهتها إنّ فصل الصيف لعام 2012 هو سيئ للأمن الصهيوني في كل ساحة، "ولاسيما مع إرسال الجيش تحذيرا إستراتيجيا حول احتمال انهيار اتفاقية السلام مع مصر، وجاء انتخاب محمد مرسي ليزيد من احتمالات أن تلفظ اتفاقية السلام أنفاسها".

     وأضافت تلك المحافل: "إذا كان مرسي سيعمل وفق توجيهات المجلس العسكري الأعلى والأمريكيين في منتصف السنة القادمة، فماذا سيحصل بعد ذلك في حال جمع قوة كافية؟ (...) معظم الاحتمالات هي أن السلام سيبقى في نظره في قالب "جامد" إلى "جامد جدّاً"، وحتّى هذا غير مضمون!".

     وأشارت إلى أنه لا يمكن لـ(إسرائيل) السماح لنفسها بالانتظار من عامين إلى ثلاثة، وبما يناسب بناء قوة الجيش الذي عمل على تعزيز قواته في جنوب الكيان على الحدود مع مصر، "لأن إعادة بناء القدرات التي اضمحلّت أو تفكّكت بعد توقيع اتفاقية السلام عملية متواصلة".

     ومع ذلك فإنه ومنذ اللحظة التي فاز فيها مرسي بالرئاسة فقد توجهت كل الأنظار إليه: "يجب أن يُطعم عشرات ملايين الأفواه الجائعة، ويؤمّن العمل للشبان المحبطين، وإذا لم يكسب الرأي العام فسينقلب عليه".

     وأيضا: "في حال تجرّأ على التراجع عن التفاهمات مع الولايات المتحدة فسيفقد دعمه الاقتصادي المصيري، وإذا تآمر على (إسرائيل) سيبعد عن "العسكري" الذي ملّكه صلاحيات أخرى قبل الإعلان عن انتخابه".

• الحدود الطويلة

   كما إنّ هناك إشارة إيجابية أخرى تتمثل بأن التنسيق العسكري بين (إسرائيل) ومصر مستمر كما يُفترض. زد على ذلك أن الجيش الصهيوني يعمل على طول الحدود الطويلة ويصطدم بعملاء ومسلحين ينجحون في وصول الحدود في حين ما زال يُسمع إطلاق نار في عمق الأراضي المصرية، ويحاول المصريون منع الاختراق بقواتهم الفقيرة.

   وأوضحت المحافل أن الضائقة الكبيرة من ناحية (إسرائيل) هي ما يحصل في سيناء التي كانت توصف إلى أمد قريب بـ"جنة عدن الساحرة"، "ويتدفق إليها عشرات آلاف اليهود فيما هي اليوم في حالة فوضى".

   وطبقا للتوجيهات في (إسرائيل) فإن عناصر معادية عالمية وضعت في سيناء فروعا.. مخافر شرطة مصرية موجودة تحت هجماتٍ متكررة.. المصادر الدولية التي تطلب المرور بالطرق اللامتناهية تُضطر لدفع بدل الحماية.. في سيناء تشغِّل الشبكة فرع تهريب السلاح إلى قطاع غزة، والسلاح يتدفّق دون توقف.

   كل ذلك يعني أن الفوضى في سيناء تضع أمام مرسي تحديا غير بسيط، فكيف سيتصرّف في حالة عملية أولى من مناطق مصر إلى (إسرائيل) في عهده؟.. هل سيشجبها؟.

   في غضون ذلك عليه -مرسي- اتخاذ القرار حول تسهيل المرور بين مصر وقطاع غزة، فالجيش المصري لا يحب هذا، وبصورةٍ عرضية ثمة كثير من الصهاينة يتسلّون هذه الأيام بفكرة دفع قطاع غزة أكثر فأكثر اتجاه مصر، وخاصة أن أحد الأسئلة المهمة التي يثيرها الوضع الجديد متعلقٌ بالعلاقات التي ستكون بين قطاع غزة ومصر تحت سلطة "الإخوان".

   وتتساءل الأوساط الصهيونية: هل يعني أن حماس سترغب بالالتحاق بمصر؟، وهل سيشجع المصريون حماس على سلوك خط شاملٍ جدا حيال (إسرائيل) خاصة وأنهم أخمدوا كثيرا من جولات العنف بين (إسرائيل) وقطاع غزة.

   وزعمت أوساط سياسية صهيونية في (تل أبيب) نقلا عن سفارتها في القاهرة أن مصر تشهد صراعا مكشوفا بين الجيش والإسلاميين، "وفي نهاية المطاف ينبغي رؤية الصورة الكاملة لنتائج الانتخابات التي صوّت فيها نصف الناخبين ضد الإسلاميين".

   وقالت إن مصر تقاد في هذه المرحلة برأسين متوازيين: الإسلامي والعسكري، "ومنذ نشوب الهزة تحاول بعض الجهات التدخل والتأثير فيها لكنها حتى الآن تستقبل ببرود، وكجزء من صعود الإخوان للحكم في مصر حدث تقارب جوهري مع حركة حماس على حساب السلطة الفلسطينية".

البث المباشر