توافقت ردود الفعل الفلسطينية تجاه الهجوم المسلح على موقع للجنود المصرين شمال سيناء قرب الحدود بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وأدانت الحكومة الفلسطينية بغزة والفصائل الفلسطينية كافة، بشدة العملية التي أودت بحياة عدد من الجنود المصريين بالقرب من الحدود الفلسطينية المصرية، وشددوا على أهمية الأمن القومي لمصر، واصفين الجريمة بـ "البشعة وتخدم الاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى".
وكان التلفزيون المصري قد أعلن أمس الأحد عن مقتل 15 عنصراً من حرس الحدود المصريين في هجوم شنته مجموعة مسلحة على مركزهم قرب الحدود مع فلسطين.
الحكومة والداخلية تستنكران
واستنكرت الحكومة الفلسطينية ووزارة الداخلية بغزة مقتل "الجنود المصريين في الهجوم المسلح من عناصر مجهولة، على موقعين للأمن المركزي المصري بالقرب من معبر كرم أبو سالم، مساء الأحد.
وقالتا في بيان وصل "الرسالة نت"، إننا نتابع الأحداث المؤسفة على الحدود المصرية مع قطاع غزة واستهداف مجموعة من الجنود المصريين أودت بحياتهم.
وشددت الحكومة ووزارة الداخلية، على أن الحادث محاولة من الاحتلال "الاسرائيلي" للعبث بأمن مصر ونشر الفتنة والوقيعة بين شعبها وأهالي قطاع غزة لسرقة انجازات الثورة المصرية، في الوقت الذي تعتبر فيه الحدود مع مصر محمية ومؤمنة من قبلهما بغزة.
وأعلنتا عن إغلاق كافة الأنفاق على الحدود المصرية وإعلان حالة الاستنفار القصوى من كافة أجهزتنا الأمنية على الحدود مع مصر لضبط أي محاولة للتسلل إلى غزة.
واستنكرتا زج قطاع غزة في هذه الأحداث المؤسفة دون تحقق أو تحقيق في محاولة لتأليب الشارع المصري على غزة.
اجتماع طارئ
واجتمع رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية اجتماعاً طارئاً, ليلة الأحد-الاثنين, بوزير الداخلية فتحي حماد, وكافة قادة الأجهزة الأمنية لدراسة الأوضاع ومتابعة حيثيات الاستهداف للجنود المصريين على الحدود مع قطاع غزة .
وأكد هنية في تصريح مقتضب لموقع الداخلية أن الحكومة الفلسطينية في تواصل وتنسيق مستمر مع القيادة المصرية على المستويين السياسي والأمني وفي تعاون كامل لكشف الحقيقة .
بدوره، قال محمد عوض نائب رئيس الوزراء إسماعيل هنية، إنّ حكومته تواصلت عقب هجوم سيناء مع مكتب الرئاسة المصري ومكتب المخابرات العامة للوقوف على مجريات الحادث وتقديم التسهيلات للسلطات المصرية لمعرفة المعتدين.
وأضاف في تصريحات صحفية نقلاً على لسان هنية عقب اجتماع طارئ الليلة: "نُقدّم واجب العزاء للحكومة والشعب المصري، ونؤكد أنّنا في غزة نتابع تطورات قتل الجنود المصريين عن كثب".
وأكدّ عوض أن الاجتماع الطارئ مع عدد من المسئولين وقادة الأجهزة الأمنية في القطاع، بحث سبل التعاون مع مصر لتوضيح الحقيقة وكشف المتعدين.
وأوضح أن الاجتماع بحث كيفية تلاشي حدوث أي مشاكل مستقبلية على الحدود مع مصر والوقف التام لأي توتر أمني على الحدود بين البلدين.
وشدّد عوض على أنّ ذلك الحادث يدفع في الوقت الحالي إلى الإسراع في التعاون الأمني المشترك بين مصر وقطاع غزة لحماية البلدين.
ونفى أن يكون ورد أي أنباء من مصر للحكومة بتدمير أنفاق قطاع غزة المُقامة على طول الشريط الحدودي جنوب القطاع.
ولفت إلى أنّ قرار إغلاق كافة الأنفاق على الحدود المصرية جاء من قبل هنية ووزارة الداخلية لمنع أي عمليات تسلل في أعقاب الهجوم الدامي.
التشريعي يدين بشدة
من جهته، أدان الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي بشدة استهداف الجنود المصريين.
وقال بحر في تصريحات صحفية، إن أمن مصر من أمن فلسطين، وغزة لن تكون إلا سنداً لمصر على الدوام، مطالباً بتحقيق سريع لكشف "الجناة المجرمين".
وأكد مشير المصري أمين سر كتلة التغيير والإصلاح أن حكومة غزة مستعدة للتعاون الأمني مع السلطات المصرية للوصول لحقيقة ما يجري في سيناء من اعتداءات.
وأشار المصري في تصريح صحفي إلى أن الهجومين الداميين اللذين استهدفا قوات عسكرية مصرية في سيناء أمس الأحد من صنع "أيد خفية وخبيثة تعبث بسيناء للوقيعة بين مصر وغزة"، مشددا على حرمة الدم المصري.
وقال: "الحكومة الفلسطينية في غزة مستعدة للتعاون الأمني مع الإخوة في مصر من أجل الوصول لحقيقة ما يجري في ساحة سيناء"، مضيفاً "نعتقد أن مصر الثورة أكثر انحيازا للقضية الفلسطينية وبالتالي التعاون الأمني معها ضرورة".
وشدد على أن "سيناء أرض مصرية ومخطئ من يظن غير ذلك وأمن سيناء ومصر هو من أمن غزة" واصفاً الهجمات على قوات حرس الحدود المصرية بأنه "اعتداء وحشي وجريمة غير مقبولة".
وطالب المصري بـ"وعي سياسي من الكل بضرورة العمل لوضع حد لهذا العبث بأمن مصر"، مؤكداً أنه ليس هناك حتى الآن معلومات محددة حول الجهة التي نفذت الهجوم.
الفصائل الفلسطينية
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس الهجوم، ووصفته بالهجوم "الإجرامي والبشع"
وقالت الحركة في بيان لها: "ندين بشدة الجريمة البشعة التي أودت بحياة 15 جندياً وضابطاً من الجيش المصري في الهجوم الغادر والجبان الذي استهدفهم في رفح المصرية".
وتقدمت الحركة بخالص العزاء والمواساة إلى مصر الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً ولعائلات الضحايا، آملة أن يلهم الله أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يكتب الشفاء العاجل للجرحى.
العملية تخدم الاحتلال
ومن ناحيتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن استهداف الجنود المصريين لا يخدم سوى الاحتلال "الاسرائيلي" الذي يسعى للوقيعة بين مصر والشعب الفلسطيني.
وقدمت التعازي إلى أهالي الشهداء والشعب المصري وقيادته السياسية والعسكرية، "سائلين الله أن يتقبل هؤلاء الجنود شهداء ".
ومن جهتها، اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، الهجوم مجزرة ارتكبت بحق الجيش المصري.
وعدّ المتحدث باسم الحركة د. فايز أبو عيطة في تصريح صحفي، المجزرة عمل جبان وغادر لا يخدم إلا أعداء الشعبين الشقيقين المصري والفلسطيني.
وشدد أبو عيطة على أن "الشعب الفلسطيني يرفض هذا العمل المشبوه بحق الجيش المصري الباسل، مطالبا بملاحقة ومعاقبة كل من يثبت تورطه في هذا العمل الإرهابي".
الحادث خطير
بدوه، وصف طارق الزمر، المتحدث باسم الجماعة الإسلامية، الحادث بأنه خطير جداً، قائلاً: "إنهم كانوا يتوقعون وقوع مثل هذه الأحداث فى الفترة الحالية".
وأكد أن الحادث يقف وراءه جهاز المخابرات "الإسرائيلية"، مضيفاً: "المخابرات والجهات الإسرائيلية تدير أحداث عنف فى سيناء بهدف حدوث تعديلات على تواجدها على الحدود المصرية"، مرجحاَ أن تكون المخابرات "الإسرائيلية" دربت عناصر من البدو لتنفيذ هذه العمليات.
وأوضح الزمر أنه من المتوقع أن تكون جهات مرتبطة بالنظام السابق والرئيس المخلوع، تريد أن تؤكد أن الإطاحة بمبارك سينتج عنها توتر فى العلاقات ’المصرية ـ الإسرائيلية.
وتابع: "لا أستبعد أن يكون هناك بعض الجهات المرتبطة بتنظيم القاعدة تريد أن تقول من خلال هذه الأحداث أنها ترفض التحولات السياسية فى مصر، وترفض حكم الدكتور محمد مرسى لمصر، وتجد فى عدم الاستقرار هدفاً لها".
"إسرائيل" لديها علم
وتعقيباً على الحادث، قال يوآف مردخاي المتحدث باسم الاحتلال "الإسرائيلي"، إن وكالات المخابرات كانت لديها تقارير عن هجوم وشيك من مصر، وبالتالى كانت على استعداد لإحباطه.
وقال مردخاي ، اليوم الاثنين، إن المسلحين فجروا إحدى المركبتين للدخول إلى "إسرائيل"، إلا أنه قال إن وكالات المخابرات "الإسرائيلية" كانت لديها معلومات عن التسلل الوشيك، وأرسلت طائرة لضرب المركبة الأخرى.
وأضاف مردخاى لإذاعة صوت "إسرائيل: "كنا مستعدين للعملية، وبالتالي كانت هناك ضربة".