فور وقوع حادث الاعتداء على الجنود المصريين في سيناء توجهت كل أصابع الاتهام إلى المستفيد الأول من توتير الأجواء على الحدود الفلسطينية المصرية، الكيان الذي زج نفسه بين الأشقاء العرب وأمسى يخطط ويدفع أكوام الفتن بينهم.
ولعل المتابع الجيد للأحداث يتوصل ودون أدنى شك إلى أن "إسرائيل" كانت على علم بتنفيذ الاعتداء وتوقيته، ذلك أنها دعت رعاياها جميعا وقبل ثلاثة أيام فقط من الحادث إلى مغادرة سيناء بحجة نية جماعات "متطرفة" تنفيذ عمليات خطف بحقهم.
صناعة "إسرائيلية"
ويرى المحلل السياسي د. نشأت الأقطش أن العملية هي صناعة "إسرائيلية" بحتة لأنه لا أحد له مصلحة في الاعتداء إلا الاحتلال.
ويقول الأقطش لـ"الرسالة نت" إن "إسرائيل" قد تكون نفذت العملية مباشرة أو عن طريق عصابات أو خلايا عملاء تابعة لها، مبينا بأن العقل لا يقبل فرضية أن تكون حماس لها مصلحة بهذا الاعتداء والتفجير.
ويوضح بأن من صنع العملية يريد فقط تخريب العلاقة االناشئة الجديدة بين حماس في قطاع غزة والنظام المصري الجديد، مؤكدا بأنه لا يوجد طرف آخر له مصلحة بتخريب العلاقة تلك إلا الاحتلال.
ويضيف:" من يهاجم جنديا مصريا لا يمكن أن يكون له علاقة بالقضية الفلسطينية، لأن قتل المصريين له هدف واحد هو إلصاق التهمة بحماس وتخريب العلاقة بينها وبين نظام الحكم في مصر، ولا يمكن أن يكون من قام بالعمل وطني أو يمت للوطنية بصلة".
ويشير الأقطش إلى أن الاحتلال يملك في الساحة الغزية الكثير من العملاء ويده طويلة في هذا المجال، ولن تعدم الوسيلة أن تجد مجموعة تدعي أنها متدينة أو يكون لها شكل متدين وتخدم البرنامج "الإسرائيلي"، مشددا على أن الاعتداء لن يكون بصالح الفلسطينيين الشيوعيين منهم والمتدينين والعلمانيين.
ماذا بعد؟
ولا شك أن الفاعل أو المعتدي لم يكن مغيبا عن أذهان الكثيرين، فكل أصابع الاتهام سواء من فلسطين أو مصر توجهت إلى الاحتلال الذي يسعى بأي طريقة إلى إجهاض الثورة المصرية ونتائجها المثمرة على القضية الفلسطينية.
ويعتبر الأقطش بأن حركة حماس التي تحكم قطاع غزة والنظام المصري سيتجاوزان هذا المطب لأن الإخوان المسلمين معنية بإبقاء العلاقة الحسنة مع حماس.
ويتابع:" لا يمكن أن يكون الإخوان في مصر بعقلية الطفل وأن لا يخطر ببالهم أن حماس تنفست الصعداء لوجود نظام إسلامي أو قريب من الإسلاميين في مصر، ولا يمكن أن تضحي حماس مهما بلغ الثمن بعلاقتها مع الإخوان لأن المستقبل المشرق لها بوجود الإخوان، وما كان الإخوان ليصلوا إلى حكم مصر لولا وجود حماس في غزة أيضا".
كل الأنظار تتوجه إلى البؤرة السرطانية التي زرعت نفسها في قلب فلسطين وباتت تنشر الفتن بين الدول العربية، وربما يقلب هذا الاعتداء السحر على الساحر ويكون مقدمة لتطهير تلك الحدود من الوجود الاحتلالي.