انضم مقاتلون محنكون شاركوا في الثورة الليبية العام الماضي في ليبيا إلى الخطوط الأمامية في سوريا للمساعدة في تدريب وتنظيم قوات الجيش الحر وسط أوضاع أكثر تعقيدا وصعوبة من المعركة ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
ويقول أحد المقاتلين ويدعى حسام النجار إن من بين الليبيين الذين يقدمون مساعدات للثوار السوريين متخصصون في الاتصالات والدعم اللوجيستي والقضايا الإنسانية والأسلحة الثقيلة.
ويحمل النجار الجنسيتين الليبية والايرلندية ويشتهر باسم "سام". وهو قناص مدرب أحد عناصر وحدة القوات الثورية التي اقتحمت مجمع القذافي في طرابلس العام الماضي بقيادة مهدي الحراتي وهو قائد من منطقة الجبل الغربي في ليبيا.
وقال النجار في مقابلة مع رويترز إن "الحراتي "يقود وحدة حاليا في سوريا تتألف في أغلبها من سوريين لكنها تضم أيضا بعض المقاتلين الأجانب من بينهم عشرون من الأعضاء البارزين في وحدته في ليبيا.
وذكر النجار أنه فوجئ حينما رأى مدى سوء تسليح وتنظيم الثوار السوريين، وقال إن الأقلية السنية في سوريا تعاني اضطهادا وقمعا تحت حكم الأسد أكثر بكثير من معاناة الليبيين في ظل حكم القذافي.
وأشار إلى أنه حينما جاء إلى سوريا وجد الأسلحة سيئة للغاية ومعظمها مخلفات من الحرب العراقية وأماكن أخرى، وأوضح أن ما قام به المقاتلون الليبيون من مساعدة كان إصلاح هذه الأسلحة والحفاظ عليها.
وقال إنه خلال الأشهر التي تلت وصوله إلى سوريا، فإن ترسانة الأسلحة الخاصة بالثوار أصبحت "أقوى خمس مرات"، وإن المقاتلين حصلوا على مدافع للطائرات وبنادق قنص.
وكانت قد صدرت تحذيرات بريطانية من أن المزيد من المقاتلين الأجانب سيتدفقون إلى سوريا مع استمرار الرئيس بشار الأسد في احكام قبضته على السلطة.
ونبه وزير شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية أليستر بيرت في مقابلة سابقة مع بي بي سي من أن ازدياد الحرب الاهلية في سوريا سوءا سيجذب جهاديين الى الدولة لسد الفجوة التي خلقتها المعارك الطاحنة بين قوات الأسد والثوار.
وقال بيرت “من الصواب القول إنه منذ الضغط والمعارضة الأولية ضد نظام الاسد والتي كانت محلية فإن القتال انضم اليه آخرون”. وأضاف “قلنا في مرحلة مبكرة للغاية إنه في حال عدم انتهاء الازمة في وقت مبكر وفي حال عدم حدوث وقف اطلاق النار والانتقال السياسي في سوريا بين السوريين فإن القتال سينضم اليه آخرون من الخارج وهناك دليل واضح على هذا.
وشدَّد على أنَّه “كلما زاد طول (الازمة) دون وجود وقف لاطلاق النار ومناقشات سياسية ازدادت سوءاً”.