شهدت عمليات الاعتقال والاستدعاء التي تنفذها أجهزة أمن السلطة في صفوف أنصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية تصعيداً لافتاً للنظر في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
واستبقت أجهزة السلطة حلول عيد الفطر المبارك باعتقال ستةٍ من أنصار الحركة، فيما اقتحمت منزل أحد النشطاء الطلابيين وعذبت أسيراً محرراً بعد اعتقاله في سجونها.
ستة معتقلين
في نابلس، اعتقل جهاز "الأمن الوقائي" الشاب صهيب سبتي دويكات من سكان الضاحية بعد مداهمة مكان عمله في المدينة، وهو معتقل سابق لدى الإحتلال ومعتقلٌ سياسيٌ سابقاً لدى أجهزة السلطة، ويذكر أن دويكات طالب في جامعة القدس المفتوحة.
كما اعتقل ذات الجهاز في نابلس أيضاً المدرب جمال الزبيدي من المدينة بعد مداهمة مكان عمله وهو أسير محرر ومعتقل سابق لعدة مرات لدى أجهزة السلطة، وقد تم الإفراج عنه بعد يومٍ من اعتقاله.
أما في الخليل، فللمرة التاسعة اعتقل جهاز "المخابرات العامة" أسامة شاهين من بيته واعتقل ابن عمه جمال شاهين وهو أسير محررر أمضى 19 عاماً في سجون الاحتلال، واعتقل جمال الدرابيع وثلاثتهم من بلدة امريش قرب دورا جنوب الخليل.
كما اعتقلت المخابرات في بيت لحم عبد الرحمن الشواورة من قرية الشواورة بعد استدعائه للمقابلة، علماً أنه زوج المحامية والناشطة الحقوقية تهاني عمارنة.
جهاز "الأمن الوقائي" بدوره اقتحم منزل أحد أبناء الكتلة الإسلامية في جامعة بير زيت وعبث بمحتوياته.
وقال نشطاءٌ طلابيون أن محاولة اعتقال الطالب في كلية الهندسة سامر المصري هي خرق واضح للاتفاقيات الموقعة وللضمانات المقدمة بعدم ملاحقة أبناء الجامعات على خلفية نشاطهم السياسي والنقابي.
يذكر أن الطالب سامر المصري قد اعتقل لدى جميع أجهزة السلطة لقرابة العام وهو أسير محرر أفرج عنه حديثا من سجون الاحتلال بعد قضائه 11 شهراً، وأمضى إلى الآن 7 سنوات في الجامعة بسبب اعتقالات أجهزة السلطة له.
معاناةٌ مرضيةٌ
هذا وتعرض الأسير المحرر القسامي سنان أبو عياش إلى نوباتٍ عصبيةٍ نتيجة عمليات التعذيب التي تعرض لها على يد محققي الأمن الوقائي في مدينة نابلس قبل أسبوعين.
وقالت مصادر مقربة من عائلة ابو عياش، أن وعكة صحية ألمت بنجلها خلال عمليات التعذيب التي مورست ضده على يد عناصر الوقائي، حيث أصيب بحالة عصبية وفقدان للوعي تم نقله على إثرها الى الخدمات الطبية التي رفضت استقباله، مما إضطر الوقائي للإفراج عنه ليتم معالجته على حساب عائلته.
وعلى الرغم من حالة الصحية السيئة للمحرر أبو عياش والتي لازال يعاني من تشنجات في أطرافه، فقد قام الأمن الوقائي بتسليمه طلبات استدعاء عدة مرات للمقابلة في مقره في جبل الطور.
يشار الى أن القسامي ابو عياش قضى سبع سنوات في سجون الإحتلال، حيث تم اعتقاله العام 2002 بعد فترة مطاردة من قبل الإحتلال، كما تعرض خلال اعتقاله الى إصابة في منطقة رأس العين.
باب دوار
وإلى جانب أجهزة أمن السلطة واصلت قوات الاحتلال استهداف المعتقلين السياسيين الذين يتم إطلاق سراحهم ضمن ما يعرف بسياسة "الباب الدوار" القائمة على تبادل الأدوار بين أجهزة أمن السلطة وقوات الاحتلال.
فقد اعتقلت قوات الاحتلال القيادي في حركة حماس جمال داود بعد محاصرة منزله في شارع جلجوليه بمدينة قلقيلية، وهو معتقلٌ سياسيٌ سابقٌ عدة مراتٍ لدى أجهزة أمن السلطة.
واعتقلت أيضاً مصعب الهور من صوريف بعد استدعائه للمقابله في معسكر عصيون، وهو أسيرٌ محررٌ ومعتقلٌ سياسيٌ سابقٌ لدى أجهزة السلطة، أمضى أكثر من عامٍ في سجونها.