ما حكم استخدام "جوزة الطيب" في كعك العيد؟

ثمرة "جوزة الطيب"
ثمرة "جوزة الطيب"

الرسالة نت – أحمد عوض الكومي

تنشغل نساء غزة هذه الأوقات بإعداد كعك العيد، وتتباهي كلٌ عن أُخرى بإنتاج كعك بـ "ماركة عالمية" ومذاق تطيب له النفس.

تسود البيوت وقت إعداد الكعك ضجة هي "رائعة" في مجملها، بدءاً من تكاتف النساء بإعداد العجينة وتجهيزها، مروراً برجل البيت الذي يُركن إليه مسؤولية إدخال المعجنات إلى فرن النار، وانتهاء بمنظر الأطفال الذين يتحولقون حول إناء ما جَهِزَ من الكعك؛ في انتظار واحدة تسد رمقهم.

ويضطر عدد من النساء إلى التلاعب بمكونات عجينة الكعك للوصول إلى المذاق الشهي، وتعمد غالبيتهن إلى استخدام ثمرة "جوزة الطيب" لما عُرف عنها بتعطير الحلوى والمشروبات الهاضمة.

بيد أن أُخريات يرفضن ذلك بشدة، ويرين أن الإسلام حرَّم استخدامها، فدار لأجلها –جوزة الطيب- جدالاً واسعاً بين أهالي قطاع غزة، ومن يعتزم إعداد كعك العيد، بين كونها حلالٌ أم حرام؟!.

هي أميرة الأشجار الاستوائية، ونوع من أنواع التوابل تستعملها بعض ربات البيوت وأصحاب المطاعم كمادة منكهة للأكل بأنواعه أو القهوة حيث يضاف قطعة صغيرة من جوزة الطيب الكبيرة ولونها بني مخططة بخطوط بيضاء.

هي لمن لا يعرفها، شجرة يبلغ ارتفاعها عشرة أمتار، دائمة الخضرة، ولها ثمار شبيهة بالكومثرى، وعند نضجها يتحول ثمارها إلى غلاف صلب، ويتم زراعتها في المناطق الاستوائية وفي الهند.

ذكر بعض المعاصرين أن جوزة الطيب تحتوي على مادة دهنية مائلة للاصفرار تعرف بدهن الطيب ويحتوي هذا الدهن على نحو 4% من مادة مخدرة, وإذا استخدمت بكميات كبيرة أو بطريقة عشوائية فإنها تسبب بعض المضار كالهلوسة، وقد منعت السعودية استيرادها وبيعها بسبب ما ظهر من أضرارها.

يقال إن تأثيرها مماثل لتأثير "الحشيشة"، وفي حالة تناول جرعات زائدة منها يصاب المرء بطنين في الأذن وإمساك شديد وإعاقة في التبول وقلق وتوتر وهبو في الجهاز العصبي المركزي، الذي قد يؤدي لاحقاً إلى الوفاة.

وفي دراسة فقهية للدكتور نايف بن أحمد الحمد القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض، أكد فيها أن جوزة الطيب محرمة عند الأئمة الأربعة وذلك لاحتوائها على مواد مسكرة أو مفترة، ومستدلا بما جاء في السنة لحديث أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالت : نهى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن كل مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ، وأيضا عن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنهما قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( ما أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ )، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ( أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره ). وهذه الدراسة نشرت على موقع الإسلام اليوم بعنوان" حكم استخدام جوزة الطيب ".

وقد أجاز بعض العلماء أكل القليل من جوزة الطيب لتسخين الدماغ، واشترط بعضهم أن تختلط مع الأدوية ، وخلص إلى أنه ينبغي ترك هذه المادة حتى ثبوت خلوها مما تم ذكره ، وممن نص على إسكارها أيضا العلماء بالنبات من الأطباء وإليهم المرجع في ذلك.

وقد عرفت شجرة جوزة الطيب منذ قديم الزمان قبل التاريخ الميلادي، إذ كانت تستخدم ثمارها كنوع من البهار التي تعطي للأكل رائحة ونكهة لذيذة، واستخدمها قدماء المصريين دواء لآلام المعدة وطارد للريح.

وتُلقّب ثمرة جوزة الطيب بـ(أميرة الأشجار الاستوائية)، وإن مبعث هذه التسمية أن هذه الثمرة لها جنسانة، مذكر ومؤنث، وإن نبتة واحدة من الجنس المذكر كافية لإخصاب عدد كبير من الجنس المؤنث.

وتنمو هذه الشجرة الطيب في المناطق الاستوائية، وهي تشبه أشجار الأجاص، ويبدأ جني جوزة الطيب بقطع القشرة الإضافية وغمرها في ماء مالح، ثم تجفيفها، وهكذا تبقى محتفظة بصفاتها المعطرة لتباع في الأسواق كإحدى التوابل.

وتدخل في تركيب بعض الأدوية والمشروبات التي تساعد على هضم الطعام. أما الجوزة، فإنها تعرض لحرارة خفيفة لتجف ببطء، وبعد شهرين تقريبا تستخرج من قشرتها ويضاف إليها الكلس الناعم لحفظها من التعفن والحشرات.

من يطلع على حال بيوت كثير من أهل غزة، يجد أن غالب ما صُنع من الكعك، توضع فيه هذه الثمرة المحرمة والنساء أعرف من الرجال بذلك.

البث المباشر