في مكان لا تتجاوز مساحته الـ 500 متر, تصطف "بسطات" الملابس بجديدها وقديمها, كي تبيع البسمة لفقراء غزة دون مقابل أو بالأحرى "ببلاش", تحت إشراف أيادٍ متواضعة لجنود مجهولين لا تزيد أعمارهم 23 عاماً.
معرض "بسمة عيد" أقيم قبيل حلول عيد الفطر السعيد في جمعيه تطوير وتأهيل المرأة بغزة, في محاولة لرسم البسمة على شفاه الفقراء في القطاع, والذين وقف الفقر والظروف الاقتصادية حائلاً أمام فرحتهم بالعيد, بشراء ملابس كغيرهم؛ إذا أن الوضع المادي لا يسمح.
فكرة المعرض جاءت من خلال حملة "الاحسان" التي تهدف إلى رسم البسمة على شفاه الأسر المحتاجة والفقيرة, وهو معرض خيري يتم فيه الاتصال بالأسر في قطاع غزة, لانتقاء ما يحتاجونه من ملابس مناسبة.
و"الاحسان" مجموعة شبابية جمعتهم حب العمل التطوعي, والتأثر بمضمون برنامج تعرضه إحدى القنوات الفضائية خلال شهر رمضان المبارك على مدار ثمانية أعوام, غير مفهوم الاحسان لدى كثير من الناس على مستوى العالم.
وتُبنى فكرة المشروع على جهود عدد من الاصدقاء الذين جمعهم هدف واحد, يتمثل بالإسهام في تطوير مفهوم العمل التطوعي, ومساعدة أكبر شريحة ممكنة من الناس, لتحاكي فكرة برنامج "خواطر" في اصلاح المجتمع بطرق بسيطة لها أثر عظيم.
ولأنهم قطعوا على أنفسهم عهداً برسم البسمة على شفاه الفقراء واليتامى, ذهبت "الاحسان" نحو تنظيم معرض يحمل اسم "بسمة عيد" يتم تنفيذها بالأعياد برعاية مركز تأهيل وتطوير المرأة الفلسطينية.
ويقوم المعرض على جهود "شباب الاحسان" الذين ينظمون فيما بينهم آلية للعمل, يسعون من خلالها إلى توفير احتياجاتهم والحصول على أكبر قدر من الملابس والأحذية التي تلزم المعرض, على الرغم من غياب التمويل والدعم المادي.
ويتم جمع الملابس القديمة من البيوت في مدينة غزة لمن يجد في نفسه القدرة على التبرع بها, ويبدأ القائمون على المعرض بتجهيزها وإعدادها لتصبح مناسبة للاستخدام, وحتى لا يشعر الفقير بأنها جديدة.
ووفق آلية معينة ينتشر أعضاء حملة "الاحسان" كخلية النحل, قبل أيام قليلة من افتتاح المعرض وبدء العيد, في جولة على المحلات التجارية وأصحاب الجمعيات الخيرية, يجمعون خلالها ما يلبي حاجة المعرض على مدار فترة إقامته.
وبحسب القائمين على المعرض, فإنه استمر على مدار أربعة أيام متواصلة, مع توافد عدد كبير من الأسر المحتاجة, واستفاد ما يقرب 250 عائلة فقيرة من الملابس والأحذية التي تم عرضها أمام الزائرين.
ويأتي معرض "بسمة عيد" استكمالاً للأعياد السابقة التي كان يتم فيها توزيع كسوة العيد, مشيرةً أن ما يميز المعرض العام الجاري أنه توفر به كمية لا بأس بها من الأحذية وألعاب الأطفال والملابس, والتي ستغطي احتياجات نسبة كبيرة من الأسر.
ومن الجدير ذكره, أن "بسمة عيد" مستمر على مدار 3 أعوام, وهذا المعرض يعتبر النسخة الثالثة, ويتعهد بالاستمرار في تلبية احتياجات الفقراء في قطاع غزة, ورسم البسمة على شفاه المحتاجين.