قائمة الموقع

فقراء بغزة يشترون السِتر بـ "شيكل واحد"!

2013-08-03T15:19:01+03:00
إمرأة فقيرة في أحد شوارع غزة (تصوير حسام سالم)
غزة – الرسالة نت – أحمد طلبة

ما إن يفرغ عبد الله من صلاة أربع ركعات من قيام شهر رمضان الكريم (التراويح) في مسجد الرحمن بحي الزيتون شرق مدينة غزة، حتى يسرع ورفاقه إلى المرور بين أسطر المصلين لجمع ما تجود به أنفسهم.

عبد الله أحد أعضاء فريق حملة "التبرع بالشيكل" المكون من ستة أشخاص، تقع على عاتقه مسؤولية جمع التبرعات من السطر الرابع في المسجد، وفق المهام الموكلة إليه من مسئول اللجنة الاجتماعية.

حملة "التبرع بالشيكل" تقوم عليه اللجنة الاجتماعية بمسجد الرحمن، لجمع تبرعات من المصلين، تسعى من خلالها إلى ستر عائلات فقيرة لا يوجد في منازلهم كسرة خبز واحدة.

(أ.ع) أحد المستفيدين، يعبّر عن سعادته –كما غيره- إزاء المساعدات التي يقدمها المسجد في إطار الحملة، مؤكدًا أنها رسمت الفرحة على شفاه أبنائه، بعد أن استطاع شراء ما طلبوه.

وفي غالب الأمر لا يستطيع (أ.ع) أن يلبي رغبات أبنائه بحكم أنه ليس لديه مصدرًا للدخل ويعيش وضعًا اقتصاديًا صعبًا، يحول دون تحقيق أبسط احتياجات أسرته. كما يقول.

وأسهمت الحملة في مساعدة (أ.ع) على شراء كسوة عيد الفطر لأولاده بعد عجز استمر ثلاث سنوات.

ويضيف متبسمًا: "رُبّ شيكل واحد خير من ألف دينار"، مستقيًا ذلك من القول الشائع "رُبّ صدفة خير من ألف ميعاد".

صبري نعيم مسئول اللجنة الاجتماعية في المسجد، يقول لـمراسل "الرسالة نت"، إن الحملة تبدأ خلال الاستراحة القصيرة، عقب انتهاء الخطيب من الركعات الأربع من صلاة التراويح.

الحملة تُنفّذ للمرة الثانية على التوالي في المسجد، بالتنسيق مع عدد من مساجد حي الزيتون خلال شهر رمضان المبارك، كوسيلة لمساعدة الأسر الفقيرة التي لا تجد معيلاً، وإن وجد فليس لها مصدر دخل.

شيكل واحد فقط يتبرع به المصلي عن طريق وضعه بكيس مخصص يحمله أحد أعضاء الفريق التطوعي، كفيل بمساعدة عائلة وهو مبلغ زهيد، لكن نعيم يرى أن "شيكل على شيكل بيجمع".

ويضيف: "الحملة هذا العام ناجحة إلى حد ما، مقارنة مع السنة الماضية؛ بحكم الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها أهالي قطاع غزة، بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم".

ويؤكد أن المبلغ المحصّل خلال اليوم الواحد، كفيل بمساعدة أسرة واحدة على الأقل، إما عن طريق تقديمه بشكل عيني، أو من خلال شراء سلع غذائية ووجبات إفطار يتم تقديمها لعائلة فقيرة.

وتجد هذه العائلات من الحملة بابًا لطلب المساعدة من القادرين، فيتم الحديث بشكل مباشر مع مسئول اللجنة الاجتماعية الذي ينقل الصورة إلى خطيب المسجد، وهو بدوره يخصص جزءًا من الاستراحة للحديث عن العائلة، كوسيلة لتفاعل الناس مع الحملة.

ويتفاعل أهالي الحي مع الحملة بشكل قوي، لاسيما أن المبلغ المُتبرع به شيكل واحد وأقل ما يوصف بـ "الزهيد"، لكن التفاعل يكون أقوى في حال ذكّر الخطيب وأرشد الناس على التبرع.

وبحكم أن أسرة المسجد اتفقت مع الإمام على أن يكون درس الموعظة ما بين صلاة التراويح قصير، فإن ذلك يتطلب من الأعضاء الستة السرعة في المرور بين المصلين لتغطية العدد بالكامل، قبل استكمال الصلاة.

ويقدّر نعيم نسبة نجاح الحملة هذا العام بـ 90%، وإن كانت أفضل بكثير خلال العام الماضي، لكن سوء الظروف الحالية –كما أسلف- تحول دون ذلك.

المستفيدون من الحملة يعتبرون أنفسهم جزءًا من نجاحها، إذ أن عددًا منهم سارع بالتبرع أيضًا؛ لإعانة كثير من الأسر التي لا يختلف حالها عنهم وربما يكون أسوأ. وفق قولهم.

واللافت في الحملة أنها ساهمت بكفالة عدد من الأسر المستورة، من قبل عائلات غنية في الحي، وهو ما كان سببًا في إسعاد القائمين الذين رأوا أن ذلك يعد بمنزلة مؤشر على نجاح الحملة.

وينفي نعيم أن تتوقف الحملة خلال السنوات المقبلة بفعل تأثير الظروف الاقتصادية السيئة، مؤكدًا "استمرارها حتى لو كان المبلغ المُحصّل قليل جدًا، فإنه سيساهم دون شك بستر عائلة فقيرة".

وشكر مسئول اللجنة الاجتماعية في المسجد، تفاعل أهالي حي الزيتون مع الحملة التي أقسم أنها "تساعد أسرًا لا تسترها سوى الحيطان"، داعيًا إياهم إلى مزيد من التفاعل خلال السنوات المقبلة.

اخبار ذات صلة