حزن عميق بداخله, ومعاناة كبيرة يعانيها منذ سنوات طويلة, تمنى أن يأتي يوم العيد وهو يحتضن ابنه الذي فرق بينهما الاحتلال الإسرائيلي, وحرمه من الاحتفال معه بيوم العيد، بعدما أبعده إلى قطاع غزة بعد سنوات طويلة من الأسر.
الحاج أبو مراد الرجوب والد الأسير مراد الرجوب من مدينة الخليل بالضفة المحتلة والمبعد إلى قطاع غزة يقول :" عندنا فرحة في قلوبنا بأن ابننا مراد قد خرج من السجن ويشارك اخوانه في غزة فرحة العيد ولكن هذه الفرحة منقوصة لأنه مبعد، وإن كان الوضع أفضل بكثير مما كان عليه في السجن".
وأضاف الحاج الرجوب لـ"الرسالة نت" :" طول فترة اعتقاله لم أراه أبدا إلا مرة واحدة في المحكمة، وعند إبعاده إلى غزة حاولت أن أسافر إلى مصر ثم غزة حتى أراه إلا أن الاحتلال رفض السماح لي بالسفر".
وحول أمنيته الوحيدة في مثل هذه الأيام المباركة قال الحاج الستيني أبو مراد بصوت حزين " أمنيتي أن أرى ابني وأحضنه بين أضلعي".
وأبعد الاحتلال الإسرائيلي 165 أسير من أهالي الضفة الغربية إلى قطاع غزة، و10 أسرى إلى تركيا، و16 أسيرا إلى دمشق، بينما أبعدت الى العاصمة الأردنية الأسيرة أحلام التميمي، فيما أبعد الى قطر 15 اسيرا، وذلك بعد الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل بين حركة "حماس" و(إسرائيل).
وأما الحاجة أم مراد والتي سمح لها بالسفر إلى غزة ورؤية ابنها المبعد مراد فقد عبرت عن فرحتها بالعيد الثاني لابنها رغم منفاه إلى غزة.
وقالت الرجوب :" إنني سعيدة هذا العيد لأن ابني خارج السجون ويعيش في غزة دون قيود، بينما كان يقضي حكما بالسجن مدة 38 عاما في سجون الاحتلال"، معربة عن أملها في أن يأتي اليوم الذي يجمع شملهم ويعود نجلها مراد إلى مسقط رأسه في قرية الكوم بالخليل.
غصة في القلب
وأما والدة الأسير المبعد إلى غزة مؤيد القواسمي فقالت بكلمات تسبقها الدموع :" رغم فرحتي الشديدة للإفراج عن مؤيد ومشاركته أهالي قطاع غزة بفرحة العيد، إلا أن غصة تملأ القلب لأنه لم يخرج إلى بلدته وأهله وأقاربه هنا في الخليل".
وأضافت الحاجة أم مؤيد لـ"الرسالة نت" :" كنت أتمنى أن يكون بيننا في مثل هذه الأيام المباركة ولكن الحمد لله على كل حال وإن شاء الله العام المقبل يكون بيننا".
وبين شوق الأهالي وحنينهم لأبنائهم المبعدين وفرحة العيد التي يعيشها الأسرى المبعدون "في أول عيد فطر لهم خارج السجن" يبقى الأمل هو الشيء الوحيد الذي من الممكن أن يضعوا عليه أمنياتهم في اللقاء..