يمسح الغبار عن بضائع صفها أمام محله القديم في شارع الواد ويحاول إدخال بعضها لحمايتها من الشمس الحارقة، ثم يسحب كرسيا خشبيا عتيقا ويرخي جسده النحيل العجوز عليه ناظرا إلى المارة.. هذا هو الحال اليومي لأحد تجار القدس القديمة بعد أن انتهى موسم الأعياد وعادت الحياة إلى "طبيعتها".
"خلال رمضان والأعياد زار القدس أكثر من مليون فلسطيني من الضفة المحتلة.
"
ولعل الاختلاف هنا أن طبيعة القدس هي ما تكون عليه في موسم الأعياد لا أن تكون خالية من المشتاقين لها ومن أبنائها الفلسطينيين أينما وجدوا، ولا أن تعج الأزقة الضيقة بخطوات المستوطنين والحاخامات والجنود.
في العيد
وخلال الشهر الفضيل والأعياد زار القدس أكثر من مليون فلسطيني من الضفة المحتلة، ناهيك عمن ترددوا إليها من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، فانتعشت حجارتها وزغردت للقاء الأحبة من جديد وصدح الآذان عاليا من مآذنها ولمعت قبابها مع مرور صفحات الشمس.
ويقول المواطن المقدسي غالب الجعبة لـ"الرسالة نت" إن ما عاشته المدينة المقدسة من توافد الزائرين من أهل الضفة خلال شهر رمضان وعيد الفطر أعاد القدس إلى مجدها الأول حين كانت تفتح ذراعيها لهم وتستقبل الآلاف يوميا ممن ينعشون تجارتها.
"حركة المواطنين التي سرت في البلدة القديمة أحيت المحال التجارية التي كان الاحتلال يريد لها الموت.
"
واشار الى أن حركة المواطنين التي سرت في أحياء المدينة وتحديدا في البلدة القديمة أحيت المحال التجارية التي كان الاحتلال يريد لها الموت والفناء، مؤكدا بأن هذه الوفود كان لها الأثر الكبير على المدينة وأهلها الذين شعروا بنصرة داخلية وسند قوي لهم حين تلاقوا مع امتدادهم الطبيعي من أهالي الضفة.
عودة الحزن
وفي هذا السياق يؤكد مدير مؤسسة المقدسي معاذ الزعتري لـ"الرسالة نت" بأن الحياة الحقيقية لاقتصاد القدس وواقعها الاجتماعي تكون فقط في موسم الأعياد وشهر رمضان ، أما بعد انتهائها فتعود الحياة الملآى بالجراح لأهل المدينة يكابدون ظلم المحتل.
ويقول:" اقتصاد القدس كان يعتمد كثيرا على سكان الضفة ولكن بعد إقامة جدار الفصل العنصري أصبح هذا الاقتصاد عاجزا وضعيفا بطريقة ممنهجة يقودها الاحتلال ومستوطنوه".
" اقتصاد القدس كان يعتمد كثيرا على سكان الضفة ولكن بعد إقامة جدار الفصل العنصري أصبح هذا الاقتصاد عاجزا وضعيفا."
بدوره يقول المواطن أبو يحيى لـ"الرسالة نت" إن قوات الاحتلال باتت أكثر عنفا ووحشية بحق المقدسيين بعد انتهاء الشهر الفضيل، حيث يقوم الجنود بعمليات الاقتحام بهمجية أكثر ويعتدي المستوطنون بعنصرية أكبر على الشبان المقدسيين كما حدث مع الشاب جمال الجولاني حين اعتدى عليه المستوطنون خلال أيام العيد وهم يرددون "إنه عربي يستحق الموت"!