قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: من القاهرة يبدأ العدوان الثاني على غزة

مصطفى الصواف     

يبدو أن العدوان على قطاع غزة بدأت فصولها الأولى منذ أن شرعت مصر في بناء جدارها الفولاذي، وما تقوم به من مضايقات للمتضامنين والقوافل، وما يوجه الإعلام المصري الرسمي من حرب على غزة بتوجيه من المسئولين السياسيين في الحكومة المصرية، والذي يؤكد ذلك هو الأوامر التي صدرت من وزارة الأوقاف المصرية لخطباء المساجد من أجل تخصيص خطبة الجمعة الماضية للهجوم على غزة والمقاومة وحماس في محاولة يائسة من قبل النظام المصري لتحويل الأنظار عن الفشل المصري، وسوء الإدارة، والتساوق مع أعداء مصر والأمة العربية بشكل شوه صورة مصر العريقة التي سطعت لسنوات طوال.

إن هذه الحملة المصرية الرسمية المسعورة على المقاومة من خلال تجفيف منابعها، والعمل على منع وصول ما يدعمها إلى قطاع غزة، وتشديد الحصار، والهجوم الإعلامي، والتحريضي سواء في الصحف أو عبر المنابر، يتزامن مع ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية على قطاع غزة وشن عدوان جديد قد يكون بنفس الدرجة التي كان عليها العدوان السابق الذي أعلنته وزيرة خارجية إسرائيل السابقة تسيفي لفني  العام الماضي من القاهرة ، وهذه الحملة المصرية تندرج مع الأسف في سياق التهديدات لهذا العدوان المرتقب، وتصوير الأمر للشعب المصري على انه حفاظا على الأمن القومي المصري، ولمواجهة تهريب المخدرات، والسلاح،والإرهابيين، وكأن غزة فيها صناعة المخدرات رائجة أو صناعة للأسلحة، أو مفرخة للمتطرفين، وكأنها تهدد الأمن القومي المصري؛ ولكن هذه الحملة هي تأكيد على أن النظام المصري بات اليوم جزء من العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني خدمة للمشروع الأمريكي وحماية لأمن إسرائيل.

كما أن هذا التحرك المصري نحو تفعيل عملية السلام في المنطقة الهدف منه هو القضاء على المقاومة بكل أشكالها، هذه المقاومة هي التي تفشل مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية التي تريدها أمريكا وإسرائيل ويعمل النظام المصري على تنفيذها، وما هذه الهرولة لأبي الغيط وعمر سليمان إلى واشنطن إلا من اجل استكمال خطط التصفية للقضية الفلسطينية، وليس خدمة لمصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه، وذلك وفق ثلاثة اعتبارات : الأولى العودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط، والثانية الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية، والثالثة إقرار مبدأ تبادل الأراضي، أي بقاء المستوطنات في محيط مدينة القدس وفي القدس والتي تعمل كلها على تفتيت الضفة الغربية .

اليوم هذا هو الدور المصري الوظيفي والعامل على خدمة المشاريع الأمريكية والإسرائيلية على حساب مكانة مصر وكرامتها وعلى حساب حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني، مقابل أثمان رخيصة على رأسها أن تأول  الرئاسة في مصر لنجل مبارك ( جمال ) حتى يكمل مشروع إسقاط مصر في الوحل الأمريكي حتى تتمكن أمريكا من السيطرة بالكامل على المنطقة العربية، بعد العراق واليمن واللتين تحيطان بالسعودية بهدف تطويقها بعد أن أسقطت أمريكا غالبية أنظمة الخليج العربي.

هذا السقوط العربي شبه الكامل لن يكون نهاية المطاف رغم ظلامية الموقف، بل سيكون بداية ثورة شاملة تعم كل المنطقة العربية يصطحبها عملية تغيير كبيرة لهذه الأنظمة، وإعادة إحياء المنطقة العربي، وعودتها إلى قيادة المنطقة ومواجهة السياسات الأمريكية والإسرائيلي وستكون هذه المرحلة هي مرحلة التغيير والتحرير والقيادة، والمسالة فقط مسالة وقت ولا نعتقد أنها ستطول.

البث المباشر