(زوال (إسرائيل) حتمية قرآنية).. حقيقة عَلِمناها وعَلًمناها منذ الانتفاضة الأولى التي صنعها الشعب الفلسطيني ليبدأ الخطوة الأولى نحو إنهاء عملية الاغتصاب لفلسطين التي نفذتها العصابات اليهودية وساعدها في ذلك من وجدوا في ذلك ما يخلصهم من المشكلة اليهودية التي أرقت أوروبا والغرب حتى لو كان على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه، وهذا أوضح تعبير عن ديمقراطية الغرب المبنية على المصلحة حتى لو كانت على دماء مسفوحة وعلى عذاب شعب عاش دهرا من الزمن في طمأنينة وهدوء.
(إسرائيل) وجدت غصبا، والغاصب لن يبقى مسيطرا على ما اغتصب أبد الدهر لأن اغتصابه للأرض جاء في لحظة ضعف وتفكك وفي ظل هيمنة الاستعمار على العرب والفلسطينيين والمسلمين، لذلك زوال (إسرائيل) مرهون بزوال أسباب وجودها على أرض فلسطين.
إن بداية هذا الزوال هو استعادة القوة المصحوبة للحق، وإن كانت (إسرائيل) تملك الآن القوة لكنها لا تملك الحق، والقوة إلى زوال أما الحق فهو باق ولن يزول، ومن هنا نقول إن (إسرائيل) إلى زوال، وهذا مرتبط بزوال قوتها وزوال ضعفنا، وما يميزنا أننا أصحاب حق بحاجة إلى قوة لاسترداده، ونظن أننا في طريقنا لعودة القوة لدعم الحق وعليه فـ(إسرائيل) إلى زوال.
(إسرائيل) يا سيد محمود عباس ما وجدت لتبقى، لأن وجودها طارئ كالذي يصاب بالحمى أو يصاب بورم سرطاني، وهما مرضان يصيبان الإنسان طارئا وبقاؤهما يعني الموت لمن تلبساه أما علاجهما فيكون بزوال أسباب الحمى أو باستئصال هذا الورم السرطاني.
الشعب الفلسطيني لم يمت وإن ارتفعت درجة الحرارة عنده الناتجة عن الحمى واشتد الألم الناتج عن تلك الغدة السرطانية، ولكنه بدأ باستعادة عافيته ليقوى على الطارئ الذي ألم به، لذلك نحن سيد عباس على يقين أن زوال (إسرائيل) حتمي لا محالة.
من العيب أن تسمي نفسك ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني ولو فعلت ما لم يفعله إنسان من أجل فلسطين وعند كلامك الذي قلته أمام الصهاينة: (إسرائيل وجدت لتبقى) دمرت كل ما صنعت، فكيف وأنت لم تصنع إلا العار لهذا الشعب وكنت عليه وبالا مفرطا مشاركا في قتله وتصفيته وعامل قوة لهذا الغاصب المحتل بمساعدتك في حماية أمنه؟.
من العيب أن تنتمي إلى هذا الشعب الذي وجد ليبقى ويحيا على كامل ترابه رافضا التنازل عنها للمحتل الغاصب ويرفض أن يبيع حقا فرطت به أو أن يتنازل عنه، فما تفعله وتصرح به لن يضر الشعب الفلسطيني وثوابته إلا أذى.
العيب كل العيب.. الصمت الذي يلف كثيرا من قوى الشعب الفلسطيني وعلى رأسها ما تسمى قوى منظمة التحرير الفلسطينية التي لم تنكر على عباس ما تفوه به وتحاول خداع الناس بأنه سياسة وتكتيك، ولكنه تعبير حقيقي عما يؤمن به الرجل ولا علاقة له بالسياسة، ولولا إيمان الرجل بما يقول قولا وعملا ما قال ما قال، لأنه لم يكن هناك ما يجبره على مثل هذا القول لولا إيمانه به، فلماذا إذن تصمتون؟، أم إنكم تؤمنون بما يؤمن به؟، ولماذا تتوارون خلف تصريحات ملونة غير واضحة المعالم كرسم اختلطت ألوانه بفعل ماء أصابه.
من الضرورة أن تحدد المواقف، فالتصريحات الإعلامية والتنديدات والهيجان الكلامي كلها ستمضي أدراج الرياح ما لم يصحبها فعل يحرك الناس حتى تضع حدا لهذا العبث الذي يمارسه عباس، وهذا (الاستهلاس) للجميع مع الأسف على استخدام هذه العبارة، ولكن حالنا تدمي وصمتنا زاد على الإدماء مزيدا من الألم.
تحركوا وأوقفوا هذا الرجل عن عبثه، لأن مثل هذا الرجل الذي يصرح علنا دون حاجة ويقول إن (إسرائيل) وجدت لتبقى يجب ألا يبقى يعمل بالسياسة، وليعتزل أو يعزل ليشتغل نشء آخر غير السياسة والقيادة لأعظم شعب وأقدس قضية.