لم يمض العام الأول على توجه رئيس السلطة محمود عباس الى الأمم المتحدة, لانتزاع ما سمي "اعترافاً أممياً" بالدولة الفلسطينية المستقلة على الحدود من عام 1967, الامر الذي فشل فشلا ذريعا, حتى صرح "عباس" بأنه سيعاود التوجه "مرة ثانية".
ومن المتوقع أن يتوجه عباس إلى الأمم المتحدة لطلب دولة غير عضو في سبتمبر (أيلول) الجاري.
ويرى محللون سياسيون أن توجه الرئاسة الفلسطينية بقيادة عباس الى الامم المتحدة ثانية "فشلا سياسياً لملء الفراغ"، متوقعين في احاديث منفصلة لـ "الرسالة نت" أنه "لن يأتي بجديد", ولن يعود بالنفع على القضية.
زوبعة إعلامية
وأكد المحلل السياسي مصطفى الصواف أن التوجه للأمم المتحدة ثانية لن يعود على الشعب الفلسطيني وقضيته بفائدة تذكر, موضحاً أنها مجرد "خطوات استهلاكية" و"زوبعة إعلامية مفبركة".
ويتساءل الصواف عن الجديد الذي سيضيفه عباس للقضية الفلسطينية في جولته المزعومة، في الوقت الذي تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية عضوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة, واصفاً الاخير بانه "كمن يقفز في الهواء, وسيعود في اخر المطاف بخفي حنين".
"الصواف: التوجه للامم المتحدة مرة ثانية زوبعة اعلامية مفبركة
"
واتفق المحلل السياسي حسن عبدو مع الصواف في توقعاته بفشل مساعي التوجه الى الامم المتحدة, مشيراً إلى أن جهود عباس الاخيرة بالذهاب الى مجلس الامن والامم المتحدة باءت بالفشل, ومعاودة الكرة هي فقط "لملء الفراغ السياسي الذي أصاب السلطة برام الله" .
وكان عباس توجه السنة الماضية الى مجلس الامن في الامم المتحدة, وطلب الاعتراف بفلسطين كدولة عضو كامل في المنظمة, لكن القرار لم ينجح في نيل 9 من أصل 15 عضوا في مجلس الامن.
وأكد عبدو أنه لن يعود على الشعب الفلسطيني وقضيته أية منافع سياسية ايجابية, معللاً ذلك بقوله "قرارات الامم المتحدة غير ملزمة, ولن يعود على القضية من جراء هذا التوجه اية منفعة, ولدينا العيديد من القرارات في تاريخ القضية الفلسطينية ولكنها لم تنفذ".
يذكر انه منذ عام 1948م وحتى عام 2004م اصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة 820 قرارا بشان القضية الفلسطينية, كان معظم هذه القرارات في صالح القضية, الا انها لم تغير من واقع الاحتلال "الاسرائيلي" للأراضي الفلسطينية شيئا .
ويقول الصواف أن هدف التوجه الصريح هو استمرارية التفاوض مع الاحتلال, مبينا أن عباس يريد الضغط على الجانب "الإسرائيلي" والدولي عن طريق هذا التوجه من اجل العودة الى المفاوضات.
خطوة انفرادية "يائسة"
وحول توجهه الى المجتمع الدولي في ظل الانقسام الفلسطيني وانفراديته بقرار التوجه يرى الصواف أن شخصية عباس متفردة بذاتها ودكتاتورية, ولا تؤمن بالشراكة السياسية, وانما يريد ان ينفذ ما يطلب منه من اجندة واملاءات حتى لو كانت مخالفة لشعب الفلسطيني .
وفي ذات السياق, يضيف عبدو "ذهاب عباس الى الامم المتحدة لطلب العضوية منفرداً لا يخدم قضيته البتة, والمجتمع الدولي أصبح لا يتفهم حالة الانقسام وازدواجية الحكومات الفلسطينية, وهو ما يزيد الطين بلة, ويكرس فشل الخطوات السياسية" .
"عبدو: عباس يحاول ملء الفراغ السياسي الذي أصاب السلطة
"
وطالب عبدو الرئيس عباس بضرورة التصالح مع اطياف الشعب الفلسطيني ولا سيما حركة حماس, وإعادة النظام السياسي والتشريعي لمستحقيه, وترتيب البيت الداخلي كخطوة تسبق الذهاب الى المجتمع الدولي .
ومن المتوقع أن تعقد لجنة المتابعة العربية اجتماعا لها في العاصمة المصرية القاهرة في السادس من شهر سبتمبر الحالي, حيث سيركز الاجتماع على وضع آلية معينة ومحددة حول كيفية وموعد التوجه من جديد لطرق أبواب الجمعية العامة للأمم المتحدة .