غزة / ديانا طبيل
توجه صباح اليوم اكثر من 250 الف طالب وطالبة الى مقاعدهم الدراسية في قطاع غزة حيث ستستقبلهم نحو 383 مدرسة حكومية منتشرة في كافة ارجاء القطاع.
ومع بدء هذا العام تطفو اشكالية المدارس التي مازال الدمار يلفها جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، والتي استهدفت العديد من المدارس بالقصف المدفعي والجوى، مما أدى إلى تدميرها بشكل كلى ، مما دفع وزارة التربية والتعليم و وكالة تشغيل اللاجئين لدمج مدارس بأخرى أو العمل ضمن نظام الفترات المتتابعة كحل مبدئي للمشكلة أملا منهما في أن إعادة الاعمار مرحلة قادمة لا محالة
تشتت دراسي
شمال قطاع غزة كانت المنطقة التي حازت على نصيب الأسد بعدد المدارس المدمرة جراء الهجمة الشرسة على العديد من مناطقها كالعاطرة وعزبة عبد ربه والسلاطين ومنطقة بيت لاهيا، حيث بلغ عدد المدارس المدمرة بشكل كامل 24 مدرسة لم يستصلح منها سوى عشرة فقط .
عانى الطلبة منذ بداية الفصل الثاني من العام الدراسي الماضي من التشتت الدراسي جراء تنقلهم بين مدارس المناطق المحيطة، مما زاد من عبء المصروف اليومي للاهالى الذين يعيشون ضمن الأسر التي تقع تحت خط الفقر في مناطق تصنف على أنها مناطق مهمشة .
الطالبة أسماء أبو درابى " 14عاماً " من منطقة تل الذهب أقصى شمال بيت لاهيا تقول: " منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة ونحن نعانى التشتت الدراسي ونتنقل من مدرسة إلى أخرى طيلة الفصل الدراسي الماضي " ، وتضيف كنت أتأمل أن تحل المشكلة مطلع هذا العام إلى أن "إسرائيل" لم تسمح بدخول مواد البناء لإعادة ترميم المدارس وهذا يعنى اننى سأذهب إلى مدارس مخيم جباليا للاجئين والتي تبعد عن منزلي سيرا على الإقدام قرابة الساعة، خاصة أن والدي لا يمتلك النقود التي تمكنني من الذهاب إليها عبر وسائل الموصلات المتوفرة ، فقد تعطل عن العمل منذ سبعة أشهر جراء تجريف قوات الاحتلال للاراضى المجاورة وإتلاف المحاصيل الزراعية وإعطاب التربة باستخدام الفسفور والأسلحة المحرمة دوليا .
بينما يقول الطالب سعيد حرب " 16 عاما " من مدرسة معاوية بن أبى سفيان أن تدمير مدرسته بالكامل من قبل جيش الاحتلال انعكس على مستواه التعليمي والتحصيلي، حيث اضطر إلى التنقل ما بين مدراس شمال القطاع كما اضطر إلى الانضمام إلى فصول وصل تعداد الطلبة فيها قرابة 80 طالباً، مما افقده الكثير من التركيز، إضافة إلى تكلفة الموصلات اليومية التي انضافت إلى كاهل والده الذي بالكاد يوفر لهم رغيف الخبز .
لا حلول تلوح بالأفق
ويعرب حرب عن قلقه الشديد إزاء توقف اعمار المدارس حتى هذه اللحظات، مما يعنى بأن مستواه الدراسي سيواصل بالانحدار خاصة وانه لا حلول تلوح بالأفق فليس بيد الوزارة حيلة ، آملاً أن تتجه المؤسسات الحقوقية للضغط بكافة الأشكال لإعادة القطاع بالكامل وليس المدارس فقط .
أما الطالبة سهي علوان " 16 عاماً تقول لـ " الرسالة " : أن حياتها الدراسية انقلبت رأسا على عقب بعدما اضطرت للذهاب إلى المدرسة فى الفترة المسائية والذي من شأنه تضيع ساعات النهار المسائية فى الراحة بعد العودة من المدرسة فى حين كانت فى الفصل الاول من العام الدراسي الماضي تستغلها بالدراسة فالمرحلة الثانوية على حد تعبيرها بحاجة إلى جهد اكبر.
في هذا السياق طالبت وكالات تابعة للأمم المتحدة ، إسرائيل برفع الحصار المفروض على قطاع غزة وتيسير دخول مواد البناء لإعادة اعمار مدارس القطاع التي دمرت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وقال فيليب لازاريني، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال مؤتمر صحافي عقده مع 25 مؤسسة غير حكومية: "إن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة تنادي بصوت واحد من اجل اتخاذ خطوات فورية لإنهاء الحصار".
وأضاف لازاريني خلال مؤتمر الصحافي عقد على أنقاض المدرسة الأميركية التي دمرت كلياً خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة "ندعو إسرائيل إلى العمل بشكل عاجل للسماح بدخول مواد البناء ولوازم المدارس".
وتابع: "تعرضت 18 مدرسة لتدمير كامل وأصيب ما لا يقل عن 280 مدرسة بإضرار مختلفة ، واليوم قبل بدء السنة الدراسية وبعد أكثر من 7 أشهر على انتهاء الحرب لم تتم إعادة اعمار أي من هذه المدارس أو إعادة تأهيلها"، مضيفاً: "منذ فرض الحصار والطلبة يواجهون نقصا مزمنا في اللوازم التعليمية والكتب والورق والزى المدرسي".
واجب حكومي
من جانبه أوضح كريس جانيس، الناطق باسم وكالة الغوث أن لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين خطة إصلاح وبناء بقيمة 371 مليون دولار أميركي ولكن إذا لم يرفع الحصار ويسمح لمواد البناء بالدخول سوف تبقى هذه الخطة على الرف ونحن لن نسمح لهذا أن يحدث لأهل غزة، خصوصاً الأطفال".
وأكد "أن الحق في التعلم والحصول على التعليم حق أساسي من حقوق الطفل وهو يشغل موضعاً مركزياً فريداً بالنسبة لقدرة كل الأطفال على تحقيق طاقاتهم الكامنة، وبالتالي تحقيق طاقات مجتمعاتهم وبلدانهم. وفي ظروف النزاع والاحتلال المطول، توفر المدارس الآمنة أيضاً وسيلة لا تضاهى لاستعادة الحس بطبيعة الأمور والأمل للأطفال وعائلاتهم. وعلى الرغم من المصاعب الاستثنائية التي تتراكم في وجه الأطفال الفلسطينيين، يظل الذهاب إلى المدرسة والحصول على التعليم الأولوية الوحيدة والأكثر أهمية بالنسبة لهم.
واكد إن استمرار فرض الحصار على غزة يهدد هذا الحق الأساسي من حقوق الطفل، كما يهدد بالقضاء على التقدم المبهر الذي تم تحقيقه في حقل التعليم حتى الآن".
دعا جانيس "إسرائيل" لأن تعمل بشكل عاجل على تيسير دخول مواد البناء واللوازم للمدارس في الأسابيع القادمة ، فضمان الوصول إلى التعليم يعد واجباً على كافة الحكومات، و أولوية في الاتفاقيات المختلفة بدءاً من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإلى اتفاقية حقوق الطفل .