قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إن "حكومته ظلت أمينة ومحافظة على مواقفها السياسية فهي لن تعترف بـ(إسرائيل) ولن تتنازل عن شبر واحد، فمواقفنا ثابتة، وهذا هو سبب حصار غزة".
وأضاف هنية في تصريحات متلفزة بثتها قناة (أون تي في) اللبنانية مساء الجمعة أن حركة "حماس" في قلب المعركة وجناحها العسكري كتائب القسام هي التي تقود المقاومة.
وأكد امتلاك المقاومة في غزة كل عناصر القوة، مستطرداً "نؤكد على خيار المقاومة والصمود حرصاً على تحرير الأرض ونحن الآن نعيش في مرحلة تجمع شعار التعمير والتحرير والمقاومة تعد العدة لأي مواجهة في المستقبل".
في سياق متصل، حمَّل رئيس الحكومة الفلسطينية السلطة في الضفة مسئولية ملاحقة المقاومة، مشيراً إلى إعطاء رئيس السلطة محمود عباس تعليمات باعتقال رجال المقاومة ومصادرة سلاحها في الضفة المحتلة .
المصالحة والانتخابات
وفيما يخص ملف المصالحة الفلسطينية، جدد هنية تأكيد التزام حركته بإتمام المصالحة باعتبارها ضرورة وطنية وخيار استراتيجي وليس "ضرباً من المستحيل".
ووصف هنية الانقسام الفلسطيني بأنه "ضار ولا أحد يسعى إليه"، متهماً في ذات السياق قوى فلسطينية – لم يُسمها - داخل الضفة الغربية بعدم الرغبة في المصالحة الوطنية.
ومضى يقول "الإدارة الأمريكية طلبت من عباس عدم تحقيق المصالحة مع حركة حماس و(إسرائيل) هددت أبو مازن بقطع الأموال حال أتم المصالحة مع حماس".
وعلى صعيد الانتخابات أوضح هنية أن من سيُرشح نفسه على قائمة حماس في الضفة سيُعتقل من قبل الاحتلال (الإسرائيلي)، منبهاً كذلك إلى أنه لا يسمح بأي نشاط سياسي للحركة في الضفة من قبل السلطة.
وشدد على أن حركته لا تخشى الانتخابات لكن يجب أن تجرى في ظروف صحية، مستدركاً "الرئيس عباس يرفض تشكيل حكومة توافق وطني قبل الانتخابات".
وزاد هنية في حديثه "لا بديل للشعب الفلسطيني عن المصالحة لكن يب علينا توفير المقدمات الصحيحة لنصل إلى مصالحة حقيقية يكتب لها النجاح عبر الاتفاق على برنامج سياسي واحد".
وأكمل "نحن نريد سلطة واحدة وقيادة واحدة وبرنامج وطني موحد متفق عليه ونريد لغة فلسطينية مشتركة نتعامل فيها مع العالم بغض النظر عن الخلافات الموجودة داخل الساحة الفلسطينية".
لقاءه مرسي
كما تطرق هنية خلال استضافته في البرنامج المتلفز "الصورة الكاملة" للزيارة التي قام بها إلى مصر ولقاءه الرئيس المصري محمد مرسي، موضحاً أنها اكتسبت أهميتها من ناحية التوقيت باعتبار مرسي هو أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة يناير، وسياسياً .
وأشار إلى أنه وضع خلال لقائه بمرسي قضايا وملفات سياسية كملف القضية الفلسطينية والاعتداءات (الإسرائيلية) ووضع غزة ومشكلاتها، عاداَ الأمن المصري الحاضن للأمن الفلسطيني وأي مساس بأمنها ينعكس على فلسطين.
وأضاف أن حكومته تنظر بارتياح لفتح المعابر، معتبرا ذلك وضعا طبيعيا للعلاقة مع مصر، لافتاً إلى رغبة مصر في التحرر من القيود (الإسرائيلية) .
وتابع "معبر رفح المنفذ الوحيد لنا وهو يمثل رغبة الشعب المصري ولم يكن راضيا عن غلقه، ولكن نحن بحاجة إلى تقنين لفتحه، وأشياء ناقشناها مع الإخوة في مصر ووجدنا خيرا على صعيد البحث الجدي".
وأكد هنية على مراعاة دور مصر ووزنها وارتباطاتها الإقليمية؛ مستطرداً "نحن لا يمكن أن نغمض الطرف عن مصالحها، لكنها دولة مقررة تستطيع أن تأخذ القرار المناسب".
وحول ما تغير في مصر، أجاب "الذي تغير هو اللقاء مع الرئيس مرسي فنحن كنا ممنوعين من لقاء الرئيس السابق؛ حيث لم يكونوا معترفين بنا كحكومة".
قرار سياسي
ونوه هنية إلى وجود إعادة تصحيح للشأن المصري، وهناك قرار سياسي بضرورة إنهاء الحصار عن غزة وهذا لم يكن موجوداً سلفاً.
وبالنسبة لما توصل إليه مع الجانب المصري من اتفاق، قال رئيس الحكومة الفلسطينية :"توصلنا إلى عدة نقاط، هي فتح المعبر 12 ساعة ودخول 1500 مسافر يوميا وتقليص ما يسمى بالممنوعين أمنيا بنسبة 60%".
وأردف "كما اتفقنا أن يسمح لكل فلسطيني يدخل مصر يقيم 72 ساعة، ثم دخول 450 ألف لتر من السولار القطري حيث إن السفينة القطرية ترسو في ميناء السويس منذ 5 أشهر، لكن أحداث سيناء أوقفت توصيلها.
وأوضح هنية أنه تعامل مع موضوع تأخر وصول الغاز القطري إلى قطاع غزة بمنتهى الواقعية لأنه قرار استثنائي لمصر بسبب أحداث سيناء.
وأضاف هنية "نحن نرقب الأداء المصري من جانب أن أمامها تحديات ولكن ليس معناه أنه لا سقف زمني وأن غزة تظل تحت الحصار".
وفيما يخص الأنفاق بين مصر والقطاع، قال هنية "لجأنا لها بسبب الحصار وهي ظاهرة استثنائية ظهرت بسبب الحصار المفروض، حتى تكون شريان الحياة".
وأكد أنه إذا رفع الحصار وفتحت المعابر وأنجز مشروع المنطقة التجارية الحرة، لن يكون لها مبرر ويجب أن تغلق.