"سفراء صغار" يجسد معاناة أطفال غزة المنكوبين

الطفلة أبو واكد : الكتاب تذكير بالمأساة لإيقاظ الضمير العربي

رضوان : أتمنى أن يترجم إلى عدة لغات

غزة _ أمل حبيب

من رحم المعاناة يولد الإبداع, ومن قلب الحصار تنهض الهمم.. إيمان أبو واكد الناطقة الإعلامية باسم الأطفال الناجين من الحرب على غزة , دفعتها تغطيتها للحرب ومشاهدتها لهول القصص والماسي التي تعرض لها الصغار لفكرة تدوين قصص الأطفال ومعاناتهم بعد عام على الحرب  في كتاب يحمل اسم "سفراء صغار" بإشراف من النادي الصحفي الصغير بغزة .

بداية الفكرة

فكرة عمل الكتاب جاءت قبل شهرين من الذكرى الأولى للحرب على غزة , فإيمان - في الخامسة عشر من عمرها - شعرت بأهمية تدوين معاناة الأطفال وفضح وحشية الاحتلال في كتاب, وقالت الصحفية الصغيرة بكل قوة ومن غير أن تتلعثم: " مر عام على معاناة أطفال غزة وما تزال آثار الحرب باقية إلى اليوم في نفوسهم , وجراحهم مازالت تنزف ولم يتحرك أحد لمحاكمة المجرمين.

 وتضيف أبو واكد :" استماعي لقصص أقراني الأطفال وخاصة مأساة أميرة القرم جعلني أعمق فكرة الكتاب التي شاهدت والدها يقتل , وكوني عشت تجربة مقاربة لتجربتهم وهي وفاة والدي وأنا في التاسعة من عمري , ولكن جروحهم أعمق فلقد فقدوا ذويهم أمام أعينهم ومنازلهم هدمت فوق رؤوسهم(...) في أوقات الهدنة كنت أذهب إلى مستشفى الشفاء مع زملائي في النادي لمقابلة الجرحى وإبراز معاناتهم وآهاتهم " .

ويشار إلى أن الطفلة أميرة القرم استشهد والدها أمام عينيها وأصيبت إصابة بالغة ظلت تنزف في أحد البيوت الخالية من ساكنيها يوم وليلة  أثناء الحرب على غزة .

وبعد مرور عام على ذكرى الحرب تقول الصحفية الصغيرة :" لن تقهرنا الحرب، بل زادتنا قوة رغم قسوتها، فزملائي الأطفال أقوياء  يتطلعون للمستقبل أكثر من قبل وأصبح لديهم أهداف وطموحات يسعون إلى تحقيقها ".

محتوى الكتاب

منذ صغرها وهي تطمح بتدوين مذكراتها في كتاب واليوم ومن خلال النادي الصحفي الصغير يتحقق الحلم لإيمان فتقول وقد سبقت البسمة كلمتها :" أتيحت الفرصة لكتابة مذكراتي وتجربتي الصحفية أثناء الحرب وتدوينها في كتاب "سفراء صغار"  من خلال النادي الصحفي".

ويحتوي "سفراء صغار" على ثلاثة أجزاء الأول منها يبين تجربة الطفلة إيمان الصحفية خلال تغطيتها للحرب ومقابلاتها مع الجرحى والأهالي المنكوبين وهو الجزء الأكبر من حجم الكتاب , أما الجزء الثاني فهو شهادات الأطفال الناجين من الحرب , والجزء الثالث يتضمن روايات مشرفي النادي وأعضاؤه الذين ساعدوا في التخفيف عن معاناة الأطفال .

جهود ذاتية للنادي

وفي هذا الصدد قال غسان رضوان رئيس النادي الصحفي الصغير : "بادرنا بجهود ذاتية بضم جميع الأطفال المتضررين من الحرب أمثال ألماظة، وزينب، ومنى السموني الذين فقدوا 29 فردا من العائلة، وجميلة الهباش التي فقدت ساقيها أثناء الحرب ولؤي صبح الذي فقد بصره , ودلال أبو عيشة وسماح بعلوشة وأميرة القرم اللواتي فقدن عددا من أفراد عائلتيهما ". وأضاف: " قمنا  بدعمهم ماديا ومعنويا ونفسيا, والاهتمام بهم وإبراز قضيتهم أمام العالم في محاولة للتخفيف من خلال سلسلة من البرامج تتضمن إقامة الاحتفالات والرحلات الترفيهية والمشاركة في الإذاعات المحلية واستقبال الوفود الأجنبية  .

وأوضح رضوان بأن النادي أنتج أفلاما وثائقية تتحدث عن الأطفال ومعاناتهم , وكذلك عرض مسرحية "محاكمة قاتل الأطفال " بالتعاون مع لجنة توثيق والتي تجسد واقع الأطفال الناجين من الحرب بقالب درامي ممزوج بشهادات حية منهم والتي استقطبت اهتمام وسائل الإعلام، خاصة أن ممثليها هم من الأطفال الناجين أنفسهم.

وتتأمل الطفلة أبو واكد بأن تتحول المسرحية إلى محاكمة حقيقية أمام المحكمة الجنائية الدولية، لتصرخ بقوة في وجه العدالة الدولية التي لم تنصف أطفال فلسطين المقهورين".

اللمسات الأخيرة

وأشار رضوان بأن أعضاء النادي يضعون اللمسات الأخيرة للكتاب من غلاف وصورته وغيرها , متمنيا بأن يترجم الكتاب إلى عدة لغات كالانجليزية والفرنسية والألمانية ليعرف العالم اجمعه همجية الاحتلال الإسرائيلي , موجها رسالة النادي الصحفي الصغير

مفادها:" العيش الآمن الكريم لأطفال فلسطين , وأن تشملهم اتفاقيات حقوق الطفل الدولية ".

يذكر أن الطفلة المبدعة أبو واكد كتبت سيناريو فيلم وثائقي بعنوان  " أميرة فلسطين والسفيرات الصغيرات " والذي يجسد معاناة أطفال فلسطين بشكل عام ومعاناة أميرة القرم بشكل خاص وذلك بعد استماع في النادي لقصة أميرة القرم جاءت الفكرة بعمل فيلم وثائقي, وكذلك كتابة تقارير في النادي والمدرسة والمشاركة بكتابات إبداعية في مجلة المدرسة من الشعر والقصة القصيرة .

والجدير بالذكر أيضا أن الحرب الأخيرة خلفت وراءها 1500  شهيد منهم 380 طفلا , أما عدد الجرحى فبلغ 5276 منهم 1603 أطفال .

 

البث المباشر