قائمة الموقع

(2 شيكل) تقي "عثمان" خطر المرض !

2012-09-16T15:38:04+03:00
صور رمزية
الرسالة نت- محمد أبو زايدة

هو رجل يبلغ من العمر 37 عاماً، كان يعمل نجاراً وترك المهنة لأجل مرض ابتلاه به الله.

يعيش وعائلته في بيت مكون من غرفة واحدة بحي الشيخ رضوان في غزة، ويلاصقها حمام صغير لا يواري سوأة داخليه ستار أو حتى باب، وفيها مطبخ بأدوات منزلية يغزوها الصدأ.

بيت أشبه بـ "خيمة وسط صحراء"، جدران مهترئة وسقف بالكاد هو واقف، ولا ماء أو طعام يلبي حاجة قاطنيه.

"عثمان الزبدة" يعاني مرض الربو المرافق له منذ صغره، دون علاج ينهي أزمته، له من الأبناء أربعة، أكبرهم فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً، تنام بجوار والديها دون حجاز بينها وبين الذكور.

كلما جاءت جمعية خيرية لتقديم المساعدات، يبتسم "عثمان" والعائلة قليلاً وسرعان ما تعود المياه لمجاريها، حيث الكآبة وضيق الحال.

جُل ما يفرحهم رؤية "معلبات اللحمة" التي تصلهم عبر أهل الخير.

اضطر عثمان إلى ترك مهنة النجارة نظراً للربو الذي يعانيه، وقد أوصاه الأطباء بالابتعاد عن مسببات المرض.

يرافق عثمان في تجواله "بخاخة الأزمة" التي تكون له المنقذ وقت الشعور بضيق النفس.

ويواظب يوماً بعد آخر على التوجه لمستشفى الشفاء بغزة –وفق توصيات الأطباء- لأخذ حقنة كلما اشتد عليه المرض.

وصلت به الحال –كونه عاطلاً عن العمل ويعاني وضعاً مزرياً- لأن يستلف أجرة الطريق -2 شيكل- من الجيران كي يتوجه للمستشفى، وغالباً ما يستلف لأجل شراء ما يسد رمق أبناءه وزوجته.

يقول عثمان إنه في حال لم يجد من يستلف منه، يضطر إلى البقاء في بيته دون أخذ الحقنة، وهو ما يعرض حياته للخطر.

ويضيف: "أحياناً أضطر لأن أستلف من الجيران أجرة الطريق للمستشفى وغالباً لشراء الطعام، وفي بعض الأيام يرسل الجيران إلينا طعاماً بحكم معرفتهم بوضعنا المأساوي".

ويتساءل بغضب: "إن كان ربي ابتلاني بمرض مزمن منذ صغري، أيعقل أن أكون عاطلاً عن العمل وعائلتي يلزمها من يعينها؟".

طالما طرق عثمان أبواب العمل لكنها أُقفلت في وجهه، فلا عمل يناسبه دون التعرض للغبار الذي هو عدو صدره.

لا يريد عثمان بيتاً –رغم هشاشة منزله- ولا نفقة من أحد، كل ما يريده هو عمل يمنعه سؤال الناس.

اخبار ذات صلة