فاجأتنا وزارة التربية والتعليم في غزة بقرار يقضي بدمج المرحلة التمهيدية بـ "رياض الأطفال" ضمن المدارس الحكومية.
الوزارة تبرر قرارها بأنه نوع من التقدم العلمي، ولأهمية المرحلة التأسيسية للطفل، مؤكدة أن المشروع سيبدأ بفتح 14 شعبة، واحدة لكل مدرسة.
ويختص المشروع –وفق التعليم- على المناطق الحدودية "المهمشة"؛ مراعاةً لحاجات السكان إلى التعليم.
تقول "سهيلة نصار" –إحدى مربيات رياض الأطفال بغزة- إن خطوة الوزارة "هادفة"، لكن الطفل –وفق رأيها- سيواجه صعوبات الأجواء الجديدة عليه.
وأضافت: "سيشعر الطفل بلا شك بتغيرات جديدة يصعب تقبلها في سن الخامسة، بحيث يبدأ بالبكاء كلما واجه موقفاً غريباً عليه، مما يعرقل العملية الدراسية".
والدة الطفل "محمد عودة" -من حي الشجاعية- رحبت بدورها بالفكرة، وأكدت أن تردي الأوضاع المادية يحول بين تعليم أبنائها في "رياض الأطفال".
وتقول أم محمد صاحبة الـ31 عاماً: "زوجي لا يعمل، ويصعب علينا دفع رسوم التسجيل في الروضة، مما يضطرني لأجلس محمد في البيت، حتى بلوغ عمر دخول المدرسة".
حلول لمشاكل مرتقبة
وللخروج من المعضلة التي حذرت منها المربية نصار –تغُّير الأجواء على الأطفال- قال زهير سالم نائب مدير عام الشؤون التعليمية، إنه سيتم توظيف "مربيات" للعناية بالأطفال وتوصيل الرسالة التعليمية بصورة واضحة.
وأوضح سالم أن فكرة المشروع ستبدأ مع بداية الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الجاري، بالتعاون مع اليونسكو.
وتأتي فكرة الدمج مراعاة لحالات الطلبة الصعبة، وتطويراً للعملية التعليمية وصولاً إلى مرحلة النضج العقلي واستيعاب الطلاب لأجواء الدراسة منذ الصغر.
وبشَّرت وزارة التربية والتعليم بتوسع الفكرة –حال نجاحها- لتطال مدارس وكالة الغوث، موضحة أن معاملة المدرسات ستكون ضمن الشهادات الأكاديمية.
بيئة مفيدة
من ناحيته؛ عدَّ د. درداح الشاعر -الأخصائي في علم النفس الاجتماعي- خطوة التعليم دمج رياض الأطفال ضمن المدارس بأنها "بيئة مفيدة للطفل".
وقال لـ "الرسالة نت" إن بيئة المدارس تؤهل الطفل لتكوين علاقات منذ الصغر".
وعبَّر الشاعر عن تأييده للفكرة، مضيفاً: "هي لصالح الطفل، وستجسد له شخصية أقوى من كونه معزولاً بمحيط خاص من نفس العمر".
وينصح الأخصائي في علم النفس الاجتماعي بتطوير الفكرة حتى تستوعب أكبر قدر ممكن من العائلات الفقيرة، التي تفتقد إلى رسوم مادية لصالح رياض الأطفال.