يأمل كثير من الفلسطينيين أن تنجح جهود رئيس الوزراء إسماعيل هنية الذي يزور القاهرة في هذه الأيام بإقناع الحكومة المصرية بأهمية إقامة منطقة حرة على حدود مصر مع قطاع غزة.
وكان مسئول محلي وعاملون فلسطينيون في الأنفاق قالوا الأربعاء، بأن عمل الغالبية العظمى من الأنفاق متوقف تماما بفعل الإجراءات الأمنية المصرية.
وقال هؤلاء في أحاديث منفصلة مع الرسالة نت إن شحا كبيرا بدأ يظهر في الأسواق المحلية للبضائع التي يعتمد توريدها على الأنفاق، خاصة مواد البناء التي سجلت أسعارها ارتفاعا مستمرا بفعل نقص كمياتها.
وأبلغ رئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان الرسالة نت، أن أكثر من 80 في المائة من الأنفاق متوقفة عن العمل تماما بفعل الإجراءات الأمنية المصرية.
وقال أبو رضوان إن حملة الجيش المصري في منطقة سيناء المستمرة منذ أكثر من شهر، طالت إغلاق العشرات من الأنفاق بشكل كلي وأدت إلى توقف العمل في العشرات منها في مناطق متفرقة على الشرط الحدودي.
وبين أن توريد البضائع عبر الأنفاق يقتصر حاليا على ضخ مشتقات الوقود وأنوع محددة من المواد الغذائية والملابس، فيما تسجل كميات مواد البناء المهربة أدنى مستوياتها.
واشار مالكو أنفاق وعمال الى الاليات العسكرية المصرية التي تقوم بشكل يومي بعمليات إغلاق الأنفاق من خلال الردم النهائي وسط انتشار كثيف لقوات الحدود المصرية على طول الشريط الحدودي.
وبدأت مصر إغلاق الأنفاق بعد هجوم وقع في الخامس من أغسطس/ أب في بلدة رفح المصرية قتل خلاله مسلحون 17 جنديا مصريا.
وفي الجانب الفلسطيني تواصل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، نشر عناصرها على طول المنطقة القريبة من الأنفاق بغرض تأمينها.
وقال رئيس بلدية رفح إن الأمن في الجانب الفلسطيني من المنطقة الحدودية يفرض رقابة صارمة على عمل الأنفاق، ويمنع أي عمليات تهريب أفراد أو تجاوزات أمنية من خلالها.
وينتشر على طول الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة الممتد لمسافة تزيد على 13 كيلومتراً، أكثر من ألف نفق وفق تقديرات محلية.
وكان مئات التلاميذ تظاهروا السبت الماضي عند الحدود لمطالبة الرئيس المصري محمد مرسي بوقف إغلاق الأنفاق ورفعوا لافتات تصف القنوات الأرضية بـ"شريان الحياة" لقطاع غزة.
وقال الخبير الاقتصادي معين رجب إن أكثر من 30 في المئة من البضائع تأتي إلى غزة عبر الأنفاق.
واستخدم الفلسطينيون الأنفاق في استيراد كل شيء من الغذاء إلى مواد البناء والوقود والسيارات خلال فترة الحصار المشدد من قبل (إسرائيل).
واكتفى مالك نفق يدعى حسن بالقول "عمل الأنفاق تراجع بشكل كبير لذلك نتطلع إلى إيجاد حل جذري مع مصر حتى لا نتعرض لحصار جديد".
وأوضح أن الحملة المصرية على الأنفاق دفعت كثير من الأمناء المصريين (العاملون في الأنفاق من الجانب المصري) إلى وقف إدخال مواد البناء وخصوصاً الحصمة.
وبدت علامات الإعياء جلية على ملامح العامل صالح حسان خلال مكوثه قرب نفق لا يعمل وردد بحرقة "قطعوا عيشنا .. ربنا ينتقم منهم".
وقال رئيس بلدية رفح "إن أعمال البناء التي شهدت نموا كبيرا خلال العامين الماضيين سوف تتوقف قريبا بعد أن تم إغلاق معظم الأنفاق التي تدخل الحصمة إلى غزة".
وحظرت (إسرائيل) توريد مواد البناء والصناعة إلى غزة قبل خمس سنوات مدعية أن مثل تلك المواد يمكن أن تستخدمها الفصائل الفلسطينية في إقامة بنية تحتية لـ"الإرهاب".
وقال السائق سعدي الهمص من رفح "كل ما نريده أن يتوفر كل شيء في الأسواق المحلية سواء من الأنفاق أو المعابر "الإسرائيلية" أو من خلال منطقة حرة مع مصر".
ورددت ربة منزل ترتدي غطاء وجه "ربنا يوفق أبو العبد (إسماعيل) هنية في مهمته في مصر" في إشارة إلى جهود الحكومة لإقناع مصر بجدوى إقامة منطق سوق حرة على الحدود بين غزة ومصر.
ولم يكن الشاب علي كباجة وهو موظفاً يتلقى راتباً من حكومة رام الله متحمساً لزيارة هنية إلى مصر، وقال بحذر "كل ما نريده أن يتوحد الفلسطينيين من جديد".
وشنت سلطة رام الله أمس الثلاثاء هجوماً حاد على حركة "حماس" والرئيس المصري جراء استقبال القاهرة لهنية والوفد الحكومي المرافق له.
وأيدت السلطة الفلسطينية إغلاق الأنفاق مطلع الشهر الماضي.
وانتقد المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري محاولات حركة فتح ورئيس السلطة محمود عباس للضغط لفرض حصار سياسي على حركة حماس والحكومة في غزة تحت شعار "وحدة التمثيل الفلسطيني".
وقال في بيان صحفي أصدره اليوم الأربعاء إن هذه "المحاولات التي تكشف حقيقة نوايا حركة فتح وتحريضها على حصار حركة حماس لن تبوء إلا بالفشل".
وجدد أبو زهري موقف "حماس" الذي يعتبر محمود عباس بأنه لا يملك أي حق للحديث عن وحدة التمثيل الفلسطيني لأن مدة ولايته القانونية انتهت منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات.
وحث مسئولو حماس مصر على السماح باستخدام معبر رفح لمرور البضائع أيضا لكن مصر تحجم عن السعي لإدخال تعديلات على اتفاقات دولية مع إسرائيل ودول غربية أخرى تنص على استخدام المعبر لسفر الركاب فقط.
وأعلن مسئول فلسطيني على إطلاع بلقاءات هنية مع المسؤولين المصريين أن "رئيس الوزراء إسماعيل هنية بحث إقامة منطقة للتجارة الحرة بين غزة ومصر خلال اجتماع عقد مساء الاثنين الماضي مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل".
لكن وكالة "رويترز" نقلت عن مسئول مصري قوله: "إن الاقتراح طرح خلال الاجتماع لكن من السابق لأوانه تقديم رد".