يبدو أن العملية الانتخابية في حركة حماس إما أنها انتهت، أو على وشك الانتهاء، وأنها في مرحلتها الأخيرة لو كان لقاء القاهرة الأخير هو لقاء تشاوري لتحديد طريقة اختيار القيادة السياسية للحركة واختيار رئيس مكتبها السياسي الذي سيتولى لقيادة المرحلة القادمة وخلال هذه الدورة والتي مدتها أربعة سنوات.
خالد مشعل رئيس المكتب السياسي أعلن أكثر من مرة أنه لن يترشح لرئاسة المكتب السياسي وسيعود في صفوف الحركة جنديا وعلى قيادة الحركة أن تختار من يتولى القيادة في المرحلة القادمة ، خطوة حاول على ما يبدو قادة حماس ثني مشعل عنها وأمام إصراره فكان لا بد من اختيار قائد جديد من بين أعضاء المكتب السياسي، هذا المكتب الذي انصهرت فيه جميع القطاعات الداخلية بشقيها غزة والضفة والخارج.
في الماضي كنت من أشد المعارضين لوجود قيادة حركة حماس في الخارج، ودعوت أكثر من مرة أن تعود قيادة حماس إلى قطاع غزة رغم كل المبررات التي سيقت أمامي لنقل القيادة إلى الخارج بغض النظر من يكون القائد رغم أن الفترة الماضية شهدت توسعا كبيرا وحكمة واسعة في قيادة الحركة تحققت خلالها مكاسب واسعة.
اليوم تعيش المنطقة حالة من التغيير والتبديل وظروفا سياسية وإقليمية ودولية متحولة ومتطورة بشكل دراماتيكي تستوجب تكتيكات تتناسب والمرحلة من قبل قيادة حماس ووجود القيادة اليوم في الخارج يناسب المرحلة الحالية رغم أنني من الداعين لنقل القيادة إلى قطاع غزة لذلك فلا بأس أن تكون القيادة أو رئاسة المكتب السياسي لهذه الدورة من الخارج لضرورة الأوضاع العربية والإقليمية وهي بحاجة إلى قيادة تكون قريبة من الخارج ويمكنها التحرك في كل وقت دون عوائق أو تهديدات تحول دون الخروج.
كل الإخوة في القيادة السياسية عدول وإن وجدت بعض الفروقات الفردية بين كل أخ وأخ وكل واحد منهم يتميز بقدرات معينة تختلف عن أخيه وكل منهم يكمل الآخر بحيث تكتمل الصورة والقيادة الشورية.
وإن كان في الأمر رأي أو كان هناك مجال للاجتهاد وطلب النصيحة أو استمزاج الرأي أقول أن المرحلة تتطلب أن يتولى قيادة المرحلة القادمة الدكتور موسى أبو مرزوق لاعتبارات كثيرة حيث نرى أن الدكتور موسى يتمتع بتجربة قيادية وقدرة على إدارة العمل السياسي للحركة كما أن له تجريه سابقة يمكن أن يبنى عليها في المرحلة القادمة وأرى أنه الرجل الأقدر من بين إخوانه في القيادة السياسية الحالية.
وفي الدورة القادمة أي بعد أربع سنوات يكون التفكير بعمق أكثر والقرار يجب أن يكون أكثر حسما بأن تكون القيادة القادمة من الداخل أي من قطاع غزة أو الضفة الغربية لأن ثقل حماس السياسي والتنظيمي والعسكري داخل فلسطين المحتلة هو الأقدر على تقدير الموقف وتحديد البوصلة وتقرير السياسات وفقا لواقع الحال داخليا مع تقدر الظروف الإقليمية والخارجية.
على العموم القيادة السياسية تملك من الحكمة والقدرة على الاختيار وعلى حسن التقدير وهي صاحبة القرار وكل ما نتحدث به هو مجرد وجهة نظر بينا بعضا من الأسباب لذلك نحن على ثقة بأن هذه القيادة المختارة من قبل المؤسسات الشوربة للحركة قادرة على اختيار الأفضل لقيادة المرحلة القادمة.
خلاصة القول إذا أصر خالد مشعل على عدم القبول بترشيح أو اختيار إخوانه له لقيادة الحركة فقط لهذه الدورة فالنصيحة التي نرى أنها أجدى وانفع لو لم يحسم الأمر بعد أن يكون الدكتور موسى أبو مرزوق هو رئيس المكتب السياسي لهذه الدورة فهو الأكثر قدرة وحنكة وإدارة من إخوانه في المكتب السياسي ونؤكد على أن القيادة والمنصب تكليف أعان الله من يتكلفه وندعو الله أن يعينه ويساعده على حمل المسئولية الكبيرة والحساسة في هذه المرحلة من تاريخ حركة حماس والقضية الفلسطينية والتغييرات الحادثة في المنطقة العربية والإقليمية.