دخلت ثلاث سفن مراقبة صينية اليوم الاثنين منطقة تعتبرها اليابان ضمن مياهها الإقليمية قرب جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي مما دفع طوكيو لتقديم احتجاج رسمي وسط توتر متزايد بين أكبر اقتصادين في آسيا.
وقال خفر السواحل اليابانية إن سفينتين صينيتين كانتا على بعد عشرين كلم من جزر سنكاكو وكوباشيما ويوتسوريجيما، حسب التسمية اليابانية للجزر.
وأضاف أن أربع دوريات صينية أخرى تضم تسع سفن شوهدت أبعد بقليل على الحدود التي تحد المياه الإقليمية اليابانية.
وصرح خفر السواحل اليابانيون الجمعة الماضية بأن 16 سفينة حكومية صينية تجوب قرب أرخبيل سينكاكو الياباني، بعد أربعة أيام على وصولها.
من جانبها أكدت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) نقلا عن إدارة المحيطات المسؤولة عن السفينتين أن سفينتي مراقبة مدنيتين كانتا تقومان بدورية "دفاع عن الحقوق" قرب الجزر "في اتباع للقوانين المختصة لجمهورية الصين الشعبية".
وقالت الوكالة إن "اليابان دأبت في الأيام الأخيرة على إثارة حوادث تتعلق بجزر دياويو (حسب التسمية الصينية) منتهكة بشكل خطير السيادة الإقليمية للصين". وأضافت أن دوريات السفن استهدفت مباشرة "السلطة الإدارية" على الجزر.
رد فعل
وفي أولى ردود الفعل قالت وزارة الخارجية اليابانية إنها قدمت احتجاجا رسميا للسفير الصيني في اليابان على هذه الخطوة.
وقالت اليابان إنها سترسل نائب وزير خارجيتها إلى بكين في محاولة لتهدئة التوتر الحاصل بين البلدين.
بدوره حذر رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا الصين من ردة فعل بلاده في الخلاف بشأن الجزر المتنازع عليها بين البلدين.
وقال نودا -في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية- إن على الصين أن تحذر بشأن ردة طوكيو في النزاع على الجزر.
وجاء دخول السفن الصينية إلى الجزر بعد قرار صيني بإرجاء احتفال بالذكرى الأربعين لتطبيع العلاقات بين الصين واليابان على خلفية توترات قوية بين البلدين بخصوص الجزر.
خلفية النزاع
وتدهورت العلاقات الصينية اليابانية بشدة بعد أن اشترت اليابان هذه الجزر مما أثار احتجاجات مناهضة لليابان في مدن في شتى أنحاء الصين.
ويشكل الأرخبيل غير المأهول موضوعا خلافيا بين القوتين الاقتصاديتين في آسيا منذ سبعينيات القرن الماضي.
لكن الوضع تفاقم وتدهور فجأة في مطلع سبتمبر/أيلول عندما اشترت الحكومة اليابانية الجزر من مالكها الخاص وهي عائلة يابانية.
ويقع الأرخبيل في شرق بحر الصين على بعد مائتي كلم إلى شمال شرق تايوان و400 كلم إلى غرب أوكيناوا (جنوب اليابان).
وتطالب تايوان أيضا بهذا الأرخبيل. وقد سار مئات المتظاهرين في تايبيه داعين إلى مقاطعة المنتجات اليابانية والتعاون مع الصين من أجل حل النزاع.
وجرت مظاهرات كبيرة معادية لليابان تخللتها أحيانا أعمال عنف في عشرات المدن الصينية الأسبوع الماضي، مما أرغم عددا من الشركات اليابانية العاملة في الصين على إغلاق مصانعها ومحالها بصورة مؤقتة.
ويوم السبت تجمع مئات اليابانيين للمرة الأولى في طوكيو للتظاهر ضد الصين. وسار حشد يضم نحو 800 شخص وهم يرفعون أعلاما يابانية سلميا في حي روبونغي الراقي غير البعيد عن سفارة الصين للتنديد بما أسموه "دولة همجية وفاشية" في إشارة إلى الصين.