حذرت منظمة الصحة العالمية أمس الاثنين من فيروس جديد قالت إنه ينتمي لعائلة الفيروسات الإكليلية، وهي نفس عائلة فيروس "سارس" الذي ظهر عام 2002 وقتل 800 شخص في أنحاء مختلفة من العالم.
وأضافت المنظمة أن مواطنا قطريا أصيب بفيروس غير معروف له صلة بفيروس متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس)، يوجد في حالة خطيرة في مستشفى متخصص ببريطانيا.
وظهر "سارس" للمرة الأولى في الصين عام 2002 وأصاب أكثر من ثمانية آلاف شخص في نحو ثلاثين دولة حول العالم، وأدى إلى وفاة ثمانمائة منهم قبل أن تتم السيطرة عليه.
التهاب وفشل كلوي
غريغوري هارتل: لا نعرف ما إذا كان الفيروس سيقتل أشخاصا كثيرين أو أنه مجرد فيروس يظهر أحيانا ثم يختفي مرة أخرى، بل إننا لا نعرف كيف نقل وما إذا كان نقل من شخص إلى شخص أو من حيوان إلى إنسان
وأصدرت المنظمة تنبيها عالميا بشأن المريض القطري (49 عاما) وقالت إنه زار السعودية في الآونة الأخيرة، وبعد عودته منها ظهرت عليه أعراض الإصابة بالتهاب حاد في الجهاز التنفسي وبفشل كلوي.
وأضافت المنظمة -التابعة للأمم المتحدة- أن الاختبارات الطبية التي أجريت على المريض القطري أثبتت أنه مصاب بفيروس سبق أن تسبب في قتل شخص في السعودية في وقت سابق من العام الحالي.
وذكرت أن المريض القطري عرض على الأطباء يوم 3 سبتمبر/أيلول الحالي بعدما ظهرت عليه أعراض التهاب تنفسي حاد، وفي السابع من الشهر نفسه نقل إلى وحدة عناية مركزة في العاصمة القطرية الدوحة، ثم نقل إلى بريطانيا يوم 11 من الشهر نفسه على متن طائرة إسعاف.
وفي السياق ذاته، أعلن المجلس الأعلى للصحة العامة في قطر مساء الاثنين أنه لا توجد أي حالة أخرى في البلاد باستثناء المواطن الذي يخضع للعلاج في لندن.
وقال مدير الصحة العامة محمد بن حمد آل ثاني في مؤتمر صحفي إن القطري المريض في لندن هو الحالة الوحيدة في هذا البلد، مؤكدا عدم انتقال العدوى من المريض إلى أفراد عائلته أو الطاقم الطبي الذي كان على تواصل معه.
ثلاث حالات
وفي تعليق له على الموضوع، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية غريغوري هارتل إن "الأمر أصبح الآن عالميا لأن لدينا حالة في المملكة المتحدة وحالة في السعودية".
وأضاف أن الأمر يتعلق بفيروس إكليلي جديد يسبب الالتهاب الرئوي والفشل الكلوي بسرعة كبيرة، وقال "لا نعرف عدد الحالات المصابة حتى الآن لأن الحالات العادية أمر طبيعي بالنسبة لأي نظام صحي، أما الحالات الشديدة فيتم الإبلاغ عنها، لذلك جرى إبلاغنا بثلاث حالات شديدة لن تجرى اختبارات على إحداها لأن الشخص توفي قبل أن يتسنى إجراء اختبارات عليه، في حين أجريت اختبارات على الحالتين الأخريين وثبتت إصابتهما بالفيروس".
وأكد هارتل أن المنظمة ما تزال بحاجة إلى "المزيد من المعلومات بشأن ما إذا كانت هاتان هما الحالتين الوحيدتين أو أنهما رأس جبل الجليد".
وأضاف "لا نعرف ما إذا كان الفيروس سيقتل أشخاصا كثيرين أو أنه مجرد فيروس يظهر أحيانا ثم يختفي مرة أخرى، بل إننا لا نعرف كيف نقل وما إذا كان نقل من شخص إلى شخص أو من حيوان إلى إنسان، لذلك وإلى أن نفهم أمورا مثل هذه لا يمكننا إصدار أي نوع من الأحكام بشأن مدى انتشاره وفتكه، فهذا مبكر جدا".
وأشارت المنظمة إلى أنها على اتصال بسلطات الصحة في بريطانيا وقطر والسعودية ومركز التحكم في الأمراض والوقاية منها ومقره ستوكهولم.