قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان إن رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير الشخص الوحيد الذي كان بإمكانه تغيير رأي الرئيس الأميركي جورج بوش بشأن غزو العراق عام 2003.
وأوضح أنان لصحيفة تايمز أن بلير كان بإمكانه تغيير موقف بوش بسبب العلاقة الخاصة بينهما، إضافة إلى أن بريطانيا كانت القوة العظمى الوحيدة التي انضمت إلى بوش بهذه الحرب.
وأضاف أنان، الذي كان زمن تلك الحرب أمينا عاما للأمم المتحدة، أنه كثيرا ما تساءل: ما الذي كان سيحصل لو أن بلير قال لبوش بعد الفشل في تأمين قرار أممي يجيز تلك الحرب "هنا يفترق دربانا. تدبر أمرك بنفسك". وأكد أنه يعتقد جازما أن بلير كان بإمكانه منع تلك الحرب.
ورفض أنان أن تكون استقالته أو استقالة وزير الخارجية الأميركي آنذاك كولن باول ربما كانت ستغير مجرى التاريخ، كما رفض مطالبة الأسقف الجنوب أفريقي ديزموند تيتو بمحاكمة بوش وبلير أمام المحكمة الجنائية الدولية لدورهما في تلك الحرب، وقال إنهما كانا منتخبين ديمقراطيا، وكانا يتصرفان لخدمة مصالحهما الوطنية.
وكان مجلس الأمن الدولي أصدر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 قرارا بالإجماع يمنح العراق فرصة نهائية للوفاء بالتزاماته لنزع السلاح، لكن تم سحب قرار ثان اقترحته الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا عام 2003 يدعو لاتخاذ عمل عسكري ضد نظام الرئيس صدام حسين بعد أن أصبح واضحا أنه سيواجه حق النقض (فيتو).
وقررت الولايات المتحدة آنذاك أنه لا حاجة لقرار أممي لإجازة عمل عسكري ضد العراق، وغزت هذا البلد يوم 20 مارس/ آذار 2003. وأدت تلك الحرب إلى ثماني سنوات قتال وخلفت أكثر من مائة ألف قتيل بين المدنيين.
يُشار إلى أن أنان عُين مبعوثا عربيا أمميا مشتركا إلى سوريا من فبراير/ شباط إلى أغسطس/ آب الماضيين، لكنه استقال من منصبه بعد فشل خطته للسلام بوقف القتال بين الثوار وقوات الرئيس بشار الأسد. وأبلغ أنان الصحيفة أنه يتعين على الأسد التنحي بعد أن فقد شرعيته.
وأجرى المسؤول الأممي السابق هذه المقابلة بمناسبة صدور كتابه "تدخلات.. حياة في الحرب والسلم".
المصدر:الفرنسية