قائمة الموقع

مقال: اشتري ولو كتاب

2012-10-01T07:06:31+02:00
صورة من الارشيف

يشهد قطاع غزة هذا الأسبوع حدثا ثقافيا هو الثاني من نوعه خلال عامين متتاليين وفي ظل حكومة هنية، هذا الحدث هو المعرض الدولي للكتاب والذي تميز بالسماح للناشرين المصريين والعرب بإدخال الكتب المختلفة من دور النشر المصرية والعربية الأمر الذي يثري المكتبة الفلسطينية المحاصرة منذ سنوات طوال، وفي هذا المعرض سيكون هناك عشرات الآلاف من العناوين الجديدة والدراسات الحديثة بكافة أنواعها السياسية والاقتصادية والإعلامية والقانونية والأدبية وكتب الأطفال وغيرها المتعلقة بالمرأة والمطبخ والجمال.

هذا الحدث النوعي يجب أن يقابله الجمهور الفلسطيني بحضور نوعي وان يؤسس هذا الحدث بما يحمل من جديد في عالم الكتب مكتبة في كل بيت أساسها شراء ولو كتاب واحد من كل زائر رجلا كان أو امرأة أو طفلا، شابا أو عجوزا، هذا الشراء لن يكلف المواطن الكثير ولكنه يظهر حجم الاهتمام ويعطي للمعرض طعما وشكلا جديدين، والاهم هو انه يعيد للكتاب مكانته وصدارته وقد يكون هذا الكتاب المشترى دافعا لدى المشتري إلى القراءة وبذلك نحيي رافدا مهما للثقافة التي أساسها الكتاب والقراءة.

نحن أمة اقرأ ، هذه الأمة التي أول من نزل من كتابها (القرآن ) قول الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم (اقرأ باسم ربك الأعلى)، فالقراءة إذن مهمة لترسيخ الفهم وأساس القراءة هو الكتاب، والله تعالى يقول ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) فالكتاب هو العنصر الذي يحوي العلوم والفنون والآداب بكل أشكالها وأنواعها واقتناؤه مسألة باتت ضرورة في عصر العلم وعصر الاستعمار الثقافي المراد به الهيمنة على العقول للهيمنة على الدول والشعوب.

معرض الكتاب المزمع عقده في الثالث من أكتوبر هو نتاج جهد استمر لأكثر من ثمانية أشهر شاركت فيه نخبة من ذوي الاختصاص والحريصين على نشر ثقافة الكتاب وقامت بهذا الجهد وزارة الثقافة في حكومة هنية وتحدت كل العقبات المالية والسياسية وغيرها حتى يقام هذا الحدث الثقافي وبذلوا الجهد الكبير حتى ذللوا العقبات في الجانب المصري الذي سمح هذا العام بإدخال الكتب بعد جهد مشترك مع اتحاد الناشرين العرب والمصريين في هذا الجانب وتعاون حركة حماس عبر التواصل من مسئول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية.

هذا الحدث هو تظاهرة ثقافية يجب أن تبني مرحلة جديدة من الوعي والفهم بأهمية الكتاب والمكتبة ليس في كل بيت فقط وإن كانت هي الأساس بل من الضروري أن يكون في كل مدرسة وفي كل مؤسسة وفي كل مسجد في العيادات والمستشفيات، ولم لا؟، أليس من حق المريض أن يجد عملا مثمرا وهو ينتظر الشفاء من أجل تثقيف نفسه والقراءة حتى يخفف عن نفسه الألم ويكف عن التفكير في لحظة القراءة بنفسه ومرضه؟.

في الختام نتمنى أن يكون الحضور للمعرض من المواطنين وعلى رأسهم المثقفون والكتاب والأدباء من أجل إحياء هذه التظاهرة الثقافية بما يليق بها وأن يكون هناك تفاعل مع الندوات الثقافية والمشاركة فيها حتى تكتمل الصورة ويكتمل العمل الثقافي بشقيه المادي عبر الكتاب وتنوعه والمحاضرات والندوات المعدة بشكل جيد.

نتمنى أن نشهد أياما ثقافية حقيقية وتفاعلا جماهيريا يجبر وزارة الثقافة والحكومة على تمديد أيام المعرض العشرة إلى أيام أخرى نتيجة الإقبال الكبير وحركة الشراء حتى نظهر للقادمين بكتبهم أننا شعب يقرأ ولدينا نهم للكتاب إلى جانب أننا شعب مقاوم، ورغم الحصار والضيق الاقتصادي إلا أننا لا ننسى الكتاب لأهميته في دعم المقاومة وكسر الحصار.

اخبار ذات صلة